عواصم ـ وكالات: رغم امتداد الحملة العسكرية العنيفة الى عدد من المدن السورية كالحراك والقصير ويبرود ودير الزور حيث توجد عناصر الجيش الحر، إلا أن الأخبار القادمة من بابا عمرو لاتزال تشير الى فظاعة ما يحدث، حيث بث تلفزيون الدنيا صورا لما قال انها مجزرة وقعت في منطقة بابا عمرو وقتل فيها نحو 18 شخصا من عائلتين بينهم نساء وأطفال قتلوا ذبحا واتهمت المعارضين والجيش السوري الحر، لكن لجان التنسيق والهيئة العامة للثورة السورية نفت ذلك كون النظام هو من يسيطر الآن على الحي.
واتهمت بدورها القوات السورية والشبيحة بارتكاب هذه المجزرة وأنها كتبت على الجثث الجيش الحر للإيهام بأن المعارضين هم من ارتكبوا ذلك.
وعلل الناشطون اتهامهم للسلطات السورية بارتكاب الجريمة بأن العائلتين كانتا ناشطتين مع المعارضة وبالتالي كيف تقتل المعارضة عناصرها.
ومع سقوط ما يزيد على 30 قتيلا أمس، اقتحمت القوات السورية أمس مدينة الحراك في محافظة درعا في الجنوب، حيث تدور اشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعات منشقة منذ أيام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا.
وقال المرصد في بيان ان «قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات اقتحمت مدينة الحراك وسط سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف». وفي بيان لاحق، أوضح أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة» في المدينة، استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وان الانفجارات هزت المدينة وسمعت أصواتها في القرى المجاورة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان عددا كبيرا من سيارات الإسعاف شوهدت في شوارع الحراك، وان القصف طال «مسجد ابوبكر الصديق، أكبر مساجد المدينة».
وقال الناشط محمود السيد من مجلس الثورة في درعا عبر سكايب ان «قصفا من الدبابات استهدف الأبنية السكنية، وان «اعدادا هائلة من الأمن والجيش توغلت في المدينة».
في محافظة حماة، أفاد المرصد بأن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الإمام شمال مدينة حماة».
وتأتي هذه العملية بعد التصعيد العسكري لقوات النظام على عدة مدن إثر سقوط بابا عمرو، بينها الرستن والقصير في محافظة حمص، وقرى في ريف دمشق.
وذكرت شبكة «شام» الإخبارية المناهضة للنظام في تقرير ان قوات عسكرية «اقتحمت قرية جراجير في ريف دمشق بعدد من الآليات العسكرية في ظل انقطاع تام للاتصالات»، مشيرة الى «أعمدة دخان تتصاعد» من القرية.
وفي اطار التصعيد أيضا، قصفت القوات السورية أمس جسرا يستخدمه الجرحى واللاجئون كممر أساسي للعبور الى لبنان، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة وكالة فرانس برس.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن ان القوات السورية «استهدفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم الى لبنان قرب مدينة القصير»، مشيرا الى انه قريب جدا من الحدود اللبنانية. وفي بيان لاحق، اوضح ان الجسر المستهدف «كان يستخدم لعبور الجرحى من المدنيين والمنشقين والنازحين الى الأراضي اللبنانية خوفا من اعتقالهم من السلطات السورية على المعابر الشرعية» بين لبنان وسورية.
من جهته قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال من حمص مع وكالة فرانس برس ان «القوات السورية قصفت بالمدفعية الجسر الذي مرت عليه الصحافية الفرنسية إديت بوفييه والذي يمر عليه كل الجرحى ويصل الى نقطة قبل الحدود اللبنانية مباشرة». واضاف «كان المنفذ الرئيسي لعبور الجرحى من منطقة حمص الى لبنان، ولم يعد قابلا للعبور».
وأكد مسؤول محلي لبناني يتابع شؤون النازحين السوريين في المنطقة الحدودية في شرق لبنان الخبر، استنادا الى معلومات وصلته من سكان في قريتي الجوسية والربلة في الجانب السوري.
ويأتي هذا القصف بعد أنباء عن فرار نحو 1500 سوري الى لبنان خلال 48 ساعة فقط اثر التصعيد في القصير.
الى ذلك بثت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني لقطات من فيديو صورت سرا لما قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في مدينة حمص السورية. وقالت القناة إنها حصلت على لقطات مصورة لمشاهد مروعة في المستشفى العسكري بحمص.
وصور موظف هذه اللقطات سرا وهربها للخارج مصور صحافي فرنسي عرف فقط باسم «ماني».
وقال الموظف الذي صور الفيديو لماني «اني شهدت المحتجزين يعذبون بالصعق بالكهرباء والضرب بالسياط والهراوات وكسر الأرجل. ويقومون بلي أقدامهم حتى تتكسر أرجلهم».
وأضاف قوله «انهم يجرون العمليات الجراحية دون تخدير.. رأيتهم يضربون رؤوس المعتقلين في الجدران. يقيدون المرضى في الأسرة. ويحرمونهم من المياه. البعض الآخر ربطت أعضاؤهم التناسلية لمنعهم من التبول».
واظهر الفيديو الذي قالت القناة الرابعة التلفزيونية انها لم تتمكن من التحقق منه من مصدر مستقل جرحى معصوبي العينين مكبلين بالسلاسل في الأسرة.