واصلت الطائرات السورية والروسية أمس غاراتها المكثفة على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي بعد سيطرتها على بلدة الهبيط الاستراتيجية.
وشنت غارات عنيفة على قرى وبلدات الخوين والشيخ مصطفى والركايا وكفرسجنة وأم جلال وتحتايا وخان شيخون، متسببة بالمزيد من الدمار في المنطقة التي هجرها أهلها تحت نيران القصف اليومي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن مناطق خان شيخون والتمانعة وعابدين وكفر سجنة ومحيطهم بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، شهدت عملية نزوح جماعية، نتيجة التصعيد العنيف.
وقال المرصد إن العشرات نزحوا من تلك المناطق بعد أن كان معظم أهاليها قد نزحوا في وقت سابق منذ بداية التصعيد الأعنف، بينما تواصل طائرات النظام الحربية والمروحية والطائرات الروسية تصعيد عمليات القصف على ريفي إدلب وحماة ضمن منطقة «خفض التصعيد» خلال أمس، في مشهد يومي اعتيادي تتبعه كل من روسيا والنظام السوري لتهجير المواطنين والتقدم بريا على الأرض.
وأضاف المرصد أن عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على كل من ريفي إدلب وحماة، ارتفع إلى 52.
وبالتزامن، استهدف الطيران الروسي بلدة الكبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، في محاولة لتقدم قوات النظام على الأرض.
وأفاد موقع «عنب بلدي» إن الجيش السوري والميليشيات الموالية له استهدف بالقصف المدفعي والصاروخي محور الكبانة من جهة تمركز قواته في جورين وصلنفة، بالتزامن مع قصف للطيران الروسي على المنطقة، دون إحراز أي تقدم.
وقالت شبكة «إباء» التابعة لـ «هيئة تحرير الشام»، إنها أفشلت محاولات عدة لتقدم قوات النظام على محور الكبانة، بعد اشتباكات عنيفة أدت لتدمير دبابة بقذائف «RPG». وتحاول قوات الحكومة منذ أشهر التقدم على محور ريف اللاذقية واقتحام بلدة الكبانة التي تحظى بأهمية استراتيجية، لكنها فشلت في جميع محاولاتها وسط تحدث فصائل المعارضة عن خسائر كبيرة في عناصر وعتاد قوات النظام.
في هذه الأثناء، نفت «الجبهة الوطنية للتحرير»، العاملة في إدلب، إيقاف تركيا دعمها للفصائل المعارضة.
وقال المتحدث باسم «الجبهة»، النقيب ناجي مصطفى، في حديث إلى «عنب بلدي»، إن الدعم التركي لم يتوقف، مستدلا على ذلك بتدمير أربعة أهداف بصواريخ «تاو» المضادة للدروع. ويأتي النفي عقب اتهامات وجهها ناشطون لتركيا بتجميد دعم الفصائل بالصواريخ خاصة من نوع تاو، وذلك على خلفية التقدم السريع الذي حققته قوات الحكومة السورية، منذ استئنافها العمليات العسكرية، عقب إنهائه الهدنة المتفق عليها في محادثات «أستانة 13» لاسيما في ريف ادلب الجنوبي الذي كان عصيا عليها منذ بدء هجومها الكبير في ابريل وكانت الصواريخ سببا رئيسيا في وقف تقدم القوات المهاجمة. وبرر النقيب ناجي مصطفى، تقدم النظام بالكثافة النارية، بقوله، انه «يستخدم كامل ترسانته العسكرية من الأسلحة الحربية والطيران الحربي، المقاتل والقاذف، إلى جانب الصواريخ العنقودية والفراغية والمتفجرة وشديدة الانفجار ومئات القذائف الصاروخية على هذه المحاور».