مفرح الشمري
ضمن عروض مـهرجان الكويت المسـرحي التــاسع قـدمت فـرقـة مسـرح الشباب مـساء أمس الاول على خـشـبــة مـسـرح الدسـمـة مسرحيـة «الكبوة»، تأليف مشعل الموسى واخراج المتميز علي العلي، وسط حضور فاق كل التصـــورات وأبهر ضيوف المهـرجان الذين عبروا عن ســعــادتـهم لمشــاهدتـهم هذا العرض المتكامل.
تدور فكـــرة المســرحــيـة حــول الاوضــاع في العــالم العــــربي مـن خـــلال نص «شعـبي» وتنقل قـصة رجل وقع علـيـه ظـلم من دون أن يرتكب جرمـا وتعكس واقع الفــســاد والسلوكــيــات الـديكـتـــــاتوريـة التـي تستــغلها السلطة لإبراز قــــوة حكـــمـــهــــا وســيـــطرتهـــا على شعبها المسكين.
الخـــــرج علـي العلي كــان ممسكا طوال الـعـــرض بزمــام الأمــور رغم وجود عدد كــبــيــر من الشــبــاب المشـاركين وبــــذل الجمـيع جـهــدا مضاعفا لتوصيل فـكــرة الـنــص الــتــي اعـجـبت الجــمـهـور خـاصـة انـهـا جـاءت معـززة بسينوغرافـيا معبرة وايقاع متسارع الاحـداث اتسم بالاثارة والتـشـويـق . كـمـا تم تـوظـيـف الاضـــــاءة بشكل جـيـد ساعـد على توصـيل مـا يدور في خلد العلي لجمهور الصالة.
ويمكن القـول ان النص الذي كـتـبـه مـشـعل الموسى يصـلح لـكل مكـان وزمــــان و«الكبـوة» التي تحـدث عنهـا تمس واقــعنا العـربـي بشكل كبـير وتوضح عـلاقة الشـعب بالسلطة، فـإذا قـامت السلطة بدورها على أكـمل وجه فـإنها تنهض بشعـبها وتأخـذ بيده الى الجـــــد والـرقي، واذا تـخـلــت عـن مــبـــادئهــا واتبعت هوى نفـــســهـــا وانغمست في شهـواتها وتصديق الشائعـات فإن ذلك يؤدي الى انحدار اخلاقيتـها وتبعثر مسؤوليـاتها، فيدفع الشـعب الثمن، وهذا ما حدث في مسـرحية «الكبوة» التي تعــتـبـر من أقــوى العـروض المسرحيـة التي عرضت حتى الآن في هذا المهـرجـان وفـقـا لما رصـدناه من انطباعات لدى النقاد والجمهور.
اسـتغـلال العلي لـلتراث الشـعـبي اعطى الـعــرض المســرحي ابعــادا جميلة، خاصة انه لم يقحمه في المســرحـيـة بـل جـاء مـتـمـاشـيـا مع احـداث العمل مما جـعل المتلقي يتابـع عرضه بشـغف كبير.
اما اداء الممثــلين فكان جيدا، وجذب الانظـار الممـــثل علي الحـسـيني الذي قــدم اداءا مــقنعــاً واتقن دوره فــكـــان بالـفـــعـل نجم العـرض،وأوصل احـــســاســـه للـجـــمـــيـــع بصـورة مدهشـة ومعبرة.
ولا يعني ذلك ان زملاءه في الـعرض وهم حـمد العمـاني، عيسى ذياب، عبدالله الرميان وصالح الدرع لم يقـدموا اداء جـيدا، بل قـدمــوا مـا عليــهم وكانوا جـميـعاً مـوفقين ومتناغمين.
ولأن «لـكــل جــــواد كبـوة» فقد تمثلت «كـبــوة» عرض الخــرج علي العلي فـي مـخــارج الحــروف لدى بعـــض الممــثلين والتي لم تكـن واضـحـة في بعض الاحيان.
بشكـل عـام مــســـرحــيــة «الكبوة» كانت مناسـبة للمخرج علي العلي ليفجر بعض مما لديه من ابداعات اخراجـية تؤهله لان يكون من الاســماء الاسـاسية في عــالم الاخــراج على مــســتـوى الخليج.
اما المــؤلـف مشعـل المــوســى فاثبـــت ان نصوصه الفلســـفيـة والشعبية تحــقق النجاح، عــندما تجـــد مــخــرجــا يجــــســدها بامـــانة وموهبــة على خشبـــة المسرح.
خلاصـة الكــلام، الخــــرج علي العــلي بــ «كـبـوته» مـســاء امس الاول ازعـــج المشــــاركين فـي هذا المهــرجان، الامـر الذي سيــدفـعهم علـى الارجــح الـى تغـــيـــيـــر حسـاباتهم وافكارهم في عـروضهم المقبلة!
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )