تواصلت الاشتباكات أمس في مدينة حلب في شمال سورية حيث ينفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية، بحسب مصدر عسكري، في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان صباح أمس بانسحاب المقاتلين المعارضين من احياء في جنوب دمشق، وقتل عشرات الأشخاص أمس في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية.
وتعرضت احياء هنانو والشعار والصاخور في شرق مدينة حلب ومساكن الفردوس (جنوب) للقصف صباح امس من القوات النظامية، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى اشتباكات في حي بستان الباشا (شمال).
وافاد مراسل لوكالة فرانس برس نقلا عن مصدر عسكري بأن مسلحين شنوا مساء الثلاثاء الماضي هجوما في منطقة ميسلون (شرق) على نقاط تمركز للجيش السوري، «قامت مجموعة من وحدات الجيش تؤازرها مروحية عسكرية بصده، وقد استمر لأكثر من ثلاث ساعات».
وقال المصدر ان مقر المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية في منطقة الزهراء (غرب) تعرض »لهجوم من مسلحين فشلوا في الاقتراب منه»، مشيرا الى «محاولات متكررة وشبه يومية للسيطرة عليه».
واشار مراسل «فرانس برس» الى ان الحياة في منطقة الميدان (وسط حلب) التي اعلن الجيش السوري السيطرة عليها قبل يومين لم تعد الى طبيعتها بعد، مشيرا الى استمرار انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات الخليوية عن بعض اجزائها، فيما «لاتزال بعض شوارعها وحاراتها الفرعية تتعرض للقنص».
ونقل عن احد سكان حي صلاح الدين (جنوب) انه دخل المنطقة لتفقد منزله، فلاحظ «عودة للمظاهر المسلحة في عدد من الشوارع الفرعية القريبة من مدرسة الشرعية وجامع صلاح الدين المقابل لها»، وذلك رغم اعلان القوات النظامية قبل ايام السيطرة الكاملة على الحي الذي شهد معارك ضارية منذ بدء معركة حلب في العشرين من يوليو.
وصرح مصدر مسؤول في شركة كهرباء حلب لفرانس برس بأن تصليحات على احد محولات مضخة المياه في منطقة سليمان الحلبي (وسط) نجحت في اعادة المياه تدريجيا الى عدد من المناطق في المدينة التي انقطعت عنها المياه منذ أكثر من ثلاثة أيام نتيجة احتراق اربعة محولات جراء الاشتباكات.
واشار المراسل الى استمرار ازمة المحروقات الخانقة في المدينة، ما تسبب بارتفاع أسعارها ثلاثة أضعاف أحيانا في السوق السوداء.
من جهة ثانية، نقل المرصد السوري صباحا عن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اعلانهم الانسحاب من احياء الحجر الاسود والقدم والعسالي في مدينة دمشق بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت اياما عدة رافقها قصف عنيف من القوات النظامية على هذه الاحياء».
ميدانيا ايضا قالت لجان التنسيق المحلية في بيان حول التطورات الميدانية في سورية ان الحملة العسكرية التي نفذتها القوات الحكومية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في دمشق وريفها بينهم 20 قتلوا ذبحا في حي جوبر وفي حماة وديرالزور وفي حلب ودرعا وادلب.
واضافت ان بلدات وقرى في ادلب وريف دمشق وحلب ودرعا وحماة تعرضت امس لقصف مدفعي عنيف ترافق مع اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في مناطق متفرقة لصد الهجمات التي تستهدف المدنيين وقراهم.
وفي حماة تحدثت اللجان عن انتشال ثماني جثث حتى الان من تحت الانقاض قضوا في مجزرة ارتكبتها قوات النظام في سهل الغاب اثر قصف مروحي استهدف المنازل السكنية، فيما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة غباغب بدرعا بعد اقتحامها من قبل قوات الامن والجيش.
في هذا الوقت قال مسؤول تركي امس إن المعارضة السورية المسلحة سيطرت بالكامل على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا بعد معارك مع القوات الحكومية الليلة الماضية، وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «يمكنني تأكيد سقوط المعبر، إنه تحت السيطرة الكاملة للثوار».
في هذا الوقت، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف امس أن إمداد الغرب للمعارضة السورية بالأسلحة بشكل مباشر سيخالف بيان جنيف.
وقال غاتيلوف بتغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر «إذا بدأ الغرب بالفعل بإمداد المعارضة السورية بالأسلحة بشكل مباشر فسيتعارض ذلك مع روح ونص بيان جنيف».
وكانت موسكو أكدت الثلاثاء على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة من أجل وقف العنف من قبل جميع الأطراف في سورية وبأسرع ما يمكن، داعية إلى إقرار البيان الختامي لاجتماعات جنيف في مجلس الأمن الدولي.
وكان نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف قال الاثنين الماضي إن تبنى اتفاقيات جنيف «من شأنه أن يخلق بيئة سياسية مناسبة ويوجه رسالة واضحة بوقف العنف وبدء حوار سياسي» في سورية ولكنه رجح ألا يوافق الغرب على أية مسودة قرار في مجلس الأمن بهذا المضمون لغياب الإرادة السياسية.
يشار إلى أن البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف أعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون.
وقال المبعوث الدولي والعربي المشترك الى سورية السابق كوفي أنان إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية.
واضاف ان الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سورية أعضاء في الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى.