تضاربت المعلومات حول الضربات الجوية التي استهدفت مواقع للنظام تتمركز فيها ميليشيات غير سورية مدعومة إيرانيا، في واحدة من أعنف الضربات التي تستهدف قوات موالية للنظام شرق سورية وأوقعت أكثر من 50 قتيلا في البوكمال.
فقد اتهمت قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة، الولايات المتحدة بقتل 22 من عناصرها في الغارات.
وأوضحت قيادة الحشد في بيان أن «طائرة أميركية قامت بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سورية بصاروخين مسيرين» ما أدى الى مقتل 22 مسلحا وإصابة 12 بجروح.
الاتهام نفسه وجهته وسائل إعلام سورية رسمية. وقالت «سانا» إن طائرات تابعة للتحالف قصفت «أحد مواقعنا العسكرية» في شرق سورية ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين لكن الجيش الأميركي نفى مسؤوليته عن القصف.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري سوري قوله إن الهجوم وقع في بلدة الهرى جنوب شرقي البوكمال.
وقال قيادي في الميليشيات العسكرية الموالية للنظام لـ«رويترز» إن «طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أميركية قصفت نقاط للفصائل العراقية» بين البوكمال والتنف بالإضافة لمواقع عسكرية سورية.
في المقابل، قال الميجر جوش جاك المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية لرويترز «لم ينفذ أي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات قرب البوكمال». وبعد هذا النفي الأميركي، وجه مسؤول سوري اتهامه لإسرائيل بتنفيذ الضربة.
وقال مسؤول الاتصال في اتحاد الميليشيات الموالية للنظام أحمد السعيد، إن نفي الپنتاغون تورطه أو التحالف الدولي في توجيه ضربات في مدينة البوكمال بدير الزور، يشير لاحتمال تورط إسرائيل في هذه الهجمات.
وأضاف السعيد أن المستفيد الوحيد بعد التحالف من توجيه هذه الضربات هو إسرائيل، حيث سبق لها أن وجهت ضربات مماثلة ولم تعلن عنها، مؤكدا أن الضربات الإسرائيلية سرية للغاية ولا يتم البوح عنها، بحسب ما نقلت «شام». لكن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قالت لدى سؤالها عن تقارير الضربات الجوية «لا نعلق على تقارير أجنبية».
وأكد ناشطون أن الانفجار استهدف ميليشيات «الإمام علي» العراقية، وتم نشر فيديو من قبل الميليشيات للدمار وانتشال الجثث وإسعاف الجرحى، متهمين التحالف الدولي بقيادة أميركا بتنفيذ غارات جوية استهدفت موقعهم.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «طائرات مجهولة استهدفت حزب الله ومسلحين أجانب آخرين موالين للدولة السورية حول البوكمال».
وأفاد المرصد السوري بارتفاع حصيلة قتلى هذه الغارة إلى «52 على الأقل بينهم 30 مقاتلا عراقيا على الأقل و16 من الجنسية السورية» بينهم عناصر من الجيش والمجموعات الموالية له.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارة استهدفت رتلا عسكريا خلال توقفه عند نقطة تابعة لقوات النظام وحلفائها في بلدة الهري الواقعة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي والمحاذية للحدود العراقية.
وأسفرت الضربة عن إصابة آخرين بجروح وفق عبدالرحمن الذي أفاد عن نقل «البعض منهم إلى مدينة البوكمال القريبة وآخرون إلى العراق» المجاور.
وأفادت فرانس برس نقلا عن مصادر في مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار العراقية، عن وصول جثث ثلاثة قتلى من شرق سورية، ينتمون إلى كتائب حزب الله العراقي.