- المعارضة تطلق المرحلة الثانية من معارك شرق دمشق
- الهيئة العليا للمفاوضات السورية: لا نستبعد المشاركة في «أستانا 4» حال التزام النظام
فيما أعلنت المعارضة السورية امس إطلاق المرحلة الثانية من معركتها شرق العاصمة دمشق، تعرضت مواقعها في حي جوبر وسط العاصمة امس لعشرات الغارات الكثيفة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن ان «طائرات حربية شنت غارات كثيفة فجر امس على مواقع الفصائل» الذي انطلق منه الهجوم امس الأول، من دون أن يتمكن من تحديد اذا كانت الطائرات سورية ام روسية، كما أحصى المكتب الإعلامي في جوبر، عدد الغارات «بأكثر من أربعين غارة منذ ساعات الفجر الأولى».
وشهدت المنطقة امس مواجهات عنيفة بين المعارضة والنظام ترافقت مع عشرات الغارات الجوية على نقاط الاشتباك، وأحصى المرصد امس مقتل 26 عنصرا من قوات النظام و21 عنصرا من الفصائل المقاتلة في الساعات الـ24 الأخيرة.
وبدأت قوات النظام مساء امس الأول هجوما مضادا، وتمكنت وفق عبدالرحمن من «استعادة السيطرة على 70% من النقاط التي خسرتها، فيما لاتزال المواقع المتبقية منطقة اشتباكات»، وقال عبدالرحمن ان «قوات النظام والمجموعات الموالية لها واصلت امس هجومها المعاكس لاستعادة بقية النقاط التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري ان وحدات الجيش استعادت «جميع النقاط التي تسلل إليها إرهابيو جبهة النصرة والمجموعات التابعة له في محيط منطقة المعامل شمال جوبر» وقضت «على كامل المجموعات المتسللة بأفرادها وعتادها». وأوضحت ان العملية العسكرية «استهدفت المناطق التي انطلق منها إرهابيو جبهة النصرة والمجموعات التابعة له».
ودفعت المعارك وما رافقها من اطلاق الفصائل المقاتلة قذائف على احياء عدة وسط دمشق امس الأول، قوات النظام الى قطع جميع الطرق المؤدية الى ساحة العباسيين التي بدت خالية من أي حركة. كما أعلن عدد من المدارس تعليق الدروس حفاظا على سلامة الطلاب.
وأفاد مراسلون امس بأن الحركة في ساحة العباسيين بدأت تعود الى طبيعتها تدريجيا مع فتح الطرقات، في وقت كان يمكن سماع ازيز طائرات حربية تحلق فوق المدينة صباحا وأصوات رشقات وقصف متقطع.
وفي كراجات العباسيين والمنطقة المحيطة بها، بدت آثار الاشتباكات واضحة امس مع وجود سيارات محروقة وبعض المنازل المتضررة واستمرار سقوط القذائف من مواقع الفصائل، وفق مراسلي فرانس برس.
كما اشاروا الى انتشار أمني في المنطقة وشاهدوا عددا من الجنود يفترشون الأرض ويتدفأون بأغطية فيما يبدو بمنزلة قيلولة بعد مشاركتهم في القتال.
ولا تزال الفصائل المقاتلة وفق المرصد، تحتفظ بسيطرتها على مواقع رئيسية عدة، ابرزها في المنطقة الصناعية الواقعة بين حيي جوبر والقابون في شرق العاصمة.
وقال عبدالرحمن ان الفصائل تمكنت في هجومها امس الأول من أن «تفتح الطريق بين الحيين لمدة ساعات، لكن المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة ولم يعد ممكنا العبور من القابون الى جوبر».
الى ذلك، أعلن مستشار الهيئة العليا للمفاوضات السورية يحيى العريضي، أن ممثلي المعارضة المسلحة لا يستبعدون المشاركة في الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا المقرر عقدها في مايو المقبل، حال التزام القوات الموالية لدمشق بالهدنة ووقف قصف البلدات الآمنة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن العريضي قوله، إن القرار حول المشاركة في «أستانا-4» لم يتخذ بعد، إلا أنه لا يستبعد ذلك في حال التزام القوات الموالية لدمشق بالهدنة ووقف قصف البلدات الآمنة، مضيفا أن الهدنة تمثل عنصرا محوريا ولا يمكن الحديث عن المشاركة في المفاوضات حال عدم الالتزام بها.
وأكد أن وفد المعارضة السورية المسلحة بالتشكيلة ذاتها في هذه الحالة مستعد لحضور «مفاوضات أستانا»، كما كان سابقا.
وفي سياق متصل، أكد رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي امس أنه لا يمكن تحقيق مصالحة في سورية دون إقامة مناطق حكم ذاتي للأقليات.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن سلوتسكي - في تصريحات صحافية من دمشق، التي كان قد وصل إليها علي رأس وفد من نواب مجلس الدوما الروسي وممثلين عن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا - «سنبحث مع قيادة البلاد والبرلمانيين موضوع الدستور، مشيرا الى أن القضايا الأساسية في سورية تتمثل في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتبادل الأسرى وإمكانية إقامة مناطق حكم ذاتي قومية، ولا يمكن دون ذلك تحقيق عملية المصالحة الحقيقية في سورية».