روى مواطن ليبي يدعى علي، الناجي الوحيد من 25 معتقلا في بنغازي لـ «العربية»، حكايات التعذيب الذي تعرض له على ايدي اجهزة الامن الليبية حتى اصبح اسيرا للكرسي المتحرك، وقال انه اعتقل مع آخرين في 17 فبراير الماضي، وان كل من كانوا معه قضوا نحبهم من جراء التعذيب. وقال علي لموفدة «العربية»: ضربونا على وجوهنا، وبالحبال على سائر انحاء اجسامنا، بينما كنا ندخل المركز، وكنا 26 شخصا، ومعنا مسنون لم نكن كلنا شبابا، احد المسنين تجاوز 75 عاما، وكانوا يضربونه.
وتابع: ثم جلبوا جهازا يوضع على العضو والظهر والعمود الفقري ويشغلونه بواسطة الكهرباء فتهتز اجسادنا، وعندما يتوقف نقع على الارض ولم يكن باستطاعتنا ان نتحرك، بعدها يبدأون ضربنا بحبال كهربائية على انحاء الجسد حتى نصاب بالدوار. وواصل قائلا: اقتلعوا لحية رجل مسن شعرة شعرة، ثم بصقوا على وجوهنا، وداسوا علينا بأقدامهم ذهابا وايابا، ثم نقلونا الى مركز شرطة القواش، لم يضربونا هناك، لكنهم وضعونا بعضنا فوق بعض، وكان الدم منتشرا في كل مكان بسبب التعذيب.
واوضح: لم يكن باستطاعتي رؤية جسدي، فقط كانت عيناي تتحركان، ولم تكونا مفتوحتين جيدا، كانتا ملطختين بالدم، ولم يعد باستطاعتي ان ارى جيدا من لحظتها.
اما اللحظة التي لن ينساها علي، حسب حديثه، فهي نقله من موقع الى آخر موضوعا على جثث آخرين لفظوا انفاسهم واغراق الموتى والاحياء بالبول.