- النظام يصعد قصفه لجنوب دمشق ومقتل عائلة بقصف «اليرموك»
انتهت «الخلوة» السويدية التي عقدها مندوبو الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن أمس، دون التوصل إلى أي اتفاق يذكر، فيما يواصل النظام السوري وداعميه حملته للسيطرة على آخر امناطق الخارجة عن سيطرته في جنوب العاصمة دمشق.
ورسمت السويد مستضيفة «الخلوة» الأممية في منتجع باكاكرا الفاخر، صورة وردية لمخرجات اللقاء، واعلنت ان السفراء أنهوا اجتماعهم واتفقوا على تكثيف الجهود وتجاوز الخلافات للتوصل الى حل للنزاع في سورية، وسط تشكيك بإمكانية حدوث ذلك في ظل فشل المجلس على مدى سبع سنوات بالدفع بالعملية السياسية للتقدم ولو خطوة للأمام.
وقال السفير السويدي لدى الامم المتحدة اولوف سكو «هناك اتفاق على العودة بشكل جدي الى الحل السياسي في اطار عملية جنيف التابعة للامم المتحدة».
وتابع «بمجرد ان جلس زميلي الروسي فاسيلي نيبينزيا والسفيرة الاميركي نيكي هايلي حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف يوم، نشأت ثقة مجلس الامن بحاجة اليها لتحمل مسؤولياته».
ميدانيا، شن الطيران الروسي وطيران النظام عشرات الغارات على أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن جنوب العاصمة دمشق وسط اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الحملة التي يشنها النظام لاستعادة المنطقة.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من النظام لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): «شنت الطائرات الحربية عشرات الغارات». وأن «اشتباكات عنيفة جدا جرت بالقرب من بلدية مخيم اليرموك، وسط رمايات مدفعية وصاروخية وجوية مكثفة ينفذها الجيش على نقاط المسلحين في محاور القدم والحجر الأسود ودوار فلسطين جنوب العاصمة».
وجراء القصف، قتلت عائلة من ثلاثة أشخاص بمخيم اليرموك في وقت متأخر أمس الأول، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد أن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا في القصف على اليرموك «ليرتفع إلى تسعة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا منذ التصعيد على المنطقة يوم الخميس» الماضي.
وأثار تصعيد القصف على مخيم اليرموك قلق المنظمات الإنسانية.
وأبدت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) في دمشق «قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين» مع استمرار «القصف واطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه».
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من حي الحجر الأسود في حين كان يسمع أزيز الطائرات المحلقة في سماء المنطقة.
وقال كريس جينيس المتحدث باسم الأونروا إن الدمار لحق بآلاف المنازل في اليرموك في القتال المستمر منذ أيام. وأضاف «يجب أن يكون هناك ممر آمن للمرضى والجرحى والذين يحتضرون من المدنيين... اليرموك تحول إلى مخيم للموت مثل أحد درجات الجحيم السفلي».
لكن وفي تطور مفاجئ، تمكن داعش من بسط سيطرته على مساحات واسعة في محيط منطقة المحسا بالقلمون الشرقي بعد اشتباكات خفيفة مع قوات النظام والميليشيات المساندة لها، مستغلا بذلك انسحاب فصائل الجيش الحر من المنطقة عقب الاتفاق على تهجيرهم إلى الشمال السوري، بحسب شبكة «شام» الاخبارية.
وقالت مصادر من البادية السورية أن التنظيم شن هجوما على مواقع قوات الأسد في محيط منطقة المحسا موقعا عددا من القتلى والجرحى، انسحب الأخير على إثرها من المنطقة، وانتهت بتمكن التنظيم من السيطرة على بئر الأفاعي والمنقورة وسهلة وجبل زبدة، وذلك بعد يوم فقط من الاتفاق بين فصائل الجيش الحر وبين روسيا للخروج إلى الشمال السوري.
وبعد انسحاب قوات النظام من المنطقة، بدأت قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا مصحوبا بغارات من الطيران الحربي الروسي والسوري استهدف نقاط سيطرة التنظيم.