صفية العمري: مجزرة «قانا» هزت كياني

انضمت الفنانة صفية العمري الى قائمة الفنانين المستقيلين من عملهم كسفراء للنوايا الحسنة في الامم المتحدة. وتعتبر العمري اول سفيرة عربية بالشرق الاوسط حيث اختيرت قبل 12 عاما وركزت على مشروعات حماية الاطفال الذين بلا مأوى والمخاطر التي تتعرض لها المرأة نتيجة الزواج المبكر وكثرة الانجاب.

هل ابلغتهم القرار رسميا؟ اعلنت قراري على الهواء من خلال برنامج شهير في القاهرة وهم في الحقيقة كانوا متمسكين بي حتـى آخـر دقـيـقـة لـكـني لن اتراجع خاصة ان موقف الأمم المتحدة كان في منتهى السلبية والضعف.

وللأسف جاءت خطوتي متأخرة بعض الشيء لانني كنت خارج البلاد والا لكنت الاولى في المبادرة بالانسحاب نتيجة ما حصل للشعب اللبناني من مجازر وحشية، وقتل للابرياء.

هل استقالة الفنانين الآخرين ومنهم حسين فهمي وجمال سليمان دفعتك الى ذلك؟ مجزرة «قانا» فجرت في داخلي غضباً شديداً فشعرت بالعجز عن استكمال دوري كسفيرة للنوايا الحسنة، فما يمارس حولنا اليوم ضد النوايا الحسنة وضد الانسانية. كيـف تصـفيـن شعورك ازاء ما شاهدت من مجازر؟ في داخلي غضب شديد.

انفطر قلبي وانا ارى اطفالا قتلوا دون وجه حق او شباب يعول عليهم في تعمير البلد يقتلون بلمح البصر.

مشاهد عديدة هزت كياني كأم تشاهد أطفالا يذبحون وامهات ثكلى لا اعرف كيف يعشن بعدما رأين صغارهن جثثا تنتزع من بين الانقاض؟ لا استطيع التماسك عندما ارى طفلة مولودة حديثاً عمرها 3 أيام منزوعة الرأس او حينما ارى رجلا معاقا كبيراً في السن ترك وحده دون طعام أو شراب محاصرا وسط الخوف والهلع والقصف.

لم اعد قادرة على الاستمرار بعد 12 عاما من العمل لصالح الامم المتحدة حيث فوجئت ان المبادئ تتحول الى شعارات زائفة. لكن الاستقالة لا تعني التوقف عن اداء دوري في الخدمة الاجتماعية والعمل العام وسيظل عطائي مستمرا للدفاع عن القضايا التي تهم الوطن العربي والمرأة والطفل والاسرة.

هل هناك خطوات اخرى يمكن ان يتخذها الفنانون العرب؟ كل الفنانين العرب مع الشعب اللبناني قلباً وقالباً وجميعهم عبروا عن دعمهم ومساندتهم في مختلف الوسائل الاعلامية المتاحة ويشاركون حاليا في حملات التبرع وقريبا ننظم حفلاً ضخما يخصص ريعه للنازحين والمنكوبين ويقام في دار الاوبرا المصرية، وفي اول فرصة متاحة سأزور بيروت للمشاركة في الاعمال الخيرية.