- بدء العد العكسي لتطبيق اتفاق المنطقة العازلة.. وجدل حول تفاصيله
أعلنت إيران أنها ردت على الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا للحرس الثوري في مدينة الأهواز قبل أيام، بقصف مواقع في مدينة البوكمال شرق سورية، وهو ما أكده التحالف الدولي ضد داعش، في حين تضاربت تصريحات الميليشيات الكردية التي تسيطر على قوات سورية الديموقراطية «قسد».
وقال الحرس الثوري أمس انه هاجم ما وصفه بـ «مقر لقيادة إرهابيين بصواريخ باليستية»، ردا على هجوم الأهواز، رغم أن السلطات الإيرانية سبق أن اتهمت المنظمات الانفصالية العربية بالوقوف وراء الهجوم. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية القريبة من المحافظين، إن 6 صواريخ أصابت محيط مدينة البوكمال الحدودية في محافظة دير الزور، وأن الصواريخ أطلقت من محافظة كرمنشاه الإيرانية.
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «انفجارات عنيفة فجرا قرب مدينة البوكمال وتحديدا في آخر جيب تحت سيطرة تنظيم داعش» في منwطقة هجين.
وقال الحرس الثوري على موقعه الإلكتروني الرسمي، انه تم استهداف مقر قادة هجوم الأهواز في شرق الفرات «بصواريخ باليستية أرض-أرض أطلقها الفرع الجوفضائي للحرس الثوري».
وأضاف: «عقب الضربات الصاروخية بدقائق، قامت 7 طائرات مسيرة بقصف مقرات الإرهابيين في المنطقة نفسها بالصواريخ».
بدورها، ذكرت وكالة أنباء «فارس» ان نوعين من الصواريخ، استخدما في الهجوم الذي يحمل اسم «ضربة محرم»، هما «ذو الفقار» الذي يبلغ مداه 750 كيلومترا و«قيام» الذي يصل مداه الى 800 كلم.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن الجنرال الإيراني محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري وأمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، إعلانه عبر تويتر أن الضربة الصاروخية «مجرد تنبيه»، وأن «العقاب الأكبر» آت.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني توعد بأن الرد سيكون «مدمرا»، بينما أعلن الحرس الثوري عن «انتقام لا ينسى».
من جهته، قال التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ضد داعش، إن إيران لم تقدم أي إنذار مسبق لضرباتها الصاروخية.
وفي بيان للتحالف نشرته شبكة «CNN» أمس، قال المتحدث شون ريان، إن «القوات الإيرانية لم تقم بأي إنذار سابق» في الهجوم الذي وقع فجر أمس.
أما على الصعيد الكردي، فقد تناقضت تصريحات «قسد» بشأن الضربة، إذ نفى الناطق باسمها كينو غابرييل، توافر المعلومات لدى قواته عن حصول ضربات إيرانية.
وخلافا لذلك قالت القيادية الكردية والناطقة باسم عملية «عاصفة الجزيرة» التي تقودها قسد، ليلوى العبدالله إن الضربات الإيرانية جاءت لمنع هروب فلول داعش من المناطق التي تحاصرها «قسد»، بحسب ما نقل عنها موقع تلفزيون روسيا اليوم «RT» ذكرت. وتأتي العملية مع بدء العد العكسي لتطبيق الاتفاق الروسي ـ التركي الذي توصل اليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في سوتشي، ويتضمن منع الهجوم الذي كان يعد له النظام وإقامة منطقة منزوعة السلاح في ادلب ومحيطها في شمال غرب سورية، وسط غموض وترقب في صفوف الفصائل المعارضة ازاء آلية التطبيق مع خشيتها من محاولات لقضم مناطق سيطرتها تدريجيا. وبعدما رحبت غالبية الفصائل بمضمون الاتفاق الذي جنب ادلب هجوما واسعا للنظام، اعلنت بعض الفصائل رفضها بنودا عدة تضمنها الاتفاق، وطلبت توضيحات من الداعم التركي. ويقر الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى لوكالة فرانس برس بأن «بعض النقاط لاتزال موضع خلاف وثمة جدال حول تفسيرها». وبعد أسبوعين من اعلان الاتفاق، لا تزال آلية تطبيقه غير واضحة تقنيا. وتعقد تركيا اجتماعات مع الروس من جهة ومع الفصائل من جهة ثانية لتوضيح النقاط الغامضة.
وتتمحور هواجس الفصائل حول نقطتين رئيسيتين، الأولى رفضها أن تقتصر المنطقة العازلة جغرافيا على مناطق سيطرتها فحسب من دون مناطق سيطرة النظام السوري.
وتتعلق النقطة الثانية برفض الفصائل المعارضة أي تواجد روسي في المنطقة العازلة المرتقبة، خشية من أن يمهد لاحقا لعودة قوات النظام.
وأبلغت الجبهة الوطنية للتحرير الجانب التركي خلال اجتماع أمس الأول رفضها أي تواجد روسي في المنطقة المنزوعة السلاح.
وأفاد المتحدث باسمها ليل الأحد عن تلقي «وعد» تركي بعدم حصول ذلك.