نقل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس فحوى محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط حديث عن وساطة ايرانية لاعادة العلاقات بين دمشق وانقرة التي اعلنت مرارا دعمها للمعارضة السورية واسقاط الأسد.
واستقبل أردوغان ظريف القادم من دمشق بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، في لقاء استمر ساعة و10 دقائق، بحسب وكالة «الاناضول».
وكان ظريف قال في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أمس انه أجرى «لقاء مطولا مع بشار الأسد في سورية، وسأعرض تقريرا عن اللقاء على أردوغان».
وأوضح ظريف أن بلاده ترغب في أن تسود علاقات ودية بين دول المنطقة، مبينا أن طهران لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة واكتفت فقط بالإفصاح عن تطلعاتها.
وصرح بأن إيران تواصل مشاوراتها مع تركيا وروسيا والأمم المتحدة حول مسألة تشكيل لجنة صياغة الدستور في سورية.
وأكد أن بلاده تتفهم المخاوف الأمنية لتركيا، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد لإحلال الأمن في سورية، هو سيطرة الجيش السوري على الحدود.
وأردف قائلا: «بالنسبة لنا أمن وسلامة المواطنين الأتراك مهم جدا، ونتعاون في هذا الخصوص مع تركيا».
وقبل ذلك، قال ظريف ان بلاده تريد حل الأزمة السورية عبر المفاوضات بين بلدان المنطقة.
وأضاف أنه أجرى زيارة إلى سورية، موضحا بالقول: «لقد أجرينا مفاوضات مثمرة حول الوضع المقلق في شرق الفرات، وإخراج القوات العسكرية الأجنبية من إدلب وسورية».
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مساعي إفشال مفاوضات أستانا الذي ترعاه روسيا وتركيا وايران بين الحكومة والمعارضة السوريين، وذلك في مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي أيفيتسا داشيش في موسكو.
ودعا لافروف الأمم المتحدة إلى عدم الانجرار وراء مساعي بعض الجهات لعرقلة مسار أستانا.
وقال لافروف انه أبلغ الأمم المتحدة دعوات موسكو الملحة للتعامل باستقلالية والتقيد بقرار مجلس الأمن 2254، وعدم الانجرار وراء من يسعى لإفشال أستانا.
ويأتي تصريح لافروف قبل أيام من انعقاد الجولة الثانية عشرة من محادثات أستانا في 25 و26 الجاري، بحسب ما أعلنت الخارجية الكازاخية.
وتنعقد الجولة الحالية بعد فشل سابقتها، التي عقدت في نوفمبر الماضي، في إحراز أي تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية التي تسعى الدول إلى إنشائها من أجل وضع دستور جديد لسورية.
واعتبرت حينها الولايات المتحدة الأميركية أن محادثات أستانا وصلت إلى طريق مسدود، وحملت النظام السوري مسؤولية ذلك.