حذرت منظمة الأمم المتحدة من ان محافظة إدلب ومحيطها لم تصبح بعد منطقة آمنة بالرغم من تقلص العنف عقب الاتفاق التركي - الروسي، لوقف إطلاق النار الموقع بين الرئيسين رجب ديب اردوغان وفلاديمير بوتين في 5 الشهر الجاري.
وخلال مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركه، في مكتب المنظمة الأممية بجنيف، قال إن المستوى العام للعنف في إدلب قد تقلص بشكل كبير، وتوقفت الغارات الجوية هناك، كما تباطأت عمليات النزوح في المناطق القريبة من خطوط القتال الأمامية، منذ سريان وقف إطلاق النار في 6 من مارس الجاري.
لكن لاركه أكد في الوقت نفسه أن التطورات الأخيرة لا تجعل من إدلب مكانا آمنا، إذ إن مناطق شمال غربي سورية لاتزال هي الأكثر إثارة للقلق مع دخول الحرب السورية عامها العاشر.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الاحتياجات الإنسانية في هذه المناطق حادة، لافتا إلى أن نحو 327 ألف مدني من بين 960 ألفا نزحوا من إدلب، يعيشون حاليا في المخيمات، بينما يقطن نحو 165 ألفا في منازل أو مبان غير مكتملة.
كما بين أن 366 ألف نازح يعيشون في منازل مستأجرة أو مع عائلات مضيفة، بينما يعيش ما يقرب 93 ألفا في المباني العامة مثل المدارس والمساجد.
ولفت لاركه إلى أن العاملين في المجال الإنساني على الأرض يدقون ناقوس الخطر، إذ إن أربعة من أصل كل خمسة أشخاص نزحوا منذ مطلع ديسمبر الماضي، هم من النساء والأطفال الذين تتعرض صحتهم وأمنهم للخطر.
وفي السياق، وقعت تركيا وروسيا على نص تفصيلي لبنود اتفاق وقف النار، وأوضح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريح صحافي أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن أولى خطواته تنظيم دورية مشتركة على طريق حلب - اللاذقية الرئيسي المسمى بـ«إم 4» ابتداء من اليوم.
وأكد أن الدوريات المشتركة مع روسيا على الطريق الدولي «إم 4» بسورية ستساهم بشكل كبير في ترسيخ دائم لوقف إطلاق نار.
وأضاف أن الوفدين التركي والروسي أجريا محادثات لمدة أربعة أيام وفقا للاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان التركي والروسي، واصفا إياها بـ«الإيجابية».
وأشار إلى أنه سيتم إنشاء مراكز تنسيق مشتركة مع روسيا ليتم من خلالها إدارة العمليات المشتركة في إدلب.
وقال الوزير التركي: «هدفنا جعل وقف إطلاق النار في إدلب بشكل دائم. قمنا بدورنا بما يترتب علينا من أجل ذلك، والروس أظهروا موقفا بناء في هذا الخصوص».
ولفت إلى وجود مؤشرات جيدة لتوقف النزوح من إدلب وعودة النازحين إليها.
وقد تضمن الاتفاق إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق «إم 4» و6 كم جنوبه، لكن عشرات المحتجين والناشطين السوريين استبقوا البدء بتطبيق بنود الاتفاق، واعتصموا أمس الأول على الطريق الدولي حلب - اللاذقية، وذلك رفضا لتسيير أي دوريات روسية على الطريق تحت مسمى «اعتصام الكرامة».
وقالت مواقع اخبارية إن المعتصمين نصبوا خياما على الطريق قرب مدينة «أريحا»، وأكدوا استمرارهم في الاعتصام رفضا للاتفاق لاسيما أن جنوب الطريق الذي يجب أن يخضع للسيطرة الروسية بحسب الاتفاق ما يزال تحت سيطرة المعارضة وسط غموض يحيق بمصير المدنيين هناك.
في هذه الاثناء، يعقد الرئيس التركي بعد غد الثلاثاء، قمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على خلفية المخاوف من فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء.
وكان أردوغان قال في وقت سابق إنه سيستقبل ميركل وماكرون في 17 مارس في اسطنبول لإجراء محادثات بشأن اللاجئين والمهاجرين والتطورات في إدلب. لكن وبعد تفشي فيروس كورونا بشكل كبير في اوروبا، تقرر إجراء المناقشات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، في إجراء احترازي.
وسيتطرق المجتمعون إلى الأزمة التي نشأت بعد قرار تركيا في فبراير السماح لآلاف المهاجرين بالعبور نحو أوروبا، وهو قرار تسبب في تدفق أعداد كبيرة منهم نحو الحدود اليونانية وأثار توترات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.