مفرح الشمري
ضمن أنشطة مهرجان «صيف ثقافي 2» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قدمت المخرجة والفنانة احلام حسن مسرحية «شمبريش» على خشبة مسرح كيفان، بحضور الأمين العام للمجلس بدر الرفاعي ومديرة إدارة المسرح بالمجلس كاملة العياد.
وجاء عرض مسرحية «شمبريش» للمرة الثانية بعد ان كانت قد نالت استحسان النقاد في عرضها الأول على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وشهد العرض الثاني تألق طلبة قسم التمثيل والإخراج وحاز إعجاب الجمهور الذي تأثر بالأحداث الواقعية للمسرحية التي تدور احداثها حول عائلة فقيرة تعيش على عبق الماضي، ممثلة في الأب «فرج» الذي جسّد شخصيته عبدالمحسن العمر، وأبنائه الثلاثة الذين اختلفت توجهاتهم وأحلامهم وأنماط حياتهم، إلا انهم جميعا كانوا يتطلعون للعيش في بيت اكبر من بيتهم الذي يعيشون فيه، الأمر الذي ادى لنشوب النزاعات بينهم وبين زوجاتهم، وكبرت تلك المشاكل بحضور موظف الدولة ليثمن لهم البيت فراحوا يتقاتلون امامه ما اصاب الأب بخيبة أمل كبيرة من خلافات أبنائه الذين فرّقتهم المشاكل حبا وطمعا في المال، ما أدى إلى افتقادهم للوحدة ومشاعر الاخوة، تلك الأحداث بمنزلة تسليط الضوء على حال الوطن العربي الذي بات فيه العرب متفرقين، وكل انشغل بماله وما يسعى اليه من مكاسب الحياة.
وكانت احلام حسن ذكية عندما أعدّت هذا النص، حيث جعلت من خشبة المسرح صورة لما يدور على ارض الواقع، باعتبار البيت الاصيل الذي يعد من التراث الكويتي منطلقا للبيت الكبير وهو البيت العربي، واستطاعت بذلك تحقيق توازن بين النص والرؤية الاخراجية التي اعتمدتها، وساعدها في ذلك اداء الممثلين الذين كانوا في قمة ادائهم مثل علي كاكولي، حصة النبهان، حسين الصايغ، علي كمال و«الأب» عبدالمحسن العمر، بالاضافة الى حمد اشكناني.
وبالرغم من التطويل والمد في عدد من المشاهد الا ان الاضاءة التي تصدى لها ايمن عبدالسلام لعبت دورا مهما في حيوية هذا العرض الكوميدي الهادف، خاصة في تركيزها على «الموت»، حيث كانت الالوان المختارة موفقة في وصف الحالة، وساعدتها في ذلك المؤثرات الصوتية التي أبدع فيها سعود الرندي والتي اعتمدت على «النهمة» للعودة الى الماضي الجميل.
وبعد نهاية العرض عقد مؤتمر صحافي لأسرة المسرحية للإجابة عن اي استفسار من النقاد والزملاء الصحافيين على احداث المسرحية التي اشاد بها الكثيرون. يذكر ان كلمة «شمبريش» اسم لشيء ينبت داخل جذور الاشجار لجأ اليه الكثيرون في الماضي عندما حل الجوع والفقر لديهم، فقاموا باقتلاعه من الاشجار لأكله، وعلاقة هذا الاسم بالعرض ليست سوى تأكيد للعوز والجوع اللذين يدفعان الانسان الى عمل اي شيء للوصول الى غاياته مهما كانت النتائج.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )