- روسيا: عملياتنا في سورية تهيئ الظروف الجيدة لمفاوضات «جنيف 3»
أعاد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس من الرباط، حيث يقوم بزيارة رسمية للمغرب، التأكيد على أن السعودية مستعدة «للمشاركة في حال قيام التحالف الدولي بإرسال قوات برية لسورية»، مضيفا: «سنبحث تفاصيل المشاركة بقوات برية في سورية مع الدول المختصة».
وعقد الجبير مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار، في مقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، «محادثات رسمية»، أكد بعدها في مؤتمر صحافي مشترك، أن السعودية حريصة «على المحافظة على المؤسسات في سورية ووقف القتل»، مضيفا: «ملتزمون بتقديم كل ما يمكننا لتلبية مطالب الشعب السوري».
واعتبر الجبير أن «المباحثات في جنيف فشلت بسبب تعنت وفد النظام وروسيا»، وشدد على أنه «لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سورية وهذا أمر محسوم».
وفي الموضوع العراقي، شدد الجبير على حرص السعودية على أمن واستقرار العراق، مضيفا: «حريصون على ألا تكون هناك هيمنة على العراق خاصة من إيران».
من جانبه، أكد مزوار أن المغرب متضامن «بشكل مطلق مع السعودية في تصديها لأي تدخل في شؤونها الداخلية»، مضيفا: «نقف مع السعودية ضد كل ما يهدد السلم في الخليج» و«نرفض الاستعمال المغرض للطائفية والتدخل في شؤون الدول».
وشدد على أن «عاصفة الحزم أتت دفاعا عن الشرعية في اليمن».
أما عن سورية فقال وزير الخارجية المغربي: «الحل في سورية رهين بمرحلة انتقالية يديرها الشعب السوري»، كما اعتبر أن «الإرهاب آفة متشعبة والمقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لهزيمته».
في نفس السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن إمكانية التدخل العسكري البري من قبل بعض الدول في سورية أصبح أمرا محتملا.
وقال لافروف في تصريح نقلته وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) إن التصريحات المعلنة من قبل بعض الأطراف التي تتحدث عن هذا الأمر بصورة علنية تجعل إمكانية التدخل العسكري البري أمرا ممكنا.
وأضاف انه في حال فشل العملية السياسية وعدم السماح للمفاوضات ان تبدأ فان إمكانية الرهان على القوة لحسم النزاع قد تتنامى.
وحث لافروف واشنطن على عدم السماح لتركيا القيام بعملية عسكرية برية في سورية.
من جانبها، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا امس بأن العملية الروسية في سورية ضد الإرهابيين تهيئ الظروف الجيدة للمفاوضات السورية - السورية (جنيف 3) بسويسرا.
ودعت زاخاروفا ـ في مؤتمر صحافي، بثته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية ـ إلى احترام السيادة السورية والتنسيق مع دمشق بشأن إرسال قوات برية مهما كانت النوايا الحسنة وراء ذلك.
وقالت: إن الجهات التي تدعم الإرهاب هي التي لا تشعر بالارتياح في ظروف مكافحة الإرهاب، مضيفة أن القوات الروسية تخلق ظروفا جيدة لهؤلاء الذين يسعون بالفعل إلى إنقاذ سورية من الإرهاب لبناء دولة ديموقراطية هناك وإجراء انتخابات حرة.
وأشارت المتحدثة إلى أن موسكو لا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت دائما تنتقد مختلف خطوات دمشق، بما في ذلك في مجال حقوق الإنسان، لافتة إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد ـ أكثر من مرة ـ أن الإصلاحات الديموقراطية في سورية «تأخرت».
وأشارت الى أن الوضع الداخلي في سورية يخص السوريين، ولا يمكن الحديث عن تحسين الوضع الإنساني دون مكافحة الإرهاب.
بموازاة ذلك، قال المبعوث البريطاني الخاص إلى سورية، غاريث بايلي، إن روسيا عمدت القضاء على المعارضة السورية خلال مفاوضات السلام بجنيف، مشيرا الى أن هدف موسكو الأساسي، هو تعزيز موقف رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تلك المفاوضات.
وأوضح بايلي في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، امس، أن «روسيا عمدت خلال مفاوضات جنيف، القضاء على المعارضة السورية في حلب».
ولفت بايلي إلى أن الغارات الجوية الروسية، لم تقتصر على استهداف قوات المعارضة السورية المعتدلة فحسب، وإنما طالت العديد من المدنيين.
ودعا المبعوث البريطاني روسيا، إلى تحديد موقفها في مفاوضات جنيف قائلا «على روسيا أن تقيم مشاركتها في مفاوضات جنيف، وتقرر ما إذا كانت طرفا مؤيدا للسلام أم لا»، وأضاف «القصف المتكرر، أفقد مصداقية التزام روسيا بالمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، ومصداقية قرار مجلس الأمن رقم 2254».
وتابع قائلا: «لا يمكن لروسيا أن تدعي بأن لها مكانا في طاولة المفاوضات، وهي تقتل المدنيين، وتنتهك القانون الدولي، وتقصف المعارضة المعتدلة بشكل مقصود، حتى اننا شاهدنا استهدافها للمستشفيات، والمدارس، ومخبزا مدعوما من الأمم المتحدة».
وأكد بايلي أن بلاده ستواصل دعمها للمعارضة السورية، مشيرا الى أن «مفاوضات جنيف، فرصة من أجل عملية الانتقال السياسي الضرورية لإنهاء الأزمة السورية»، داعيا روسيا إلى الكف عن تصرفاتها المضرة، وإثبات رغبتها في الحل السلمي الذي تدعيه.
ونشر بايلي في تغريدته، خريطة لسورية، بعنوان «الغارات الروسية على سورية خلال مفاوضات السلام في جنيف»، توضح فيها الغارات الجوية العنيفة التي استهدفت المعارضة في محافظات حلب واللاذقية.