بإشراف الأمم المتحدة وعدد من الدول، تم اجلاء المئات من عناصر الدفاع المدني المعروفين بـ «الخوذ البيضاء»، من مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة التي تساقطت بالتوالي بيد النظام في الجنوب، خوفا من عمليات انتقامية تهدد حياتهم.
وتأتي عملية الاجلاء في وقت يوشك النظام على بسط سيطرته الكاملة على الجنوب بدعم روسي وإيراني، بما فيه المنطقة المحاذية لحدود إسرائيل في الجولان المحتل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد في بيان نقلته وكالة فرانس برس «أذنت الحكومة للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالى 800 مواطن سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية (...) هي بريطانيا وألمانيا وكندا».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية إن الدول الغربية الثلاث «قدمت تعهدا خطيا ملزما قانونيا بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم»، مؤكدا أنه «تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة». وأكد أن «تنظيم عملية مرور المواطنين السوريين تتم بإدارة الأمم المتحدة، ولا يرتب أي التزامات على الأردن». وأوضح ان «هؤلاء المواطنين السوريين سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم التي التزمت الدول الغربية الثلاث على أن سقفها ثلاثة أشهر». وكانت إذاعة الجيش الاسرائيلي أكدت أنه تم اجلاء 800 شخص هم عناصر من «الخوذ البيضاء» وأفراد عائلاتهم عبر إسرائيل ونقلوا بعدها إلى الأردن.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان إنه أكمل «عملية إنسانية لإنقاذ أفراد منظمة مدنية وأسرهم.. بسبب تهديد مباشر لحياتهم».
وأكد رئيس «الخوذ البيضاء» رائد صلاح ردا على اسئلة فرانس برس إنه «تم إجلاء عدد من المتطوعين مع عائلاتهم لظروف انسانية بحتة، ولأنهم كانوا محاصرين في منطقة خطرة في جنوب سورية»، مشيرا الى انهم «وصلوا الى الاردن».
وأوضح أن «المتطوعين كانوا محاصرين بمحافظتي درعا والقنيطرة»، وانهم كانوا في «خطر بسبب التهديدات المتتالية الموجهة لهم من روسيا والنظام في كل المحافل الدولية»، حيث دأبت موسكو ودمشق على اتهامهم بأنهم ينتمون الى جبهة النصرة.
ويبلغ عدد عناصر «الخوذ البيضاء» نحو 3700 متطوع، وتعرف عليهم العالم بعدما تصدرت صورهم وسائل الاعلام وهم يبحثون بين الانقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الابنية أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء الى المشافي. وظهرت المنظمة في عام 2013، عندما كان الصراع السوري يقترب من عامه الثالث. ومنذ تأسيسها، قتل أكثر من 200 متطوع في صفوفها وأصيب 500 آخرون.
وفي لندن، أصدر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بيانا قال فيه «بعد جهد ديبلوماسي مشترك بين المملكة المتحدة وشركاء دوليين، تمكنت مجموعة من المتطوعين من الخوذ البيضاء من مغادرة جنوب سورية مع عائلاتهم بحثا عن الأمان». وأشاد «بالعمل الشجاع والنكراني الذي قام به متطوعو الخوذ البيض لإنقاذ حياة السوريين من جميع أطراف النزاع».
وفي برلين، أكد مصدر ديبلوماسي ألماني ان «ألمانيا ستشارك مع العديد من الشركاء الدوليين في استقبال عناصر الخوذ البيضاء الذين تم إجلاؤهم»، مشيرا الى ان ألمانيا ساهمت بما مجموعه 12 مليون يورو لمساعدة المنظمة منذ عام 2016.
أما في أوتاوا، فقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند «إن كندا وبالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة وألمانيا تقود جهودا دولية لضمان سلامة الخوذ البيضاء وأسرهم».