- المفوضية العليا لحقوق الإنسان تعتزم إرسال بعثة تقصي في 6 يونيو وتطالب دمشق بالسماح لها بالدخول
عواصم ـ وكالات: تزامنا مع تجدد المظاهرات للاسبوع العاشر على التوالي تلبية للنداء الذي اطلقه منظمو الاحتجاجات في سورية تحت عنوان «جمعة حماة الديار»، دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف نظيره السوري بشار الاسد الى الانتقال من مرحلة الاقوال الى مرحلة الافعال، في وقت أكد نائب وزير الخارجية الروسى سيرغي ريابكوف أنه لن يكون هناك قرار ضد سورية في مجلس الأمن مشابها للقرار الليبي.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن ريابكوف قوله «إن روسيا لن تنظر حتى في نص مشروع قرار يصدر من مجلس الأمن ضد سورية»، مشيرا إلى أن «البيان النهائي لمجموعة الـ 8 لم يتضمن إصدار قرار ضد سورية وذلك بضغط من روسيا، مؤكدا أنها خطوة تدل على نجاح الديبلوماسية الروسية».
وشدد ريابكوف على أن الوضع في سورية يختلف بشكل مطلق عن الوضع في ليبيا، قائلا «القيادة السورية تسعى إلى عمل إصلاحات لذلك فإن الوضع لا يقيم بشكل أحادي».
وأضاف أنه لا يوجد أساس ولا يمكن أن يوجد أساس لنقل هذه المسألة إلى مجلس الأمن لأن سورية لا تمثل تهديدا للمنطقة والأمن العالمى، والحكومة قادرة على معالجة الوضع الداخلى بالسير على خط الاصلاحات التي أعلنتها، لكن ميخائيل مارغيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى الدول الأفريقية رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قال «إن الوضع في سورية يمكن أن يخرج عن السيطرة خلال الأشهر القادمة في حال انعدام الاصلاحات، وانه في حال لم نر إصلاحات خلال الأشهر القادمة فإن الرئيس بشار الأسد سيفقد السيطرة على البلاد».
من جهتها نقلت «رويترز» عن مصدر مواكب لاجتماعات قمة الثماني في فرنسا أن دول المجموعة لم تفاجأ بالغاء الاشارة الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي حول سورية، واضاف المصدر مشيرا الى روسيا والصين «ما يمكن ان نقوله أن لدينا تسعة أصوات على الاقل لاستصدار قرار لكن يبدو في هذه المرحلة أن احدى الدولتين ستستخدم حق النقض «الفيتو»، وقال «نبحث ما اذا كان بامكاننا التفاوض بشأن النص حتى يمكننا تحقيق شيء، واذا استمرتا في الرفض فسنحاول ان ندفعه بالاستعانة بالاصوات التسعة ونأمل ان تتحملا مسؤوليتهما».
الى ذلك تجددت المظاهرات في عدة مدن سورية أمس تحت عنوان «جمعة حماة الديار» وهو مطلع النشيد الوطني السوري ويشير الى الجيش.
وقال نشطاء سوريون إن مسؤولي الأمن السوريين استخدموا القوة والذخيرة الحية ضد آلاف المتظاهرين الذين خرجوا للشوارع في كل أنحاء سورية في الاحتجاجات التي أطلق عليها «جمعة حماة الديار».
وأطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين في مدينة بانياس الساحلية وكذلك مدينة الحسكة شرقي سورية، وفي دير الزور، أطلقت قوات الأمن ذخيرة حية صوب المتظاهرين بعد أن خرجوا في حشد ضخم من مسجد العرفي.
وألقي القبض على نحو أربعين متظاهرا وقال نشطاء إن ما لا يقل عن أربعة أصيبوا جراء اعتداء قوات الامن عليهم بالضرب، كما لجأت القوات لاستخدام القوة ضد الاحتجاجات التي اندلعت في اللاذقية، بعدما ردد المواطنون شعارات مناهضة للنظام، فيما وردت تقارير مشابهة من مدينة حلب شمالي سورية حيث تظاهر قرابة 3500 شخص.
وقال ناشط سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في العديد من المدن السورية بعد أن خرجت العديد من المظاهرات المناهضة للنظام ليل أمس الاول في حي القابون بدمشق ومنطقة باب السباع في حمص.
من جهته ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان حصيلة قتلى «جمعة حماة الديار» ارتفعت الى ثمانية اشخاص في مدن سورية عدة.
وذكر رئيس المرصد رامي عبدالرحمن ان «ثلاثة اشخاص قتلوا عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات»، واورد عبدالرحمن اسماء القتلى.
كما قال رئيس المرصد «ان ثلاثة متظاهرين على الاقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا)، برصاص رجال الامن الذين اطلقوا النار عليهم عندما صعدوا الى اسطح الابنية لاعلاء صوت التكبير».
وافاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان «آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش» مشيرا الى ان «عناصرالجيش المتواجدة لم تتدخل».
واضاف «وبعد قليل جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائيا مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 15 آخرين».
كما توفي شخص في منطقة الزبداني اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة عندما اصابه طلق ناري بينما كان على سطح احد الابنية وهو يعلي التكبير» بحسب رئيس المرصد.
وقد اكد احد سكان في بلدة الزبداني السورية ان قوات الأمن أصابت خمسة أشخاص بعدما أطلقت النار على احتجاج في البلدة الواقعة قرب الحدود مع لبنان.
وذكر ساكن أن صوت إطلاق نار سمع في مدينة حمص في وسط سورية أثناء احتشاد آلاف المحتجين في الأحياء الرئيسية بالبلدة رغم الانتشار الأمني المكثف مما اسفر عن سقوط قتيل في حي الخالدية وعدد من الجرحى.
وقال شاهد آخر عبر الهاتف إن نحو 30 ألف سوري خرجوا في بلدة الرستن الواقعة على بعد 20 كيومترا إلى الشمال ورددوا شعار «الشعب يريد إسقاط النظام».
وقال الشاهد «هذه اكبر مظاهرة في الرستن حتى الآن لان قرويين من مناطق قريبة ساروا إلى البلدة للاحتشاد في وسطها».
وقال ناشطون وزعيم قبلي لرويترز في اتصال هاتفي انه في مدينة البوكمال على الحدود العراقية احرق المتظاهرون صور حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغضب خطابه المناصر للاسد هذا الاسبوع في بيروت المتظاهرين، وأضافوا ان قوات الامن انسحبت من الشوارع.
وكشفت وسائل الإعلام عن خروج عدة مظاهرات في حي الميدان والقابون وبرزة في دمشق، وكذلك في بلدات المعرة وجرجنان وادلب في حماة والقامشلي وبلدات عامودا والدرباسية التابعة لمحافظة الحسكة الشرقية.
من جهتها، حضت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة الجمعة السلطات السورية على السماح لبعثة تابعة لها بكشف حقيقة المزاعم حول جرائم ارتكبتها القوات السورية التابعة للنظام.
وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحافي «لم نتلق حتى الآن ردا من دمشق على طلب رسمي بالدخول ارسلناه في السادس من مايو».
واضاف «هناك كثير من المعلومات المتناقضة» حول ما يحصل في البلاد.
وتابع المتحدث انه لهذا السبب «نحض الحكومة على اعطاء الإذن بالدخول في اسرع وقت للسماح لنا بتوضيح هذه القضايا».
واوضح كولفيل ان المفوضية العليا قررت ان ترسل هذه البعثة في السادس من يونيو، مع اقراره بعدم «تسوية» مسألة الموعد.
وقال «لا نزال نبحث الامر مع البعثة السورية» في جنيف.
من جهة اخرى، اكد المتحدث ان المفوضية لاتزال «قلقة للغاية حيال الوضع على الارض».
واضاف لا نزال نتلقى معلومات حول استخدام مفرط للقوة ضد المتظاهرين.
لقد شاهدنا اشرطة فيديو تظهر سقوط ضحايا واطلاق نار في الشوارع، لافتا ايضا الى اعتقال ناشطين وتعذيب معتقلين.
وتابع «هناك ايضا مزاعم عن جرائم ارتكبتها مجموعات مسلحة ترعاها قوى خارجية او اشخاص يعملون لحساب النظام».