ذكر مصدر عسكري سوري رفيع المستوى أن قوات الدفاع الجوي السورية قامت بتشغيل منظومة «إس-300» للصواريخ ووضعتها في حالة التأهب، للتدخل في التصدي للهجوم الإسرائيلي لكنها لم تستخدمها.
وأوضح المصدر، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، امس، أنه تم تشغيل بطاريات «إس-300» من أجل التصدي لأهداف معادية قادمة من عرض البحر، كانت تتجه نحو مدينة حمص السورية، إلا أن الدفاعات الجوية الاعتيادية للبلاد تمكنت بجدارة من ردع العدوان وإسقاط الصواريخ الإسرائيلية من دون الحاجة لاستخدام منظومة «إس-300».
وأشار المصدر إلى أن الهدف من وضع منظومة الدفاع الجوي«إس-300» بوضع الاستعداد كان خشية تطور العدوان، واستهداف الصواريخ الإسرائيلية لمنظومة الدفاع الجوي «إس-300» نفسها، مبينا: «لكن ما حصل أمس الأول أن صواريخ إس-200 تمكنت من اعتراض 5 من أصل 6 صواريخ أطلقت من بوارج إسرائيلية بعرض البحر وقبل دخولها الأجواء السورية».
وتعرضت سورية ليلة امس الأول لضربات جوية جديدة قالت دمشق إنها نفذت على يد القوات الإسرائيلية.
وأفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية بمقتل 4 مدنيين جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة حمص ومحيط العاصمة دمشق، وقالت إن «وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية باتجاه بعض المواقع العسكرية».
ولم تعلق إسرائيل رسميا على هذا التقرير، رغم إقرارها في الماضي بتنفيذ مئات الهجمات على أهداف في سورية.
بدورها، ذكرت مصادر مطلعة أن الهجوم الذي تعرضت له الأراضي السورية شاركت فيه بوارج إسرائيلية من البحر.
إلى ذلك، بحث الرئيس السوري، بشار الأسد، امس، مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر خاجي، «العلاقات الاستراتيجية العميقة» بين سورية وإيران.
وأفادت الرئاسة السورية، في بيان، بأن الأسد استمع خلال اللقاء إلى شرح من خاجي «حول تطورات الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب واشنطن منه، والمواقف الأميركية التصعيدية الأخيرة التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وزيادة نسبة التوتر فيها».
وأكد الأسد في هذا السياق وقوف سورية «إلى جانب إيران وقيادتها في دفاعها عن حقوق شعبها ضد كل ما تتعرض له من تهديدات وإجراءات تنتهك جميع أسس القانون الدولي»، في إشارة إلى التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة في ظل انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات موجعة على طهران، إضافة إلى تعزيز الپنتاغون القوات الأميركية في منطقة الخليج بهدف ما تصفه واشنطن «بردع النظام الإيراني».
وأضافت الرئاسة السورية أن اللقاء «تناول المراحل التي قطعتها الحرب على الإرهاب» في سورية «والرد على الاعتداءات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب بحق المدنيين في المناطق المجاورة، إضافة إلى مستجدات المسار السياسي والجولة المقبلة من محادثات أستانا والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية».
كما تطرق الحديث، حسب البيان، إلى «العلاقات السورية الإيرانية»، حيث أكد خاجي «عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، وعزم بلاده مواصلة تعزيزها وترسيخها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الجانبين، وأن القيادة والشعب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانوا وسيبقون إلى جانب سورية حتى تحرير كل أراضيها وإعادة بناء ما دمرته الحرب».