بروين إبراهيم
ارتبط اسم إدلب بالزيتون الذي يشغل مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية في هذه المحافظة الخضراء. حيث تقدر المساحة حتى نهاية العام الماضي بـ 122759 هكتارا منها 5551 هكتارا مرويا و117208 هكتارات بعل. فيما يقدر عدد الأشجار بنحو 13.851 مليون شجرة، المثمر المروي منها 550890 شجرة فيما المثمر البعل 11.688 مليونا أما بقية الأشجار فهي دون طور الإثمار. ولا تقتصر أهمية الزيتون على المساحة التي يشغلها وعدد الأشجار بل تتعداها إلى فرص العمل التي يوفرها موسم القطاف ورؤوس الأموال الموظفة في معاصر الزيتون. وقال الباحث التاريخي فايز قوصرة إن الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمحافظة إدلب مكنها لتكون أحد أهم المواقع في إنتاج الزيتون وإنشاء المعاصر منذ آلاف السنين، حيث ورد ذكر الزيت والزيتون في وثائق ايبلا، موضحا أنه لا تكاد تخلو قرية أثرية في إدلب من آثار معصرة. وأضاف أنه يوجد حي كامل للمعاصر في بلدة ديحيس الأثرية في جبل باريشا والتي كانت أحد المراكز الرئيسية في إنتاج الزيت وتصديره إلى الخارج عن طريق أنطاكية ثم إلى الساحل عبر ميناء السويدية. والدليل على الأهمية الاقتصادية للقرية هو بقايا المعاصر الموجودة وبقايا لـ 37 معصرة في بلدتي بشندلايا وبحيو في جبل الأعلى وأكثر من 20 معصرة في قرية قلب لوزة الشهيرة بكنيستها الأثرية. وأوضح الباحث التاريخي أن المعاصر القديمة كانت على نوعين فوق الأرض وهي الأكثر انتشارا وتحت الأرض كما هو الحال في بلدة البارا بجبل الزاوية وباقرحا في جبل باريشا. أما بالنسبة لواقع المعاصر وتطورها في المحافظة في الوقت الحالي فقد بين رئيس شعبة الزيتون والمشرف على لجنة أعمال المعاصر خلال موسم القطاف د.زياد ملندي أنه يوجد في سورية 857 معصرة زيتون حصة المحافظة منها 176 معصرة مرخصة موزعة بين 6 معاصر ذات مكابس. و170 تعمل على مبدأ الطرد المركزي حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمعصرة الواحدة ذات المكابس من 7 ـ 12 طنا يوميا مقابل 70 ـ 90 طنا لمعاصر الطرد المركزي وغالبا ما يبدأ العمل في هذه المعاصر اعتبارا من منتصف اكتوبر وحتى بداية فبراير وقد تزيد أو تنقص حسب المناطق، مشيرا الى أن مدة العمل الفعلي لهذه المعاصر تزيد على 30 يوما متواصلا. وأشار ملندي إلى أن جدوى الاستثمار في هذه المعاصر تعتبر عالية حيث يقدر دخل المعصرة الواحدة والتي تبلغ طاقتها 50 طنا يوميا بشكل وسطي بنحو 100 الف ليرة سورية وتوفر معاصر المحافظة أكثر من 3520 فرصة عمل خلال الموسم وتصل رؤوس الأموال المستثمرة فيها الى نحو 3.344 مليارات ليرة لافتا إلى أن التكلفة الأساسية للمعصرة الواحدة تتراوح بين 17 و20 مليون ليرة. وأضاف ان إنتاج إدلب من ثمار الزيتون وصل خلال الموسم الماضي إلى 176707 أطنان منها 27741 طنا لاستعمالات الأكل والمائدة مقابل 148966 طنا تم تخصيصها لإنتاج الزيت، مشيرا إلى أن معاصر إدلب أنتجت خلال الموسم الفائت 41695 طنا من زيت الزيتون حيث تصدرت منطقة إدلب قائمة الإنتاج بكمية قدرها 12470 طنا تلتها أريحا بإنتاج بلغ 8950 طنا فمنطقة حارم بإنتاج 8800 طن. ولفت إلى أنه يتم عصر القسم الأكبر من ثمار الزيتون نتيجة زيادة الطلب على الزيت السوري لكونه يتمتع بصفات جيدة مطلوبة عالميا وهو من المواد المهمة المعدة للتصدير وان نسبة الزيت في الثمار المعدة للعصر بلغت 22% وهي نسبة اقل من المتوسط ويعود تدنيها نتيجة حرص غالبية المزارعين في المحافظة على عصر الثمار الأقل جودة وترك الجيد منها للتخليل.