حذر المجلس الوطني السوري أمس في الدوحة من «استهدافه» ومحاولات تصفيته من خلال المبادرة الجديدة المدعومة اميركيا التي تهدف الى قيام قيادة جديدة اكثر تمثيلا للمعارضة السورية، مؤكدا على دوره المحوري في العمل المعارض.
كما وجه لوما شديدا الى المجتمع الدولي الذي قال انه لا يفعل شيئا لإنهاء معاناة السوريين.
وأكد رئيس المجلس عبدالباسط سيدا في اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة مشاركة المجلس في الاجتماع الموسع للمعارضة غدا في الدوحة بناء على مبادرة المعارض رياض سيف.
الا انه حذر من ان أي استهداف للمجلس سيطيل عمر الأزمة، مؤكدا ضرورة ان يكون المجلس «الركن الأهم» في العمل المعارض.
وقال سيدا ان «مجموعة أصدقاء سورية وعدتنا الكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي أبدا الى حجم المأساة والمعاناة» في سورية.
وذكّر سيدا «الأصدقاء والأشقاء في مجموعة أصدقاء الشعب السوري بأن أصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين أصدقاؤنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام مجرد إدانة».
وأجرى المجلس خلال اجتماعاته التي بدأها الاحد في الدوحة تغييرات في بنيته افساحا في المجال امام انضمام المزيد من الهيئات والشخصيات الى الهيئة العامة التي باتت تضم 400 عضو، لاسيما من الأقليات السورية.
وبحسب هشام مروان الخبير القانوني للمجلس الوطني، فإن ابرز التغييرات في بنية الهيئة العامة هو «رفع تمثيل المرأة الى 15%» و«زيادة تمثيل قوة الحراك الثوري والميداني (في الداخل) الى 33% بإضافة 32 مكونا جديدا».
كما اشار الى «ضم مكونات سياسية جديدة هي 35 تكتلا سياسيا باتت تشكل 45% من المجلس» و«تمثيل الاقليات بنسبة 25%».
وفيما تتجه الأنظار الى اجتماع يوم الغد أكد المجلس نيته حضور الاجتماع الذي سيبحث «مبادرة الهيئة الوطنية» التي طرحها المعارض رياض سيف لكنه أبدى تحفظات عليها.
وقال سيدا ان «الأمانة العامة قررت في دورتها الأخيرة المشاركة في اللقاء التشاوري سنتوجه الى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين ولكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري بوصفه الركن الأهم والأساس في الفعل المعارض السوري».
وأضاف «نرى ان أي عملية تستهدف المجلس الوطني ستؤدي بوعي او من دونه الى إطالة عمر الأزمة ومن هنا نرى ان كل مبادرة دولية جادة لابد ان تأخذ في حسابها ضرورة إنهاء عهد الاستبداد في سورية».
وبدوره، أبدى الرئيس السابق للمجلس برهان غليون تحفظه الواضح إزاء مبادرة رياض سيف، موجها انتقادا شديدا لواشنطن.
وقال غليون لوكالة فرانس برس «نرفض الصيغ الجاهزة والمجلس يرفض المشاركة في اطار يهدف الى إنهائه وقتله».
وأضاف «نسعى الى تحويل المؤتمر من مؤتمر لقتل المجلس الوطني الى مؤتمر لاستكمال العمل الذي بدأه المجلس». وحذر من انه «اذا فرضت مبادرة على المجلس فإنها ستفشل».
وردا على سؤال حول ازمة الثقة المتزايدة بين واشنطن والمجلس الوطني، قال غليون ان «الأميركيين يريدوننا كبش فداء للتغطية على تخاذلهم وعجزهم».
من جانبه، كشف معارض سوري آخر عن نقاشات تدور في مؤتمر الدوحة للمعارضة السورية حول اقتراح لتشكيل «مجلس انتقالي» يكون بديلا عن «المجلس الوطني السوري»، مشيرا الى وجود دول غربية وعربية تسعى إلى شق صف المعارضة وإجبارها على التعاون مع خيار الحل السياسي.
وأبلغ الشيخ أحمد الأسعد الملحم أمس «يونايتد برس انترناشونال» عبر الهاتف من الدوحة أن النقاشات في مؤتمر المعارضة السورية في الدوحة تدور الآن حول اقتراح لتشكيل «مجلس انتقالي» يكون بديلا عن «المجلس الوطني السوري» المعارض.وأضاف أن هذا «الاقتراح يحظى بدعم شريحة واسعة من فصائل المعارضة السورية لكن قيادة المجلس الوطني تعارض بشدة هذا التوجه وبدعم من دول خليجية» لم يسمها.
وأشار الى أن «الفصائل المعارضة المؤيدة لهذا التوجه تأمل في أن تتمكن من تشكيل المجلس الانتقالي المقترح من المعارضة في الداخل والخارج لكن المحسوبيات والتكتلات والمصالح الشخصية تقف عائقا أمام ذلك».
ولفت الى أن محاولات «تجري الآن لتقوية مشروع المعارض رياض سيف لإقامة حكومة منفى مستعدة للتعاون من أجل خيار الحل السياسي على حساب المجلس الوطني الداعم للتدخل العسكري في سورية».