-
عبوة ناسفة في السيدة زينب وانفجار سيارة مفخخة في المعضمية بريف دمشق
تطور الوضع الميداني في سورية بشكل غير مسبوق أمس، حيث وسعت القوات النظامية قصفها الجوي لمعظم المناطق السورية لاسيما في ريف دمشق وادلب واستهدفت 3 مخابز في دمشق وحلب، في وقت شهدت العاصمة وضواحيها انفجار عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في المعضمية والسيدة زينب. وقد تخلل هذه الغارات عمليات قصف ودهم اسفرت بمجملها عن سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا.
فقد تعرضت مناطق الغوطة الشرقية الى الشرق من العاصمة منذ صباح أمس لاكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة، منها «اربع غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها» بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت الطائرات المقاتلة نفذت خمس غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما، بحسب المرصد الذي اشار الى ان اعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المناطق المستهدفة.
وافاد المرصد بوقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام مدينة حرستا في ريف دمشق، بينما تعرضت بلدة زملكا للقصف ودارت اشتباكات في محيط البلدة وبساتين الغوطة الشرقية.
كذلك استهدفت الغارات الجوية مناطق عدة في محافظة إدلب، لاسيما مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين منذ 9 اكتوبر الماضي، مما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية.
واشار المرصد الى ان اشتباكات عنيفة دارت عند المدخل الجنوبي للمدينة بين المقاتلين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام معرة النعمان.
كما تعرضت قريتا دير شرقي ومعرشمشة للقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد. واستمرت الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر «بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة» من جهة اخرى، بحسب المرصد.
كذلك هاجم مقاتلون معارضون «حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية ـ ادلب في ريف جسر الشغور»، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات «رافقها تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة». وقد اعلن ثوار الجيش الحر ومقاتلو المعارضة سيطرتهم على اكبر حواجز القوات النظامية في جسر الشغور. لكنهم اعلنوا الانسحاب منه لاحقا تحت ضغط القصف الجوي العنيف الذي شنته طائرات النظام على المنطقة.
الى ذلك، عاد مسلسل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ليضرب دمشق وريفها أمس، حيث اعلن ناشطون مقتل واصابة عدد من المدنيين في انفجار سيارة مفخخة في المعضمية بريف دمشق. وفي مدينة السيدة زينب جنوب شرق العاصمة، قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة «كانت مزروعة في دراجة نارية، بحسب المعلومات الاولية، وانفجرت امام فندق ال ياسر قرب مقام السيدة زينب المقدس لدى الطائفة الشيعية»، بحسب المرصد.
من جهته، كرر التلفزيون الرسمي السوري اتهام من يصفها بـ «الجماعات المسلحة» وقال انه اسفر عن «ستة شهداء و13 جريحا».
وذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب»، مشيرة الى ان الحادث اسفر عن وقوع «عدد من الضحايا والاصابات»، من دون ذكر تفاصيل اضافية.
من ناحية اخرى، تعرضت أحياء الخالدية والقصور وباقي احياء حمص القديمة المحاصرة للقصف براجمات الصواريخ والمدافع.
كما قصف الطيران الحربي حي الجبيلة بدير الزور بالتزامن مع القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بقية أحياء المدينة. وتجدد القصف من الطيران الحربي على مدينة موحسن بريفها.
الى ذلك، «قتل ما لا يقل عن ثلاثة من القوات النظامية واصيب نحو 25 بجروح تم نقلهم الى مشافي اللاذقية اثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في قرية شيرقاق بجبل صهيون»، في محافظة اللاذقية الساحلية وقد ردت القوات النظامية على الاشتباكات بقصف القرية ومحيطها بالطيران المروحي.
وقصفت المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ منطقة مصيف سلمى وبلدات كنسيا وعكو وكبانة بريف اللاذقية وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في مدينة الحفة وريفها وسط قصف من الطيران المروحي على المنطقة.
وبعد ان اتهم نشطاء المعارضة القوات النظامية بقصف مخبز مخيم الحسينية بدمشق ما ادى الى وقوع اصابات، قالت شبكة شام الاخبارية ونشطاء المعارضة ان هذا النظام قصف مخبزين في حلب احدهما في بلدة الأتارب. وأسفر عن مقتل 10 قتلى على الاقل ووقوع عدد كبير من الجرحى في استهداف للطيران الحربي ببرميل متفجر لفرن الخبز في المدينة.
وفي حلب ايضا قصف الطيران الحربي والمدفعية احياء: الليرمون والشعار وقاضي عسكر وقصف من الطيران الحربي على حي الشيخ سعد. وقرى دابق وكفرة حمرة وكفرناها في ريف حلب.
وفي حماة اتهم نشطاء المعارضة «الشبيحة» من قرية أرزة بالاعتداء على أهالي حي كازو حيث قاموا باعتقال أكثر من عشرة أشخاص وإحراق أكثر من ثلاث سيارات لأهالي الحي.
كذلك وقعت اشتباكات عنيفة في بلدة رويحينة بريف القنطيرة بين الجيش الحر وجيش النظام.
في غضون ذلك، قتل اكثر من 36 الف شخص في النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 19 شهرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس وكالة فرانس برس.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي ان «25 الفا و667 مدنيا، وتسعة آلاف و44 جنديا نظاميا، و1296 منشقا» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس 2011.
واشار عبدالرحمن الى توثيق مقتل 439 شخصا منذ مايو الماضي الى اكتوبر، لكنهم غير مشمولين بالحصيلة النهائية لأننا «لم نتمكن بعد من تحديد هوياتهم، او ما اذا كانوا مدنيين او مقاتلين معارضين او جنودا نظاميين».
وأكد عبدالرحمن ان الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين او الضحايا الذين لم يتم توثيق اسمائهم، اضافة الى العديد من افراد الميليشيات المؤيدة للنظام والمعروفين باسم «الشبيحة».