- دمشق تأمل بأن يحقق بيدرسون ما عجز عنه الآخرون وأن يستفيد من تجارب سابقيه
اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن مئات الغارات على سورية، لاسيما تلك التي استهدفت ليلة الجمعة على السبت مستودعات في مطار دمشق الدولي.
وقال نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعين لحكومته امس: «الجيش الإسرائيلي قصف مئات المواقع التابعة لإيران وحزب الله. وفي الساعات الـ 36 الماضية، استهدف سلاح الجو (الإسرائيلي) مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة في مطار دمشق الدولي».
وأكد رئيس الحكومة أن الجيش الإسرائيلي أن عدد الهجمات الأخيرة يدل على أن «إسرائيل مصممة أكثر من أي وقت مضى على التصرف ضد إيران في سورية».
وجاء هذا الاعتراف النادر عقب إعلان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته، الجنرال غادي أيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أن سلاح الجو الإسرائيلي ألقى ألفي قنبلة على سورية خلال عام 2018.
في غضون ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي امس أنه اكتشف جميع الأنفاق التي يتهم حزب الله اللبناني بحفرها بهدف التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، مشيرا إلى أن عملية تدمير الأنفاق التي بدأت مطلع ديسمبر، ستنتهي قريبا.
وصرح المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس لصحافيين «وجدنا نفقا هجوميا آخر لحزب الله (هو السادس) تحت الحدود من لبنان إلى إسرائيل». وأضاف: «بحسب تقييمنا، لم يعد هناك أي نفق آخر عابر للحدود».
ويقع مدخل النفق الأخير في بلدة رامية اللبنانية على بعد 800 متر من الأراضي الإسرائيلية، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ويمتد النفق عشرات الأمتار داخل إسرائيل وتم حفره على عمق 55 مترا ما يجعله الأكثر عمقا و«الأطول والأكثر تجهيزا» بين كل الأنفاق التي اكتشفها الجيش، بحسب المتحدث.
وأضاف كونريكوس «حققنا هدفنا الذي حددناه في البداية» وهو اكتشاف وتدمير الأنفاق، مشيرا إلى أن النفق الأخير الذي اكتشف سيتم تدميره في الأيام المقبلة.
وتم تدمير الأنفاق التي اكتشفت في وقت سابق بواسطة متفجرات أو تم سدها في شكل محكم.
وقال المتحدث إن الجيش سيواصل مراقبة «المنشآت» التي حفرها حزب الله في الأراضي اللبنانية.
وأضاف أنه تم إبلاغ مسؤولي قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) بالنفق الأخير الذي تم اكتشافه.
وفي سياق آخر، نشر الجيش السوري جنودا ومدافع ودبابات أمس الاول في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة منبج في الوقت الذي تستعد فيه دمشق لاشتباكات مع القوات المدعومة من تركيا والمرابطة في مكان قريب.
ودخلت القوات السورية المدعومة من روسيا ضواحي منبج يوم 26 ديسمبر الماضي لأول مرة منذ سنوات بدعوة من وحدات حماية الشعب الكردية التي تخشى هجوما تركيا على المدينة بعد الانسحاب الأميركي.
إلى ذلك، جدد أيمن سوسان، معاون وزير الخارجية السوري، موقف سورية المتمسك بالتعاون مع كل الجهود الإقليمية والدولية الجادة لمكافحة الإرهاب، وفقا لقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة الوطنية.
وأكد معاون وزير الخارجية السوري في تصريحات صحافية امس: «نحن مستعدون للتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، الذي سيزور دمشق اليوم من أجل إنجاح مهمته».
وقال سوسان: بيدرسون معروف من قبلنا، لكنها محطة أولى، وسنستمع إليه ونجدد استعدادنا للتعاون معه لإنجاح مهمته».
ويشار إلى أن بيدرسون هو ديبلوماسي نرويجي مخضرم، شغل في السابق ممثل الأمم المتحدة في لبنان.
وأضاف المســــؤول السوري: «نأمل أن يحقق بيدرسون ما عجز الآخرون عن تحقيقه، وأن يستفيد من تجارب سابقيه».
وأوضح الديبلوماسي: «نحن لم نستبعد أحدا من العملية السياسية، وكل السوريين مدعوون للمشاركة فيها». وقال إن «تصريحات الأكراد إيجابية فيما يتعلق بالحرص على وحدة سورية أرضا وشعبا».
واعتبر سوسان أن: «الأكراد مواطنون سوريون وجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري»، وأضاف: «بالحوار نستطيع معالجة بعض المطالب المرفوعة من قبل الأكراد، والحوار يضمن ذلك ما دام يستند الى وحدة سورية».
ورأى معاون وزير الخارجية السوري أن «الظروف الراهنة والتحديات الماثلة أدت إلى خلق مناخ إيجابي للحوار، ونحن سنشجع وندعم ذلك».