اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ما يسمى «الإدارة الذاتية» التي شكلها الاكراد في المناطق التي يسيطرون عليها في الشمال السوري بالتراجع عن التفاوض مع حكومة دمشق بعد إعلان أميركا إبقاء قواتها في المنطقة.
وقال لافروف خلال منتدى باريس الثاني للسلام، بحسب وكالة «تاس» الروسية أمس، إنه يجب على الأكراد أن يكونوا ثابتين من أجل المشاركة في الحوار السياسي حول سورية.
وأضاف لافروف أن روسيا عرضت على الأكراد منذ البداية بدء حوار مع الحكومة، لكنهم كانوا غير مهتمين لاعتقادهم أن دعم الولايات المتحدة الأميركية لهم سيكون دائما.
وعندما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من المنطقة، طلبت الاكراد من روسيا المساعدة في بدء حوار مع النظام، وأعلنت روسيا استعدادها لذلك.
إلا أنه عقب تراجع ترامب وإعلانه إبقاء عدد من القوات في المنطقة للسيطرة على آبار النفط، فقد الأكراد الاهتمام مرة أخرة بالحوار مع النظام، بحسب ما أكده لافروف.
وكان قائد قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي تسيطر على الادارة الذاتية، مظلوم كوباني، وضع شرطين أساسيين للتوصل إلى اتفاق مع حكومة النظام السوري.
وقال كوباني في مقابلة مع قناة «روداو» الكردية إن الشرطين هما، أن تكون الإدارة القائمة حاليا جزءا من إدارة سورية عامة، ضمن الدستور، وأن تكون لـ«قسد»، كمؤسسة، «استقلالية»، و«أن تكون لها خصوصيتها ضمن منظومة الحماية العامة لسورية».
ميدانيا، قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية إن بلدة «تل تمر» في ريف الحسكة تشهد حركة نزوح كثيفة نحو مناطق سيطرة الجيش السوري مع توغل الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية له، في عمق مناطق سيطرة «قسد» المدعومة أميركيا في الريف الشمال الغربي لمدينة الحسكة.
وقالت الوكالة إن هجوما عنيفا مدعوما بسلاحي الجو والمدفعية شنه الجيش التركي والجيش الوطني المعارض على قرى الرشيدية والقاسمية والريحانية على محور «تل تمر ـ رأس العين» وعلى قريتي المناخ والفيصلية على محور «تل تمر ـ أبو راسين» بريف رأس العين شمالي غربي محافظة الحسكة، أسفر عن سيطرتهم على تلك القرى.
وفي السياق، نقلت «رويترز» عن شاهد والمرصد السوري لحقوق الإنسان ان القوات التركية التي تسير دوريات مشتركة مع القوات الروسية في شمال شرق سورية، استخدمت الذخيرة الحية أمس ضد متظاهرين قرب مدينة عين العرب «كوباني» التي يغلب الأكراد على سكانها.
وأفاد المرصد بأن شخصين قتلا بينما أصيب سبعة آخرون قرب كوباني على الحدود السورية التركية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية إن خامس دورية برية مشتركة مع روسيا نفذت في المنطقة الحدودية أمس مع الأخذ في الاعتبار «سلامة المدنيين وجنودنا رغم الاستفزاز من جانب الإرهابيين».
وذكر الشاهد أن القوات أطلقت الذخيرة الحية في الهواء لتفريق السكان الذين كانوا يلقون الحجارة على الدورية في محاولة لعرقلة مسيرتها. وأضاف ان القوات أطلقت بعد ذلك النار والغاز المسيل للدموع على المحتجين مما أدى إلى إصابة ثلاثة.
من جهة أخرى، قال المرصد السوري إن طائرات مسيرة تركية استهدفت بعد ظهر أمس أماكن في حي الصناعة بمدينة تل رفعت التي يتواجد بها قاعدة روسية، في الريف الشمالي لمدينة حلب.
وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد بأن مزيدا من الخسائر البشرية سقطت جراء القصف الجوي الروسي المتواصل، حيث قتلت سيدة في بلدة كفرنبل، فيما كان رجلان ومواطنة قضوا بقصف جوي روسي مماثل على قرية شنان جنوب إدلب.