عواصم ـ وكالات: وصفت مجلة التايم الأميركية حماة السورية بالمدينة الثائرة التي تأبى الموت أو الاستسلام، وقالت إن شوارعها خالية ومهجورة تتناثر فيها الأنقاض، وأن قذائف مدافع جيش الأسد أحدثت فجوات في الكثير من أبنية المدينة، خاصة تلك المرتفعة على الشارع العام.
وأضافت المجلة التي دخلت المدينة خفية رغم منع وسائل الإعلام هناك، أن أهالي حماة وضعوا حواجز في شوارع المدينة ومداخلها لمنع دبابات الجيش السوري من التوغل فيها، مشيرة إلى أكوام من الكتل الإسمنتية وإلى أبواب مخلوعة من مكانها، وإلى قطع وصفائح حديد متناثرة هنا وهناك في أرجاء المدينة.
وبينما أشارت إلى آثار شاحنتين محترقتين عند دوار الأربعين على الطريق العام، نسبت إلى مواطن كان يتفقد آثار الدمار الذي أحدثته الدبابات في المدينة القول إن كل الحواجز والعوائق التي اتخذها أهالي المدينة لم تمنع دبابات الجيش من اختراق الشوارع ولا حتى حدت من سرعتها.
وتقول «التايم» إنها شاهدت أرتالا من عشرات الدبابات على ظهور الناقلات وهي تغادر المدينة على الطريق العام المتجه إلى حمص على بعد 40 كلم، وتتبعها شاحنات عسكرية قديمة تحمل جنودا من الجيش السوري وترفع أعلام البلاد موجهين بنادقهم تجاه السيارات المدنية.
وأشارت المجلة إلى أن وحدات عسكرية سورية لاتزال تنتشر عند ميدان العاصي في حماة التي تشهد أضخم احتجاجات منذ اندلاع الثورة الشعبية في البلاد قبل أشهر، كما يوجد عشرات الدبابات المنتشرة عند مواقع هامة حول المدينة.
من جانبها أشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى الدمار الذي لحق بمدينة حماة في أعقاب الهجوم بالدبابات والمدافع الذي تعرضت له على أيدي السلطات السورية.
وقالت الصحيفة إن أسواق المدينة خالية ومحلاتها مغلقة حيث التزم أهالي المدينة الغاضبين منازلهم، موضحة أن المدينة تعرضت لأعنف هجوم منذ اندلاع الثورة الشعبية في البلاد.
وأضافت أن بعض أهالي المدينة تجرأوا على الخروج إلى الشوارع لإخبار من يجدونه أمامهم من الزوار بحالهم، وأن أحد المواطنين وهو المعلم عبدالرحمن أشار إلى الثقوب التي أحدثها الرصاص في جدران بيته.
وقال عبدالرحمن إن الجيش السوري أطلق الرصاص في كل اتجاه، وإن الكثير من المنازل تعرض للهجوم، مضيفا أن عمليات القتل استمرت حتى أثناء الصلاة.
وبينما قال بعض المواطنين إن الدبابات أحدثت دمارا في المدينة وإن القناصة استهدفوا المواطنين المدنيين، قال آخر إن «الجنود والقوات الأمنية دمروا كل شيء».