غطت اصوات المعارك في سورية على ما عداها من محاولات البحث عن حل سياسي للحرب التي دخلت عامها السابع، حيث توزعت الاشتباكات على عدة جبهات اعنفها في الرقة بين قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لدعم الاكراد في وجه داعش، تزامنت مع المواجهات بين المعارضة وقوات النظام على محاور ريف حماة الشمالي وريف ادلب ومعارك دمشق.
فقد نقلت مواقع وصفحات اعلامية عن وكالة «اعماق» التابعة لتنظيم «داعش» أن مسلحيه احبطوا محاولة انزال جوي لقوات اميركية خاصة بدعم جوي في سد الفرات.
أما على صعيد المواجهة بين المعارضة والنظام، فقد كثف الطيران الروسي والى جانبه طيران النظام الحربي والمروحي من غاراته بشكل غير مسبوق على مدن وبلدات ريفي حماة الشمالي وادلب، في محاولة لوقف التقدم الذي حققته فصائل المعارضة في الايام الاخيرة.
وغطت أسراب الطيران الروسي، أجواء ريف حماة الشمالي في كثافة غير مسبوقة وصلت إلى تواجد أكثر من ١٢ طائرة في ذات الوقت.
وشهدت غالبية المناطق التي سيطرت عليها المعارضة منذ مساء الثلاثاء الماضي قصفا بجميع أنواع الصواريخ والأسلحة، بما فيها البراميل المتفجرة، بحسب شبكة «شام» الاخبارية.
وسجل ما يقارب ٣٠٠ غارة جوية يوم امس وحده بالتزامن مع ارسال المزيد من التعزيزات من الميليشيات الموالية للنظام من مختلف المناطق.
واستهدفت الغارات ريف حماة الشمالي والمدن الرئيسية والطرقات العامة الواصلة بينها، وسط حركة نزوح كبيرة للمدنيين من المنطقة هربا من القصف المكثف. وقد أكد قادة الفصائل العسكرية المعارضة المشاركة في معارك ريف حماة أن المعارك مع قوات النظام ستستمر حتى فرض السيطرة الكاملة على المنطقة.
ونقلت قناة العربية الحدث عنهم أن ما يميز معارك ريف حماه تعدد محاورها، إضافة لتزامنها مع معركة دمشق، الأمر الذي أظهر ضعف قوات النظام وميليشياته.
وكانت قرية الصخر في ريف حماة الغربي واحدة من اخر المناطق التي سيطرت عليها المعارضة عقب معارك عنيفة مع قوات النظام.
هذا، وأثرت معارك حماة على عملية تهجير مقاتلي المعارضة والمدنيين من آخر معاقلها في حي الوعر بمدينة حمص، حيث اعلنت عدة مصادر تأجيل إجلاء الدفعة الثانية من المهجرين بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة على طول الطريق الذي ستسلكه الحافلات عبر ريف حماة وصولا إلى إدلب.
وقال مصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنه كان من المقرر أمس «إخراج نحو 1500 من المسلحين وعائلاتهم إلى محافظة إدلب قبل أن يتقرر التأجيل بعد مفاوضات مع ممثلي المسلحين في حي الوعر».
وبين المصدر أن إخراج الدفعة الثانية من المسلحين تأجل مبدئيا إلى يوم الاثنين القادم، وذلك بسبب عدم القدرة على تأمين الطريق الذي ستسلكه
حافلات المسلحين إلى إدلب بسبب الاشتباكات العنيفة في الريف الشمالي لمحافظة حماة بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة المسلحة.
وقد اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تأجيل العملية لمدة 48 ساعة قادمة. ورجح نقلا عن مصادره أن أسباب التأجيل بسبب المعارك الدائرة في ريف حماة، والتي تحول دون وصول القوافل إلى مناطق توجهها.
وبالتوازي مع معارك حماة، خلفت الغارات على ريف إدلب وخاصة القرى المحاذية لريف حماة الشمالي العديد من القتلى والجرحى في خان شيخون ومدينة إدلب، وآخرها أمس الأول حيث استهدف الطيران سجنا خلف قتلى وجرحى.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان «16 شخصا قضوا بين سجناء وسجانين» في الغارة التي يرجح ان طائرات روسية نفذتها.
في هذه الاثناء تصاعدت عحدة المواجهات بين المعارضة والنظام في دمشق وريقها، وارتفع الى 16 عدد قتلى الغارة الجوية، التي شنتها قوات النظام السوري، على مدينة حمورية في منطقة الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق.
وقالت مصادر في الدفاع المدني للأناضول، ان 50 شخصا على الأقل اصيبوا ايضا، بينهم أطفال ونساء وعناصر من الدفاع المدني.
وافاد المرصد من ناحيته، القتلى مدنيون بينهم طفل، في غارة استهدفت شارعا رئيسيا يتضمن محال تجارية.