في تراجع جديد عن التعهد الذي قطعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب جميع قواته من سورية، رصدت مواقع إخبارية عودة قوات عسكرية أميركية إلى منطقة تل تمر بريف الحسكة، المنطقة التي تشهد معارك عنيفة بين الجيشين السوري والتركي.
ونشرت قناة «روسيا اليوم»، تسجيلا مصورا لرتل أميركي قالت انه كان متجها إلى منطقة تل تمر بريف الحسكة، قادما من قاعدة قسرك الأميركية عبر الطريق الدولي «M4». ويتألف الرتل من عدة دبابات أميركية من طراز «أبرامز» تظهر للمرة الأولى في المنطقة، وعربات مدرعة ترفع العلم الأميركي وتسير على الطريق الواصل إلى منطقة تل تمر.
وتأتي عودة الرتل الأميركي إلى المنطقة في ظل معارك هي الأعنف حتى الآن بين قوات الحكومة السورية والجيش التركي المدعوم بـ «الجيش الوطني السوري»، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري.
يذكر أن القوات الأميركية كثفت انتشارها في الآونة الأخيرة في شمال شرق سورية تزامنا مع إعلان ترامب عزمه تعزيز القبضة الأميركية على حقول النفط شرق البلاد لحمايتها من سيطرة «داعش» أو جهات أخرى. وكانت وسائل إعلام تحدثت مؤخرا عن بدء الولايات المتحدة إنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين شمال شرق سورية بالقرب من حقول النفط.
تشهد مناطق ريف الحسكة شرقي سورية معارك بين قوات الحكومة السورية تساندها قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الكردية من جهة، وبين الجيش التركي المدعوم بـ «الجيش الوطني» السوري، من جهة أخرى ضمن العملية التركية «نبع السلام» على مناطق شرق الفرات. وأسفرت المعارك المستمرة منذ أمس الاول عن مقتل وإصابة عدد من قوات الجيش السوري و«قسد»، بينهم إصابة ضابط برتبة لواء، في ظل معارك وقصف مستمر على منطقتي تل تمر وعين عيسي بريفي الرقة والحسكة. وقالت وكالة أنباء «سانا» الرسمية إن طاقم قناة «الإخبارية» السورية (فاضل حماد والمصورين وليد ابراهيم ومحمد الخالد)، أصيبوا بشظايا قذيفة دبابة خلال تغطية الاشتباكات في قرية أم شعيفة أمس الأول، بعد أن أعلنت الوكالة السيطرة على القرية بشكل كامل. كما تحدثت «سانا»، عن وقوع إصابات جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الجيش التركي في قرية الأسدية بمنطقة رأس العين، بينما قالت وكالة «هاوار» الكردية إن عنصرين من النظام السوري أصيبا في انفجار اللغم ونقلا إلى أحد مشافي الدرباسية بريف الحسكة.
من جهة أخرى، قتل 5 أشخاص على الأقل بينهم إعلامي وطفلة وأصيب آخرون من المدنيين، جراء غارات للطيران الحربي الروسي على بلدة كفروما بريف إدلب الجنوبي، بحسب ما أفاد ناشطون ومواقع اخبارية.
وأفاد موقع عنب بلدي، بأن الطيران الروسي استهدف بلدة كفروما بعدة غارات جوية، إضافة لقصف مدفعي أعقب الغارات الجوية على المنطقة.
وقال مدير مكتب «الدفاع المدني» في المنطقة، عبادة ذكرة، إن خمسة أشخاص قتلوا بينهم طفلة، وأصيب 9 آخرون كحصيلة أولية لثلاثة غارات من الطيران الروسي على كفروما، بحسب ما نقل عنه موقع «عنب بلدي».
ونعى «مكتب كفروما الإعلامي»، عبر «فيسبوك» مقتل احد إعلامييه أثناء تغطيته للقصف الروسي والمدفعي على البلدة، بحسب المكتب.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من عشرين شخصا بجروح أمس في انفجار سيارة مفخخة قرب مدينة تل أبيض التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها. وجاء في البيان أن «ثمانية مدنيين قتلوا وأصيب أكثر من عشرين بجروح في اعتداء بالسيارة المفخخة»، واتهمت وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على «قسد» بالوقوف خلفه. وأوضحت وزارة الدفاع أيضا أن الانفجار وقع في قرية تقع جنوب مدينة تل أبيض السورية الحدودية مع تركيا في منطقة باتت تحت سيطرة القوات التركية والمقاتلين السوريين التابعين لها بعد بدء عملية «نبع السلام» حيث تسعى انقرة لاقامة «منطقة آمنة». وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن الانفجار وقع في بلدة سلوك الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة تل أبيض. وأوضح المرصد أن التفجير أدى الى مقتل خمسة أشخاص واصابة 13 آخرين بجروح من دون أن يفصح ما إذا كانوا من المدنيين او العسكريين. ولم ينسب المرصد التفجير الى أي جهة.