شهد الجيب الأخير لتنظيم داعش في بلدة الباغوز شرق سورية اشتباكات متقطعة أمس مع قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد، غداة قيام التنظيم بشن ثلاث هجمات انتحارية استهدفت تجمعات للفارين منه.
وقال المتحدث باسم حملة قسد في منطقة دير الزور عدنان عفرين لوكالة فرانس برس ان اشتباكات اندلعت أمس الأول وامتدت الى امس.
وشوهد الدخان يتصاعد من الجيب المحاصر، كما كان من الممكن سماع أصوات قصف مدفعي متقطع، وشهدت أجواء المنطقة تحليقا كثيفا لطائرات التحالف.
وفي الأيام الأخيرة، تراجعت حدة المعارك والضربات الجوية تدريجيا وباتت متقطعة بعد أن كانت عنيفة ومكثفة، وفق ما أفاد شهود.
وأضاف عفرين «في أحد المحاور، تراجعت وتيرة الاشتباكات قليلا لتسهيل الخروج المحتمل للمستسلمين من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم».
وتستهدف قسد وطائرات التحالف مواقع التنظيم ليلا فيما تخفف وتيرة قصفها خلال ساعات النهار. ويهدف هذا التكتيك إلى دفع مقاتلي التنظيم لتسليم أنفسهم ودفع المدنيين للخروج.
وأشار عفرين إلى عدم وجود أي «مؤشرات للاستسلام»، موضحا أنه «في حال وجود أشخاص يريدون الاستسلام سيتوقف مرة أخرى العمل العسكري».
وشن «داعش» ثلاث هجمات انتحارية متزامنة استهدفت تجمعات للخارجين من الباغوز أمس الأول، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص منهم على الأقل وإصابة ثلاثة من مقاتلي قسد.
وهذه المرة الأولى الذي يستهدف فيها التنظيم تجمعات للخارجين من جيبه المحاصر بعدما كان شن الأربعاء هجومين مضادين تخللهما ثماني هجمات انتحارية ضد مواقع لقوات سوريا الديموقراطية.
ورجح الخبير في الشأن الكردي موتلو جيفير أوغلو لفرانس برس أن يكون هدف هذه الهجمات الانتحارية «كبح المزيد من المقاتلين والعائلات عن الاستسلام» بالإضافة إلى «إبقاء المعنويات عالية».
وأضاف «من وجهة نظرهم (مقاتلو داعش)، هم يقاومون ولا يستسلمون».
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في بيان أمس مقتل 32 مقاتلا من التنظيم المتطرف خلال 24 ساعة بينهم «أربعة أمراء» من دون أن تحدد مسؤولياتهم، وذلك جراء معارك و«غارات مركزة» نفذها طيران التحالف على مواقع وتحصينات التنظيم.
وقال التحالف الدولي في وقت متأخر أمس الأول في تغريدة «داعش يؤكد استهتاره بالأرواح البشرية ولا يزال يشكل تهديدا عالميا».
من جهتها، أفادت اللجنة الدولية للانقاذ أمس بحسب فرانس برس، بأن مخيم الهول بات يؤوي أكثر من 69 ألف شخص، مع وصول نحو ثلاثة آلاف شخص في اليومين الأخيرين من الباغوز.
في غضون ذلك، حذر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبدالرحمن مصطفى أمس، الاتحاد الأوروبي من احتمالية حدوث موجة نزوح جديدة بمحافظة إدلب (شمال غرب)، حال شن الجيش السوري والقوات الموالية له هجوما على المنطقة.
وقال مصطفى للاناضول ان وفد المعارضة أجرى سلسلة من اللقاءات المهمة خلال مؤتمر «دعم مستقبل سورية والمنطقة» الذي عقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي.
وأضاف: «أكدنا على ضرورة إدانة العدوان الذي يشنه النظام وحلفاؤه على إدلب وريفها وريف حماة، وأن التصعيد الجاري محاولة للتشويش على مؤتمر بروكسل وإجهاضه».
وأوضح أن الوفد طالب المجتمع الدولي بـ«اتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع وقوع كارثة إنسانية في المنطقة، يمكنها أن تتسبب في موجة نزوح جديدة قد تصل آثارها إلى تركيا والاتحاد الأوروبي».