نعى دروز لبنان، وتحديدا الدوزر الحلفاء للنظام السوري (الوزير طلال ارسلان ـ الوزير السابق وئام وهاب ـ النائب السابق فيصل الداوود ـ القوميون ـ شيخ العقل الثاني نصر الدين الغريب..) العميد عصام زهر الدين الضابط الدرزي الأبرز والأكثر شهرة الذي لمع نجمه في فترة الحرب السورية، والذي تجاوز موقعه العسكري كأحد أبرز القادة في الجيش السوري، فاكتسب صفة «المرجعية الدرزية الأبرز» في السويداء وحوران، ولعب دورا في تغليب الموقف الدرزي العام لمصلحة النظام بعدما كان بدأ في بدايات الثورة منحازا الى المعارضة. لذلك فإنه نادرا ما بدا دروز لبنان معنيين بحدث سوري مثلما هم اليوم، وحيث ان القيادات الدرزية الحليفة لدمشق تنظر إليه كـ «شهيد وبطل» وتستعد للمشاركة شعبيا في مأتمه الذي يجري اليوم في السويداء. فيما غرّد النائب وليد جنبلاط عبر تويتر قائلا: «للنظام السوري عدة أنياب قاتلة منهم عصام زهر الدين، كفى تلك المناحة وهذا الإطراء.. التحية لشهداء الثورة السورية الأبرياء من درعا إلى باب عمرو».
ويعتبر زهر الدين، وهو ضابط يتحدر من السويداء وينتمي إلى الموحدين الدروز، أحد أبرز قياديين اثنين في قوات النظام السوري، إلى جانب العميد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر».
وينقسم السوريون حول زهر الدين. وفي حين ينظر إليه المعارضون على أنه «ضابط مجرم»، مستندين إلى دوره في اقتحام حي بابا عمرو في حمص في العام 2012، ثم المشاركة في معارك التل ومناطق أخرى في ريف دمشق وحلب، قبل نقله إلى مدينة دير الزور في العام 2013، ينظر إليه آخرون من الموالين للنظام على أنه «بطل» و«ضابط استطاع أن يثبت قوته في منعه داعش من اقتحام مدينة دير الزور رغم الحصار».
وينسحب الانقسام عليه إلى مستوى الدروز أيضا. دروز السويداء يؤيدون زهر الدين في المعارك ضد «داعش» و«النصرة»، ويعتبرونه بطلا، فيما المعارضون السوريون يعتبرونه «أحد حماة» النظام السوري، وتأتي رمزيته من خلفية طائفية يحتاج إليها النظام للتأكيد على أن هناك شخصيات غير علوية، تسهم في تثبيت النظام وتحظى بدور قيادي في صلبه.
وعصام زهر الدين، المتحدر من بلدة «الصورة الكبيرة» في ريف السويداء الشمالي، برز اسمه في العام 2012 إثر قيادته الهجوم لاقتحام حي بابا عمرو في حمص على رأس قوة عسكرية من الحرس الجمهوري. واحتل موقعا قريبا جدا من النظام، إثر انشقاق العميد مناف طلاس في العام 2012، قبل أن يعين رئيس أركان اللواء 104 ـ حرس جمهوري. وعين بعدها قائدا لعمليات النظام في حلب بدلا من العميد محمد خضور، وانتقل بعدها إلى الحسكة لمواجهة الأكراد الذين كانوا بدأوا بتوسيع نقاط سيطرتهم في المدينة على حساب قوات النظام، وذلك قبل تعيينه قائدا لفرع المخابرات العسكرية في المنطقة الشرقية خلفا للواء جامع جامع الذي قتل بتفجير في العام 2012 في دير الزور.