في إطار الغزل المتبادل والتحسن الملحوظ في العلاقات الروسية - الأميركية في سورية، أعلن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أرتيوم كوجين أمس، أن روسيا على استعداد للترحيب بكل الخطوات الأميركية التي تهدف إلى تخفيف حدة الوضع في سورية.
وقال كوجين - في تصريح له نقلته وكالة أنباء (تاس) الروسية - «نحن نرحب بكل الخطوات الهادفة لتخفيف الوضع وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط».
التعليق الروسي جاء تعقيبا على وقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإنهاء برنامج تسليح وتدريب فصائل من المعارضة السورية. وأوضح كوجين أنه في حالة تطابق أفعال واشنطن مع هذه السياق، ستقدم روسيا دعمها لهم.
وكان مسؤولان أميركيان اعلنا أن إدارة الرئيس ترامب قررت وقف برنامج سري لوكالة المخابرات المركزية «سي اي ايه» لتسليح وتدريب جماعات معارضة مختارة في خطوة كانت تطالب بها روسيا.
وقال أحد المسؤولين إن القرار جزء من مساعي الإدارة لتحسين العلاقات مع موسكو التي نجحت إلى حد بعيد مع جماعات تدعمها إيران في الحيلولة دون سقوط نظام الأسد.
وكان برنامج المخابرات المركزية الأميركية قد بدأ في 2013 في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما في ذلك الحين للإطاحة بالأسد لكن المسؤولين اللذين طلبا عدم الكشف عن اسميهما قالا إنه لم يحقق نجاحا يذكر خصوصا بعد تدخل القوات الروسية لدعم النظام. وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من أذاع نبأ تعليق البرنامج أمس الأول. ورفضت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على الموضوع في إفادة للصحافيين.
واتخذ القرار بمشاركة اتش ار مكماستر مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية بعد تشاورهما مع مسؤولين آخرين وقبل اجتماع ترامب في السابع من يوليو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.
واعتبر أحد المسؤولين أن الولايات المتحدة لا تقدم تنازلا كبيرا «لكن هذه إشارة إلى بوتين على أن الإدارة ترغب في تحسين العلاقات مع موسكو».
وقال المسؤولان إن برنامجا عسكريا أميركيا منفصلا لتدريب وتسليح ودعم جماعات معارضة سورية بضربات جوية وعمليات أخرى سيستمر.
من جهة اخرى، تبرأت الحكومة التركية من تسريب معلومات حول التواجد الاميركي في سورية. وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن أنقرة لم تلعب دورا في نشر تقرير على وكالة الأنباء التركية الرسمية «الاناضول» عن أماكن مواقع عسكرية أميركية في سورية وعديد قواتها.
وأدلى إبراهيم قالين بهذا التصريح بعدما اعربت واشنطن عن غضبها من التقرير، الذي قالت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) إنه عرض القوات الأميركية للخطر وأن الولايات المتحدة قدمت شكوى لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي.
وكانت وكالة أنباء الأناضول نشرت تقريرا الثلاثاء الماضي يحدد أماكن عشر قواعد عسكرية أميركية في سورية ويذكر بالتفاصيل في بعض الحالات عدد القوات الأميركية والفرنسية الموجودة.
وقال المتحدث باسم الپنتاغون إريك باهون «نشر معلومات عسكرية حساسة يعرض قوات التحالف لمخاطر غير ضرورية ويمكن أن يعطل العمليات الجارية لهزيمة تنظيم داعش».
وأضاف باهون «في الوقت الذي لا يمكننا فيه التحقق بشكل مستقل من المصادر التي ساهمت في هذا التقرير فإننا سنشعر بقلق بالغ إذا عرض مسؤولون من شريك في حلف شمال الأطلسي قواتنا للخطر عن عمد بنشر معلومات حساسة».
ووفقا للوكالة التركية، هناك 200 جندي أميركي و75 جنديا فرنسيا من القوات الخاصة منتشرين في موقع متقدم يقع شمال الرقة على بعد 30 كيلومترا.