بعد استقالة المبعوث الدولي السابق الى سورية كوفي أنان، توقعت مصادر متابعة للملف السوري أن يتجه المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الى الاستقالة أيضا بعدما تأكد من حجم العقبات التي تعترض خطة الحل السياسي التي كان يروج لها على أساس عقد مؤتمر «جنيف 2» في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري. وبعد أن لمس صعوبة تواصله مع المعارضة السورية الخارجية المتمثلة بالائتلاف الوطني وتأثيره عليها.
وتفيــــد معلومـــات ديبلوماسية من بيروت أن البديل عن الأخضر الابراهيمي لن يكون «عربيا» والاحتمالات مطروحة بين موفد أوروبي أو «آسيوي إسلامي».
وكان الابراهيمي أعلن قبل أيام فشله في تحديد موعد لانعقاد مؤتمر «جنيف 2» لحل الأزمة السورية بعد جولة إقليمية شملت 8 دول ختمها من بيروت الجمعة الماضية.
واتهم الابراهيمي المعارضة السورية بالوقوف وراء فشل تحديد موعد لعقد مؤتمر«جنيف 2» كونها تعاني من مشاكل كثيرة فيما بينها، على حد قوله.
ودفعت هذه الاتهامات الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية، الى رفضها واتهامه في المقابل بالفشل في التوصل الى صيغة مقبولة مع النظام السوري. وطالبه بالتزام «الحيادية على أقل تقدير» وانتقد لقاءاته مع أطراف في المعارضة مشاركة في الحكومة السورية وتجاهله الاجتماع بممثلين عن الائتلاف.
وأكد الائتلاف في بيان أن «المهمة المشتركة للأمم المتحدة والجامعة العربية كما يفهمها الشعب السوري هي تحقيق مطالبه المحقة أو التزام الحيادية على أقل تقدير»، في حين أن «الجهود الأخيرة للمبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي صبت في الحوار مع المعارضة المتصالحة مع النظام والتي تشارك في حكومة الحلقي والتي شهدت سورية خلال وجودها أسوأ تصعيد عسكري واستخدام للسلاح الكيماوي وانتهاج التجويع كوسيلة حرب».
ورأى البيان أن «إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة» يعكس «فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة لانعقاد جنيف 2 مع النظام»، وطالب الائتلاف الإبراهيمي أن «يلتزم الحياد وألا يخرج عن السياق المقبول في الطرح السياسي».
وجاء البيان ردا على ما أدلى به الأخضر الإبراهيمي خلال مؤتمر صحافي في جنيف انتقد فيه «المعارضة» السورية، حسب قوله، واصفا إياها بأن «لديها مشاكل كثيرة وأنها منقسمة وتعمل من أجل التوحد، وإنشاء وفد مقنع لتمثيلهم في مؤتمر جنيف 2». وألقى الإبراهيمي اللوم في التأخر في تحديد موعد المؤتمر على المعارضة، وقال انه «كان يأمل أن يتم تحديد موعد «لجنيف 2 »ولكن هذا لم يحصل ويجب أن يعقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام بسبب الأوضاع الإنسانية والسيئة، وهناك أكثر من 6 آلاف شخص يفرون من سورية يوميا»، وأضاف المبعوث المشترك «اتفقنا مع الروس والأميركان أن لا شروط في هذا المؤتمر».