قبل أيام قليلة من انطلاق مفاوضات «جنيف 4» للسلام في سورية والتي ترعاها الأمم المتحدة، اثارت تصريحات أمينها العام أنطونيو غوتيريس في مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي أمس موجة من التشاؤم والخيبة حينما قال: «أنا لست متفائلا للغاية بشأن امكانية التوصل إلى حل في المدى المنظور». وشدد على ان تداعياتها تهدد العالم بأسره.
وعلى الرغم من ذلك، أكد غوتيريس الأهمية الحاسمة للعملية السياسية، موضحا أنه يتعين على كل الدول التي لها علاقة بالنزاع السوري الاقتناع بأن هذا النزاع يشكل تهديدا على العالم بأسره. وحذر من عدم القدرة على الانتصار على تنظيم داعش في حال عدم التوصل لحل شامل في سورية، مؤكدا ضرورة مكافحة الإرهابيين في المنطقة مع حل المشكلات التي أدت إلى عثور الإرهابيين على أنصار جدد بسهولة.
مخاوف غوتيريس عززتها التطورات الميدانية، لاسيما في الجبهة المشتعلة حديثا في جنوب سورية حيث شنت الطائرات السورية والروسية عدة غارات على مدينة درعا وخطوط التماس التي تشهد اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام خاصة في حي المنشية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، ان الطيران الحربي الروسي والسوري نفذ أكثر من 70 غارة خلال 24 ساعة، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى بينهم 4 من عائلة واحدة في قرية ام المياذن و5 آخرين في اليادودة، اضافة الى العديد من الجرحى.
وأظهرت لقطات فيديو رصدتها رويترز، الدخان الكثيف يتصاعد فوق مدينة درعا بعد القصف من جانب طائرات روسية لمساعدة قوات النظام على صد المعارضة من المدينة.
ومن جهتها، أعلنت المعارضة السورية المسلحة أن الأحياء التي تسيطر عليها مناطق منكوبة بسبب الغارات الروسية.
وقالت «الجزيرة» إنه تم إعلان كامل الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في المدينة مناطق منكوبة، كما تعطل خزان المياه الرئيسي المغذي لأحياء المعارضة وجميع المشافي الميدانية باستثناء نقاط العلاج الميدانية المستحدثة لإسعاف الجرحى.
من جهة أخرى، قال الإعلام الحربي الموالي للنظام إن قوات النظام قتلت عشرات من مقاتلي المعارضة بينهم قياديون، ودمرت آليات ودبابات في حي المنشية بدرعا، بينما ذكرت وكالة مسار برس أن المعارضة قتلت العديد من جنود النظام واستهدفت مواقعه بالمدفعية مع تواصل الاشتباكات.
كما شهد حي الوعر المحاصر في حمص تصعيدا جديدا حيث شنت طائرات النظام عدة غارات أسفرت عن وقوع عدة قتلى وجرحى. وبعد الغارات أفاد ناشطون عن توجه قافلة للأمم المتحدة لإيصال مساعدات للمحاصرين في الحي لأول مرة منذ عدة شهور.
وقال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الجوية السورية نفذت ضربات في الحي المحاصر ما أسفر عن مقتل طفلين ورجل على الأقل ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى خلال قرابة أسبوعين من الغارات الجوية إلى أكثر من 20 قتيلا.
وقالت منافذ إعلامية موالية للحكومة السورية إن الضربات جاءت ردا على إطلاق مقاتلي المعارضة النار على مناطق سكنية في أحياء بحمص تسيطر عليها الحكومة.