يرى الكاتب الصحافي حمود أبو طالب أن كراهية المجتمع السعودي للنقد، تقف وراء الهجوم الحاد على مسلسل «طاش ما طاش»، والذي وصل إلى نشر وانتشار قصيدة بذيئة تصف ممثلي المسلسل بأنهم «يهود وكلاب ومدمنو مخدرات!» وهو هجوم مدعوم من بعض القوى. واشار الكاتب في صحيفة «عكاظ» إلى أن «طاش» لا يكشف سوى رأس جبل الجليد من الفساد. وفي مقاله «طاش.. وفوبيا النقد» قال ابوطالب: «حين يكون النقد ثقافة غير مقبولة في المجتمع.. فإنه يمثل مأزقا كبيرا.. يساعد على استفحال مشاكله وانتشار الفساد والتعطيل في مفاصل حركته بحيث يظل قابعا في مكانه يحاول ستر عوراته الفاضحة، لا أكثر.. وعلى سبيل المثال، لو كان النقد الواضح متاحا لما تراكمت أخطاء فادحة أدت إلى ما وصلت إليه مدينة مكشوفة كمدينة جدة، لتنتهي بكل هذه الكوارث التي لم تكن لتحدث لو كان النقد قادرا على تناول أداء المسؤولين عنها. ولو كان النقد الحقيقي متاحا منذ زمن لما تراكمت واستعصت مشاكل كبيرة كالبطالة وأزمة السكن وتعطيل دور المرأة وكارثة الأسهم والديون الباهظة التي استعبدت بها البنوك رقاب المواطنين».
وتناول الكاتب الحساسية تجاه مسلسل «طاش ما طاش» لأنه ينقد بعض مرافق ومؤسسات وقال: «ناقشنا هنا كمثال انفجار شحنة كبيرة من الحساسية عنــدما ناقش مسلسل طاش ما طاش بعض السلبيات في مرفق القضاء، وعندما انتقد البنوك التي تتستر تحت رداء التعاملات الإسلامية، بينما هي تتساوى في السوء مع البنوك الأخرى، إن لم تكن أسوأ منها. الذين فجروا تلك الشحنة يحتمون ويتذرعون بعدم جواز التعرض للشريعة الإسلامية وأحكامها والقائمين على تنفيــــذها، وكأننا مجتمع مثالي كل ما يتم فيه يمثل الشريعــــة الإســــلامية على أكمل وجه دون أخطاء، وكأن البشر الذين يعملون في بعض المرافق ملائكة وليسوا بشرا معرضين للأخطاء والتجاوزات».
صحافية مصرية تتهم «طاش» بالوحشية والإساءة للحيوانات لسلخ الغزلان وشرب دمها
في سياق قريب كتبت الصحافية المصرية ناهد إمام في موقع صحيفة "الوفد" القاهرية، عن الإساءة للحيوانات في برامج تليفزيونية عديدة، وانتقدت في هذا الشأن أيضا مسلسل "طاش ما طاش" حيث تم في إحدى حلقاته سلخ غزالتين ثم شرب دمائهما، وقالت مجلة "أرابيان بيزنس" الإماراتية على موقعها: إن نشطاء الرفق بالحيوان وصفوا مشهد ذبح الغزالتين وسلخهما بـ "المقزز وغير اللائق، والبعيد عن الآدمية".
وأضافت الصحيفة أن النشطاء يطالبون بمقاطعة عدد من البرامج التليفزيونية التي تسيء للحيوانات، ومنها برنامج "هكشن" الذي تعرضه قناة "النهار"، وتقوم فكرته على مجموعة من المقالب المعتمدة بشكل أساسي على مجموعة مختلفة من الحيوانات التي يتم الإساءة إليها، واستخدام العنف في التعامل معها.
وقال النشطاء عبر صفحة على موقع "فيس بوك" خصصت لهذا الغرض بعنوان "مقاطعة برنامج هكشن" وانضم إليها المئات: إن البرنامج يرسخ فكرة استغلال الإنسان للحيوان، ويروج للعنف في التعامل مع الحيوانات المختلفة، واعتبار الحيوانات مجرد "أشياء".
وينص قانون العقوبات المصري (قانون 53 لسنة 1966) على معاقبة كل من يسيء إلى الحيوان ويستخدم القسوة معه، أو يقوم بقتله عمداً. ويقول تعالى في كتابه الكريم: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ" صدق الله العظيم.
كما يقوم النشطاء باتخاذ ما يلزم لرفع قضية على القائمين على البرنامج لمخالفتهم قوانين وزارة الزراعة المصرية.
من جهة أخرى اتخذ النشطاء الموقف نفسه تجاه برنامج "رامز قلب الأسد"، حيث يتم تخدير "أسد"، بنسبة معينة تجعله بين اليقظة والنوم، بينما يعاني أعراضاً مثل الدوخة، والصداع الشديد، والزغللة في العين، ويتم تخويف الفنانين بواسطته عن طريق الصدمة في المصعد.
وقامت إحدى الناشطات بالفعل برفع دعوى قضائية ضد رامز، ستُنظر في 28 أغسطس الجاري.