يعد استخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه أبرز الحلول المطروحة حاليا لمواجهة الفجوة الكهربائية بين ما ينتج من كهرباء وما يستهلك والتي تتسع في سورية نتيجة ازدياد عدد السكان وارتفاع أسعار النفط الذي يعتمد عليه بشكل أساسي لتوليد الكهرباء.
وإن أفضل التقنيات الواعدة هي التي تسخر طاقة الشمس حيث يعتبر التحويل الحراري المباشر للإشعاعات الشمسية إلى طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية تقنية جديدة ومتطورة وهي صناعة إستراتيجية باعتبارها مصدرا مستقبليا للطاقة سيكون له الأثر الأكبر في المحافظة على مصادر الطاقة التقليدية.
ورصدت «سانا» ازدياد توجه الشركات والمصانع السورية الى تصنيع الأجهزة المستخدمة في تسخين المياه بالطاقة الشمسية. ونقلت عن حيان صواف من احدى شركات تصنيع هذه الاجهزة قوله ان «السخانات العاملة على الطاقة الشمسية أصبحت تصنع محليا بنسبة 70 % فيما يتم استيراد القطع التي يصعب تصنيعها والتي تحتاج لإمكانيات ضخمة غير متوافرة حاليا من أوروبا وشرق آسيا مؤكدا وجود مساع لتصنيع البواري والخلايا التي تحول الأشعة الشمسية إلى كهرباء».
وبين صواف أن دعم الحكومة لتركيب أجهزة الطاقة الشمسية من خلال قروض وتسهيلات إلى جانب سماحها بتعاقد مصنعي وبائعي الأجهزة مع الجهات الحكومية كمصرف التسليف الشعبي والمؤسسة الاجتماعية العسكرية، سهل عملية الترويج لهذه الاجهزة وزاد نسبة المبيعات لاسيما لذوي الدخل المحدود. وبين أن هذه الشركات أصبح بإمكانها التعاقد مع المصارف التي تقدم تسهيلات كثيرة للمواطن حتى وصل بعضها إلى مرحلة يدفع فيها المواطن ألف ليرة فقط ويركب جهاز طاقة شمسية ثم يقسط الباقي بشكل شهري.
وأوضح صواف أن صناعة وتجارة وتركيب هذه الأجهزة لا تزال في بدايتها في سورية مقدرا أن انتشارها لدى الاسر السورية لا يتجاوز الـ 10%، مشيرا إلى حجم الطاقة الكبير الممكن توفيرها بتركيب هذه الأجهزة وإلى حاجة بعض الأماكن الماسة لتركيبها وخاصة الشاليهات والمعامل والمسابح التي تستخدم الكهرباء في التسخين وتتسبب في انقطاع الكهرباء بالصيف. وأكد أن الماء الساخن الذي يوفره السخان الشمسي على مدار الساعة لا يقارن بتكلفة تركيبه.
من جهته، بين مدير معمل لتصنيع قطع السخان الشمسي وتجميعها ان هذه الصناعة بدأت في عام 2001 وكانت تعتمد على استيراد جميع القطع وتجميعها حتى العام 2005 مبينا أن رواج هذه التجهيزات شجع على استيراد خطوط انتاج والبدء بتصنيع القطع محليا.
وأوضح أن المنتج الوطني أصبح منافسا للأجهزة الصينية التي كانت تباع في لبنان والاردن والعراق مستفيدة من ميزة الجودة العالية والمواصفات الجيدة والسعر الرخيص فضلا عن ميزة الوطني عن الصيني في أجور النقل المرتفعة والوقت الطويل اللازم لاستيرادها، كاشفا أن الشركات الصينية أصبحت تقدم للمصانع السورية عروضا مغرية للحد من المنافسة.
وبين أن جودة الصناعة الوطنية تتمثل في تصنيع القطع محليا بمواصفات أوروبية والاعتماد على الانابيب الألمانية والتي تعتبر أهم جزء في الجهاز ويحتاج تصنيعها إلى مبالغ كبيرة لافتا إلى أن السوق مفتوحة والطلب عال والصناعة الوطنية أصبحت تلبي احتياجات المواطن وتنافس كثيرا من المنتجات المستوردة. من جانبه، قال علي حيدر أحد المستهلكين إن استخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه وفر الماء الساخن على مدار الساعة كما حد بشكل كبير من استهلاك الكهرباء في حين كان استخدام السخان العامل على الكهرباء يشكل مصدر قلق دائم للعائلة خشية ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء. موضحا أن مدى الاستفادة منها يرتبط بوجود أشعة الشمس طوال وقت الاستخدام أسوة بالطاقة التقليدية. على صعيد المستهلك، ذكرت أم أنس أنها تستخدم مياه السخان في جميع الأعمال المنزلية التي تحتاج ماء دافئا. موضحة أن درجة حرارة المياه تصل إلى 100 درجة مئوية في الصيف ولا تنخفض عن 70 درجة في الشتاء، مشيرة إلى أن العائلة المتوسطة يمكنها الاعتماد كليا على مياه السخان الشمسي دون الحاجة إلى تشغيل مدفأة الحمام التي تستخدم المازوت أو سخان الكهرباء وخاصة في الأوقات التي لا تشهد بردا قارسا. وتم اكتشاف ظاهرة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وطاقة حرارية أواخر القرن التاسع عشر حيث وجد أن الضوء يستطيع تحرير الإلكترونات من بعض المعادن وتتميز الخلايا الشمسية بأنها لا تشمل أجزاء أو قطعا متحركة ولا تستهلك وقودا ولا تلوث الجو وتعمر طويلا ولا تتطلب إلا القليل من الصيانة ويمكنها إنتاج الكهرباء وتوفير الحرارة للتدفئة وتسخين المياه كما تستخدم الخلايا الشمسية في تشغيل نظام الاتصالات المختلفة وإنارة الطرق والمنشآت وضخ المياه وغيره.