دمشق - هدى العبود
وحدها الفنانة ليلى سمور من استطاعت ان تطوّع كل دور يُسند لها وتجعله كالعجينة بين يديها، تؤديه وكأنه مفصل عليها تفصيلا، فكيف لا، وهي الفنانة المثابرة والموهوبة والتي تحمل شهادة في الأدب الانجليزي من جامعة دمشق.
عشقت ليلى الفن منذ كانت في المرحلة الابتدائية، فكانت تقلد كل ممثلة تشاهدها على التلفزيون أو في السينما أمام أهلها، وأصدقاء عائلتها، ونمت معها هذه الموهبة وبقي الفن هاجسها الدائم، الى ان تحقق لها هذا الحلم بعد ان احترفت أختها الكبرى فيلدا سمور الاعمال التلفزيونية مثل خليك معي، عندما تشرق الشمس، القدر، دنيا، رجال خلف القضبان، سرّي للغاية، القصر، أسياد المال، باب الحارة، جرن الشويش، الأجرب، مرايا، اختفاء رجل، بالاضافة الى عشرات الأعمال التلفزيونية الأخرى، معها كان الحوار التالي:
ما العمل التلفزيوني الذي قرّبك من جمهورك أكثر من غيره؟
يعود ذلك الى أول مسلسل تلفزيوني شاركت به بعد تخرجي من الجامعة مباشرة وهو «الميناء 22» حيث جسدت فيه دورا كوميديا جميلا فتح لي قلوب الناس ومنحني ثقة بنفسي وبطاقة للتواصل معهم، ومن هنا كانت انطلاقتي الفنية الحقيقية.
تميزك في الأعمال الكوميدية كان لافتا أكثر من أدوارك في التراجيديا وسؤالي عن مفهومك للكوميديا؟
الكوميديا، فن راق، ورسالته تصل بسرعة، وانا شخصيا أميل كثيرا لمبدأ الكوميديا الروسية التي تضحكني وتبكيني في الوقت نفسه، وهذه الكوميديا موجودة في سورية، كما في فيلم «رسائل شفهية» للمخرج الموهوب عبداللطيف عبدالحميد.
الكوميديا التي تعالج مشكلة إنسانية ومؤلمة، ومن خلال ذلك تولد الابتسامة بحس عفوي وبسيط، أما الحركات الهزلية والمفتعلة التي يستخدمها البعض من الفنانين ظنا منهم انهم يستطيعون إضحاك الجمهور فلا تثير عندي حتى الابتسامة.
شكلك الخارجي يوحي بالجدية، ولكنك في حقيقتك غير ذلك، فماذا تقولين؟
بالضبط، هذا الكلام صحيح مائة بالمائة، فالشكل الخارجي لا يوحي دائما بما في داخل الانسان، ولأسباب كثيرة أحاول ان أعطي نفسي هذا الانطباع العكسي عن شخصيتي درءا للمضايقات الكثيرة التي قد أتعرّض لها.
في بداية التسعينيات من القرن الماضي، شاركت بمجموعة من الأعمال التلفزيونية البدوية وتميزت بها، فكيف استطعت التغلب على اللهجة وانت المرأة الدمشقية؟
في الحقيقة ظهرت معي صعوبة اللهجة البدوية في بداية أعمالي التلفزيونية بهذا النمط من المسلسلات التلفزيونية البدوية ومع تكرار التجربة بدأت أمسك بناصية اللهجة تماما ولم أعد أشعر بصعوبة، حتى انني في مسلسل «خليك معي» البدوي أدّيت اللهجة كما لو انني من بيئة بدوية صرفة، وكذلك في مسلسل «الأجرب» الذي عرض في محطات عربية كثيرة ولكن بكل أسف لم يعرض حتى الآن في التلفزيون العربي السوري بالرغم من مضي سنوات عديدة على تصويره.
لك مشاركات عديدة مع مرايا الفنان العظمة وفي الوقت نفسه شاركت في عمل كوميدي مع المخرج السينمائي نبيل المالح وسؤالي، ما الفرق بين هاتين التجربتين من موقعك كممثلة؟
بالتأكيد هناك اختلاف كبير بين الأسلوبين، فأنا مثلا في «مرايا» الفنان الكبير ياسر العظمة مثلت ضمن اطار مرسوم بدقة لم استطع ان أحيد عنه، ولكن مسلسل المخرج نبل المالح «سري للغاية» كان الأريحية الممزوجة ببعض التعب الممتع لأن المخرج «المالح» يتيح شيئا من الارتجال والاضافة الى الدور كما يحرض الممثل على ابرازها في داخله لخدمة الشخصية وهذه المساحة من الاضافات التي يحتاج اليها الفنان أصلا هي التي تفرز الممثل الموهوب من غير الموهوب.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )