- موسكو أجهضت قرارين خلال 24 ساعة حول التحقيقات باستخدام الأسلحة الكيماوية
للمرة الثانية في غضون يومين، أفشلت موسكو مشروع قرار في مجلس الأمن حول آلية التحقيق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.
إثر ذلك، أعلنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمس، نية بلادها «الكفاح من أجل العدالة» في سورية بمفردها، إذا فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى موقف مشترك تجاه المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأكدت هايلي أن «الإجراءات التي اتخذتها روسيا اليوم وفي الأسابيع الأخيرة تهدف إلى تباطؤ وتشتيت وتدمير الجهود الرامية إلى مساءلة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سورية».
واعتذرت هايلي في خطابها من أسر ضحايا الأسلحة الكيميائية في سورية، وكذلك «أطفال سورية والنساء والرجال، الذين قد يصبحون ضحايا في المستقبل»، مشددة على أن «الولايات المتحدة مع آخرين في المجلس لن يستسلموا في سعيهم الى تحقيق العدالة لأقارب الضحايا».
وقالت المندوبة: «سنواصل، جنبا إلى جنب مع هذا المجلس أو بمفردنا، غير مرتبطين بعرقلة روسيا، الكفاح من أجل العدالة وتقديم مرتكبي الجرائم في سورية»، مشيرة إلى أن استخدام روسيا لحق النقض (فيتو) بهذا الشكل الكثيف يقدم استنتاجات بشأن العديد من القضايا.
من جهته، اعتبر مكتب وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، في بيان، أن نقض روسيا لتجديد آلية التحقيق المشتركة، يبعث برسالة واضحة، مفادها أن موسكو لا تقدر حياة ضحايا هجمات الأسلحة الكيمياوية أو تحترم أبسط معايير السلوك الدولي المتعلق باستخدام هذه الأسلحة.
وشدد البيان على أن واشنطن «لن تتوقف عن الضغط على مجلس الأمم المتحدة للأمن من أجل تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة لكي تستطيع الاستمرار في أداء عملها المهم من أجل التعرف على منفذي هجمات الأسلحة الكيماوية المريعة، والسعي الى تحقيق العدالة للضحايا وإيصال رسالة واضحة تتمثل في أنه لن يتم التهاون مع استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي أحد في أي مكان». وللمرة الحادية عشرة أجهضت روسيا فجر أمس مشروع قرار جديد حول الجرائم المرتكبة في سورية منذ اندلاع الحرب قبل نحو سبع سنوات. واستخدمت موسكو حقها بالنقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به اليابان ينص على تمديد تقني لمدة شهر واحد لمهمة الخبراء الدوليين المكلفين بالتحقيق في استخدام أسلحة كيميائية بسورية وذلك بعد 24 ساعة فقط من إجهاضها قرارا مماثلا تقدمت به أميركا.
وصوت 12 من اصل الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به اليابان قبل انتهاء مهلة المهمة، فيما عارضته بوليفيا الى جانب روسيا. أما الصين فقد امتنعت عن التصويت.
ونددت هايلي بالفيتو الروسي وقالت «روسيا تضيع وقتنا»، معتبرة ان موسكو من خلال مواقفها المتلاحقة «لا ترغب في إيجاد أرضية للتوافق» مع شركائها في مجلس الأمن. وهددت بشن غارات جديدة على سورية في حال استخدام أسلحة كيميائية وأكدت أنها لا تثق بأن روسيا ستعمل على التوصل الى حل سياسي، في الوقت الذي من المقرر ان تعقد فيه جولة جديدة من محادثات السلام في جنيف اعتبارا من 28 نوفمبر الحالي.
وصرح نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا «تمديد مهمة الخبراء ليس ممكنا بالنسبة لنا إلا اذا تم تصحيح عيوب أساسية في طريقة عملها».
في موسكو، قال المسؤول عن ملف حظر انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية ميخائيل اوليانوف إنه لا جدوى من تجديد مهمة المحققين لمدة شهر واحد، وأضاف «يمكننا التباحث في الأمر واذا توصلنا الى نتيجة فسيكون بإمكان مجلس الأمن في مستقبل ليس بالبعيد اتخاذ قرار من اجل تمديد مهمة لجنة الخبراء» بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للانباء.
من جهته، ندد السفير الفرنسي فرنسوا دولارا بأن «التصويت الكارثي لا يمكن ولن يكون الكلمة الأخيرة. فرنسا لن ترضخ لهذا الفشل ولا للألاعيب السياسية التي ليست بمستوى التحديات». وتشكلت الآلية عام 2015 وجرى تجديد تفويضها عاما آخر في 2016.
وسبق أن عرقلت موسكو مشروعي قرارين أعدتهما واشنطن لتمديد التفويض، أحدهما في 24 أكتوبر الماضي والآخر الخميس.