خلص تقرير سري قدم لمجلس الأمن الدولي إلى أن التحقيق الدولي الذي أجراه خبراء تابعين للأمم المتحدة حملوا قوات النظام السوري المسؤولية عن هجوم ثالث بالغازات السامة ليمهد الطريق بذلك أمام مواجهة بين روسيا وأعضاء مجلس الأمن الغربيين بشأن كيفية الرد.
واتهم خبراء لجنة التحقيق، المسماة فريق «آلية التحقيق المشتركة» جيش النظام السوري بشن هجوم كيميائي على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غرب سورية في 16 مارس 2015.
وذلك وفقا للتحقيق الذي استمر 13 شهرا للأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية وفقا لنص للتقرير أطلعت رويترز عليه.
وأنحى تقرير سابق في أغسطس باللوم على الحكومة السورية في هجومين بغاز الكلور في تلمنس في 21 ابريل 2014 وفي سرمين في 16 مارس 2015 وقال إن مقاتلي تنظيم داعش استخدموا بدورهم غاز خردل الكبريت في مارع بمحافظة حلب.
غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسؤولية عن هجومين كيميائيين آخرين في بنش بالمحافظة نفسها في 24 مارس 2015 وفي كفر زيتا بمحافظة حماه في 18 أبريل 2014، وذلك بحسب ما جاء في تقرير لهم بعثوه أمس الأول الى مجلس الأمن الدولي. وتم تمديد ولاية فريق «آلية التحقيق المشتركة» حتى نهاية أكتوبر لتمكينها من استكمال تحقيقاتها.
وقال التقرير الذي قدم يوم الجمعة إن القوات الحكومية السورية استخدمت طائرات هليكوبتر لإسقاط براميل متفجرة أطلقت بعد ذلك غاز الكلور. ووجد أن تلك الطائرات الهليكوبتر أقلعت من قاعدتين يتمركز فيهما السربان 253 و255 التابعان للواء الثالث والستين للطائرات الهيليكوبتر.
وأضاف أنه تم أيضا رصد السرب 618 مع طائرات هيليكوبتر تابعة لسلاح البحرية في إحدى القاعدتين.
ولكن التحقيق قال إنه «لا يستطيع تأكيد أسماء الأفراد الذين كانوا في مركز القيادة والتحكم في أسراب الطائرات الهيليكوبتر في ذلك الوقت».
وركز التحقيق على تسع هجمات في سبع مناطق بسورية، حيث وجد بالفعل تحقيق منفصل لتقصي الحقائق أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن من المحتمل أن تكون أسلحة كيماوية قد استخدمت.
وتضمنت ثماني من هذه الهجمات التي تم التحقيق بشأنها استخدام الكلور. ولم يستطع التحقيق التوصل إلى نتيجة في خمس حالات.
من ناحية أخرى، أعلنت الأمم المتحدة عن إجراء تحقيق في الهجوم على قافلة مساعدات تابعة للمنظمة الدولية في سورية الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل عامل إغاثة و20 مدنيا. وقالت الأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام بان كي مون «شكل لجنة تحقيق داخلية ومستقلة بمقر الأمم المتحدة للتحقيق في الحادث الذي تعرضت له عملية إغاثة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في قرية أورم الكبرى قرب حلب».
وسيقود التحقيق، المقرر أن يبدأ غدا الاثنين، اللفتنانت جنرال الهندي المتقاعد أبهيجيت جوها.
وستقوم اللجنة بـ «التحقق من وقائع الحادث».