مفرح الشمري
احتضن تراب الكويت عصر امس جثمان الإعلامي القدير حسين ملا علي في مقبرة الصليبخات وسط حضور مقتصر على أهله وذويه نظرا للظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد بسبب جائحة «كورونا».
وجاء إعلان وفاة الإعلامي حسين ملا علي عن طريق شقيقه د.جواد المتروك من خلال رسالة ارسلها عن طريق «واتس أب» فجر الاثنين حيث كان يرقد الراحل في المستشفى الأميري بعد دخوله العناية المركزة بسبب المضاعفات التي حدثت له بعد إجرائه لعملية جراحية دقيقة في إحدى المستشفيات الخاصة.
وبإعلان وفاة «بوهادي» خسر الإعلام الكويتي أحد رواده بعد مسيرة حافلة من العطاءات بدأها في إذاعة الكويت منذ 1959، قدم من خلالها الراحل العديد من البرامج التي ارتبطت باسمه مثل برنامج «مساء الخير يا كويت» عبر أثير إذاعة البرنامج العام، وبرنامج «على الخط» عبر أثير إذاعة البرنامج الثاني، والعديد من البرامج مثل «جولة في الدولة» و«معكم في كل مكان» و«احترس» و«ركن الشرطة» وغيرها.
الراحل «بوهادي» حسين ملا علي يعتبره جميع العاملين في وزارة الإعلام «قدوة» لهم بكل شيء، في الهمة والالتزام والإبداع، فهو مذيع مخضرم أفنى عمره في خدمة الكويت وأهلها من خلال برامجه الإذاعية التي تلامس متطلباتهم في الحياة.
«الأنباء» تعزي أسرة الفقيد، سائلة المولى عز وجل أن يرحم فقيدهم، ويغفر له ويدخله فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.
إعصار الحزن
نعت الإعلامية القديرة سلوى حسين العبدالله الإعلامي الراحل حسين ملا علي بكلمات ارسلتها لـ«الأنباء» جاء فيها:
إعصار الحزن.. يضربنا مجددا هذا الإعصار المجنون.
لا نكاد نصحو من حزن فراق صادقنا الحبيب، حتى تدهمنا غيمات سوداء حزينة تنعى رحيل المعلم والمعلم الإعلامي أستاذنا حسين ملا علي (بوهادي) العزيز.
نسلم بأمر الله والأحداق ملؤها الدمع، ويستحضر الذهن صور رجل وسيم يحمل جهاز تسجيل معلقا على كتفه يدور بيننا كالفراشة في سينما الأندلس ويسجل حديثا مع الراحل صالح شهاب ويتجه إلينا، إلي بشكل خاص، ويسألني عن تنظيم الحفل والترويح السياحي في الكويت، ثم يباغتني بسؤال غريب: هل فكرت أن تعملي مذيعة؟ ومع اندهاشي لسؤاله يكمل بثقة: لديك تلك القدرة والموهبة، ويرحل.
وحين تحققت نبوءته وعملت بالإذاعة سحبني من يدي لأتعلم «الإعلام الصح» كما كان يقول، ودفعني للسجن المركزي يوم العيد للقاء المساجين على الهواء مباشرة.
اليوم يا أستاذي ترحل وتترك الساحة خالية، فما عاد هناك أساتذة ولا «فنارات» تنير دروب الإعلام.
وما عاد هناك جيل يريد أن يتعلم.
وربما ما عاد هناك إعلام.
بوهادي نودعك وندعو لك برحمة واسعة من رب كريم.
ونرجو لك الفردوس الأعلى بكل علم ومحبة واحترام تعلمناه منك. صبر الله قلوب أبنائك وأهلك ومحبيك وأعاننا على فقدك.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).