عواصم ـ وكالات: بعد ساعات على تصريحات مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو والتي حث فيها الثوار على اعتقال العقيد معمر القذافي، قال محمد إبراهيم العلاقي وزير العدل في المجلس الانتقالي الليبي إن الهيئة التي يمثلها معنية بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الزعيم الليبي معمر القذافي، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي ربما يشكل فرقة كوماندوز لهذا الغرض.
وأضاف العلاقي في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته امس ان المجتمع الدولي معني أيضا بتنفيذ القرار، بعد أن أصبح العقيد معمر القذافي طريد العدالة جراء جرائم ضد الإنسانية.
وبشأن اندلاع حرب أهلية محتملة في طرابلس إذا دخلها الثوار، قال العلاقي: «نحن خرجنا في مظاهرات سلمية تعبر عن مطالب وحقوق، وتعرضنا للقمع، ثم نحن لسنا جيشا حتى يقال حرب أهلية، كما أن الأسلحة التي يحارب بها الثوار استولوا عليها من نظام القذافي وحاربوه بها، لقد أردناها بيضاء ولكن هو الذي أرادها حمراء وستعود بيضاء كما كانت».
وزاد العلاقي قائلا: «أقول لليبيين في الداخل، دعونا ننبذ الانتقام والعنف ولنبن ليبيا معا بالتسامح والحب، ونمنع الإخلال بالمؤسسات العامة ومنها مراكز الشرطة والمحاكم، خاصة أن العاصمة طرابلس قاب قوسين أو أدنى من التحرير».
في هذا الوقت افادت صحيفة لوفيغارو الفرنسية امس استنادا الى مصادر فرنسية رفيعة المستوى بان فرنسا القت خلال الاسابيع الاخيرة اسلحة بالمظلات لمساعدة الثوار الليبيين في منطقة جبل النفوسة جنوب طرابلس.
واكدت الصحيفة ان فرنسا سلمت في تلك المنطقة التي تبعد عشرات الكيلومترات جنوب العاصمة قاذفات صواريخ وبنادق هجومية ورشاشات وصواريخ مضادة للدبابات من طراز ميلان، وقال مصدر فرنسي رفيع المستوى للصحيفة «لم تتوافر اي طريقة اخرى» موضحا ان عمليات القاء الاسلحة تدل على ارادة باريس اعطاء زخم لحركة التمرد على هذه الجبهة الجنوبية وان الجيش الفرنسي لديه نظام فعال جدا ودقيق لالقاء الاسلحة بالمظلات وان فرنسا تحركت دون دعم حلفائها.
واكدت الصحيفة انها تمكنت من الاطلاع على خريطة المديرية العامة للامن الخارجي واجهزة الاستخبارات الفرنسية تظهر ان عدة بلدات من المنطقة باتت بين ايدي المتمردين لاسيما نالوت وتيجي والجوش وشكشوك ويفران.
واكدت لوفيغارو ان مسؤولين فرنسيين ياملون في ان يتيح تقدم الثوار على هذه الجبهة الجنوبية المساعدة على سقوط طرابلس. وقال مسؤول فرنسي كبير «اذا وصل المتمردون الى مشارف طرابلس فان العاصمة لن تتردد في التمرد على القذافي».
في غضون ذلك وبعد ثلاثة اشهر على بدء الضربات الجوية على ليبيا بات حلف شمال الاطلسي يواجه انقساما فضلا عن السأم من الحرب في صفوف بلدانه وداخلها، غير ان الحلف يؤكد عزمه مواصلة المعركة حتى النصر.
ومع دخول مهمة الاطلسي اليوم شهرها الثالث ظهرت انشقاقات في صفوف الحلف فقد دعت ايطاليا الاسبوع الماضي لوقف العمليات القتالية، فيما تشعر البلدان المشاركة بقوات جوية اصغر في الحلف بضعط يفرضه تواصل الطلعات الجوية.
ويرفض قائد عمليات الحلف في ليبيا، اللفتنانت جنرال شارل روشار خفض تلك العمليات، مؤكدا ان الحلف احرز تقدما كبيرا باحلاله الاستقرار في المناطق الشرقية التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة المناوئة للقذافي ومع احراز تلك القوات نجاحات في الغرب.
من جهة اخرى، كشفت صحيفة «ديلي ميل» امس أن بريطانيا ستنفق 20 مليار دولار أي ما يعادل نحو 32 مليار دولار لمساندة ليبيا بعد رحيل العقيد معمر القذافي لتجنب أخطاء الحرب في العراق.
وقالت الصحيفة إن المملكة المتحدة انفقت حتى الآن 260 مليون جنيه استرليني في الصراع العسكري في ليبيا على الرغم من وعود حكومتها بأن تكاليف المشاركة البريطانية في الحملة الجوية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستقتصر على عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.
واضافت الصحيفة ان ديبلوماسيين بريطانيين وخبراء في شؤون المساعدات تولوا مسؤولية التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في ليبيا كما تم ارسال دليل تعليمات حول كيفية ادارة البلاد وضعه مسؤولون بريطانيون في مدينة بنغازي إلى زعماء المعارضة الليبية.