يستمر تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات اليومية بڤيروس كورونا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، بينما ثارت حالة من الهلع والاستنفار في مدن وبلدات الشمال الغربي السوري الذي تسيطر عليه المعارضة، بعد الإعلان عن تسجيل أول إصابة بالڤيروس في مستشفى قرب معبر «باب الهوى» بين إدلب وتركيا، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة صحية إذا ما تفشى الوباء في مخيمات النازحين المكتظة في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة.
وقال محمود ضاهر، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة غازي عنتاب التركية، إن المصاب هو طبيب سوري في الثلاثينيات من عمره وكان يعمل في مستشفى ببلدة باب الهوى الواقعة على الحدود التركية.
وأضاف أن الطبيب «شك في أنه ربما يكون مصابا بكوفيد-19» فخضع لفحص مخبري أتت نتيجته إيجابية أمس الأول.
وشدد ضاهر على أنه قبل هذه الحالة «لم تكن قد سجلت أي إصابة في شمال غرب سورية»، مؤكدا أن هذه أول إصابة مسجلة رسميا فيها.
وكانت المنظمات الإنسانية تستعد منذ أشهر عدة لتفشي الڤيروس الفتاك في شمال غرب سورية، حيث أوقفت هدنة هشة هجوما شنته على إدلب قوات النظام السوري المدعومة من روسيا.
ويعيش في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة جماعات معارضة نحو ثلاثة ملايين شخص، قسم كبير منهم يقيم في مخيمات مكتظة بالنازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الهجوم الأخير لقوات النظام على محافظة ادلب قبل التوصل إلى هدنة تركيا - روسية مطلع مارس الماضي.
وحذر ضاهر من أنه «يجب علينا (...) أن نتأكد من عدم تفشي العدوى بكوفيد-19، وإلا فقد نصبح أمام مشكلة حقيقية»، مبديا قلقه من صعوبة «الظروف الميدانية».
وقالت وزارة الصحة التابعة للمعارضة، إن الإصابة سجلت لأحد الكوادر الطبية العاملة في أحد مشافي إدلب، مشيرة إلى إغلاق المشفى والسكن الخاص به وتتبع المخالطين وأخذ مسحات منهم وحجرهم صحيا.
وقررت مديرية الصحة في مدينة إدلب إيقاف العمليات الباردة والعيادات الخارجية في كل المشافي والمراكز الصحية بمحافظة إدلب لمدة أسبوع قابل للتمديد اعتبارا من أمس.
ودعت جميع المواطنين إلى الالتزام الكامل بمعايير الوقاية وعدم مراجعة المنشآت الطبية إلا في حالات الضرورة القصوى خلال تلك المدة، بحسب ما نشرته المديرية عبر صفحتها في «فيسبوك».
ونشر ناشطون على مواقع التواصل تعميما يطلب من أي مريض راجع العيادة العصبية من 25 من يونيو الماضي حتى الثلاثاء الماضي مراجعة أقرب نقطة لفحص للڤيروس، كون المصاب هو طبيب أمراض عصبية قدم من تركيا.
وقررت وزارة التربية والتعليم إيقاف الدوام الصيفي في المدارس واستبدال التعليم عن بعد به،
بالإضافة إلى زيادة الإجراءات الوقائية كتعقيم المراكز والقاعات الامتحانية وإلزام الطلاب والمراقبين بارتداء الكمامات الطبية ومنع التجمعات أمام المراكز وتعقيمها.
ولم تلغ وزارة الأوقاف في الحكومة صلوات الجمعة والجماعة، وقررت الالتزام بالإجراءات الوقائية كتعقيم المساجد وتقصير فترة الخطبة قدر المستطاع والتخفيف من التجمعات قبل الصلاة وبعدها، بالإضافة إلى التباعد في الصلاة ولبس الكمامات.
وقررت وزارة التعليم العالي المعارضة إيقاف المحاضرات في كل الجامعات والمعاهد العامة والخاصة. وعلقت مديريات التربية والتعليم في مناطق ريف حلب الشمالي الغربي جميع الأنشطة والدورات الرسمية وغير الرسمية المقامة من قبلها أو من قبل المنظمات العاملة معها حتى إشعار آخر.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، تسجيل 22 إصابة جديدة بڤيروس كورونا لأشخاص مخالطين، ووفاة حالتين من الإصابات المسجلة بالفيروس. وأشارت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء السورية «سانا»، إلى أن عدد الإصابات المسجلة بڤيروس كورونا في سورية بلغ حتى الآن 394 إصابة شفيت منها 126 وتوفيت 16 حالة.