خالد السويدان
قدمت على مسرح التحرير في كيفان مسرحية «حدث في جمهورية الموز» تأليف بدر محارب واخراج عبدالعزيز صفر، وتصدى لبطولة العمل حسين المهدي ويوسف الحشاش وميثم بدر وحنان المهدي وعبير يحيى واحمد التمار وعيسى الحمر وعبدالعزيز بهبهاني وعيسى ذياب، وكانت هذه المسرحية من انتاج المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وساعدت في الاخراج د.نرمين الحوطي.
تدور فكرة النص حول تسليط الضوء على الواقع العربي الذي نعيشه من تسلط الحكومة على الشعب والحكم الديكتاتوري الذي يرجح كفة الحاكم على المحكوم، والمدى الكبير الذي يعيشه الشعب من ظلم وقمع، ولا يشعرون فيه براحة ولا امان وهم في بيوتهم حتى عند النوم، يشعرون وكأنهم في قفص او بأنهم مطلوبون للعدالة في تهمة لا ذنب لهم فيها، وهذا يدل على عدم الترابط وعدم وجود اي قوة في التفكير السليم الذي من الضروري ان يفكر به كل مواطن لكي يعيش في استقرار وامان.
رؤية الكاتب
اعتبر الكاتب ان «جمهورية الموز» احداث من نسج الخيال بالرغم من وجودها على ارض الواقع في بقاع كثيرة من عالمنا، بالاضافة الى تقاطع احداثها مع احداث يومنا الراهن، بالاضافة الى الشكل الجديد الذي قدم به المسرحية والذي نفتقده منذ زمن، فكان دقيقا في حواراته والاسماء التي اختارها، فشكل نصا مترابطا في الافكار رغم اختلاف المشاهد، وهذا يدل على الحنكة الدرامية للنص حيث اعطته قوة لكي نراه على خشبة المسرح.
إبداع مخرج
تعودنا ان يتحفنا المخرج المبدع عبدالعزيز صفر بطريقة اخراجه المختلفة والتي تشكل مدرسة مستقلة بذاتها، حيث اعتمد على الواقعية من ناحية اداء الممثلين، وكان جهده واضحا في اختياره للشخصيات من الممثلين ومدى تأثرهم في كل دور قاموا به، وهذا يحسب لمصلحة المخرج، اما عن كيفية اخراجه للنص الذي اعتمد على المشاهد المختلفة والمتفرقة من ناحية المكان والزمان والشخصيات فكان في منتهى الترابط، ولا شعرنا باختلاف او فراغ بين هذه المشاهد بالاضافة الى انه لم ينس او يتجاهل ذكاء الجمهور، فكان التعامل مع الجمهور بكل واقعية ورقي.
أداء الممثلين
واعتمد المخرج صفر على طاقات شبابية واعية في الاداء والحركة المسرحية ومعظمهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، الذين لا نراهم غالبا في المسرح وذلك بسبب انشغالات الحياة، لكن مع عبدالعزيز صفر نرى ان طاقاتهم تتفجر وتقدم شيئا جديدا ومفهوما آخر للمسرح، ومن ابرزهم في هذه المسرحية الفنان الشاب ميثم بدر الذي ابدع في دوره وكان واقعيا جدا رغم فنتازية الدور التي جعلته مرتبكا ومتوترا وسكران.
لكنه اضاف نكهة جميلة للمسرحية بخفة دمه. اما الفنانة حنان المهدي فقدمت عدة شخصيات مختلفة، وكان من ابرزها بائعة الزهور التي اضافت ايضـا نكهة خاصة للعمل من خلال تجسيدها للدور.
اما الفنان الشاب عبدالعزيز بهبهاني الذي نعتبره وجها جديدا على خشبة المسرح، خاصة في التعامل مع المخرج، فكان موفقا واداؤه تميز بالعفوية وخفة الحركة بالاضافة الى انه يتميز بروح كوميدية عالية.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )