أكد الرئيس السوري بشار الأسد امس أن انتصار حلب هو بداية لتحرير كل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري لن يتوانى في القيام بواجباته الوطنية.
وقال الرئيس السوري في كلمة متلفزة امس نقلتها القنوات الفضائية السورية موجهة إلى أهالي محافظة حلب بعد سيطرة الجيش السوري على كافة الأحياء والبلدات المحيطة بها وإبعاد المسلحين عنها: «نعي تماما أن هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب، ولا يعني سقوط المخططات، ولا زوال الإرهاب ولا يعني استسلام الأعداء، لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة، عاجلا أم آجلا».
وأضاف: «تحرير ريف حلب وإدلب مستمر بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال، كما استمرار معركة تحرير كل التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار».
في سياق متصل، واصلت قوات الحكومة السورية تقدمها في شمال غرب سورية، وسط توقعات بتصعيد عسكري تركي كبير في حال فشلت مفاوضات الوفد العسكري - الديبلوماسي الذي اوفدته أنقرة إلى موسكو في نزع فتيل التوتر المتصاعد في ريفي ادلب وحلب.
ومما يزيد منسوب التوتر اعلان الجيش السوري أمس أنه فرض سيطرته الكاملة على عشرات البلدات في ريف حلب الشمالي الغربي، لتصبح ثلاث نقاط مراقبة تركية متواجدة في بلدات الراشدين وعندان ومعرة النعسان، واقعة ضمن المناطق التي سيطرت عليها قوات حكومة دمشق.
ونقلت «رويترز» عن عاملين في مستشفى أن ضربات جوية نفذتها الطائرات السورية والروسية أمس أصابت بلدة دارة عزة قرب الحدود التركية على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال من مدينة حلب، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وأجبر مستشفيي «الكنانة والفردوس» في «دارة عزة» على التوقف عن الخدمة. كما ذكر شهود أن ضربات جوية استهدفت مناطق في جنوب محافظة إدلب.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الأول أن قوات النظام «سيطرت على كامل القرى والبلدات المحيطة بمدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2011، لتتمكن بذلك من تأمين المدينة بالكامل وحمايتها من قذائف الفصائل»، الا ان الجيش السوري عاد واعلن امس السيطرة على بلدات بسرطون وحور وعين جارة في ريف حلب الغربي.
وفي سياق متصل، أعلن وزير النقل علي حمود استئناف العمل بمطار حلب الدولي. وقال وزير النقل في الحكومة التابعة للنظام إنه «جرى إعادة تشغيل مطار حلب الدولي، وجدولة رحلات منه إلى القاهرة»، مشيرا إلى أن يوم غد الاربعاء ستقلع أول رحلة جوية من دمشق إلى حلب.
في المقابل، واصلت القوات التركية، دفع المزيد من تعزيزاتها الثقيلة في إدلب وحلب، فيما أكدت وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي والمعارضة السورية بانتظار الأوامر بناء على معطيات نتائج المباحثات في موسكو، في حين نقلت قناة الجزيرة عن مصادر أن التعزيزات التركية الكبيرة تنبئ بقيامها بعمل عسكري كبير مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للقوات السورية للتراجع عن المواقع التي سيطرت عليها اخيرا.
ونقلت صحيفة حرييت عن مصادر، أن القوات التركية عززت من قواتها مؤخرا واستقرت في قاعدة عسكرية سابقة للنظام السوري بالقرب من بلدة دارة عزة غربي حلب، فيما أنشأت نقاطا جديدة لها بالقرب من بلدة ترمانين في ريف إدلب الشمالي.
سياسيا، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أمس، إن موسكو ستواصل دعمها لعمليات الجيش السوري، وفق وكالة «إنتر فاكس» الروسية.