واشنطن ـ أحمد عبدالله
كررت وزارة الخارجية الأميركية رفضها التام لإعلان مجموعة كردية سورية الحكم الذاتي الفيدرالي في منطقة بشمال سورية.
وقال الناطق باسم الوزارة جون كيربي ان الولايات المتحدة لا تعترف بهذه القرارات، وأضاف: «نحن متمسكون بوحدة الاراضي السورية واستقلالها وفي الوقت نفسه فإننا نركز على الدفع باقتراحات من شأنها ان تفضي الى مفاوضات سياسية جادة تهدف الى اقامة حكومة شاملة للجميع وقادرة على ان تخدم مصالح سورية كبلد موحد».
وفيما اتفق الپنتاغون مع وزارة الخارجية على رفض إعلان الحكم الذاتي فإنه تعرض للحرج بسبب انكاره السابق لوجود «انسحاب حقيقي» للقوات الروسية في سورية.
فقد قال الناطق بلسان وزارة الدفاع الكولونيل ستيف وارن عقب اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب قواته من سورية انه «لا توجد اي دلائل على وجود انسحاب روسي جدي».
وقال وارن الاربعاء الماضي: «لم نشهد اي حركة من القوات الروسية على الارض في سورية تفيد بأنها تتحرك. ان القوة الجوية المقاتلة تراجعت بصورة طفيفة.
هذا كل شيء». وفي اليوم نفسه، قال الناطق بلسان البيت الابيض جوش ايرنست ان الروس ينسحبون بالفعل من سورية.
وأضاف: «المؤشرات المبكرة تفيد بالفعل انهم ينفذون ما أعلنوا عنه».
وقال وارن الخميس عقب انتقاد تناقض تصريحاته مع تصريحات ايرنست ان عملية الانسحاب يجب ان تفهم باعتبارها عملية تتم في مساحة زمنية.
وأضاف: «نحن نراقب حركتهم وهناك قائمة واسعة من الاحتمالات الآن وسنحدد ما نقول بناء على ما نراه على الارض.
وفي كل الاحوال فإن موقفنا ثابت وهو اننا سنواصل قتال داعش».
ويعكس الخلاف غير المباشر تقديرين مختلفين للقرار الروسي يتفاعلان في واشنطن الآن.
فالبيت الابيض ووزارة الخارجية يرحبان بالخطوة الروسية باعتبارها تمثل فرصة لانجاح التسوية السياسية والحفاظ على استمرار وقف إطلاق النار.
اما الپنتاغون فإنه يبرز حقيقة ان روسيا ابقت على صواريخ اس – 400 على الاراضي الروسية وان بوتين اعلان استعداد بلاده لإعادة قواتها الى روسيا في غضون ساعات، وانه قال ان القوات الروسية ستظل موجودة في القواعد التي أتيحت لها في سورية قبل تدخلها بقوات اضافية الخريف الماضي.