تشهد الساحة الفنية حالة من الزخم الفني لم تشهده من قبل من خلال انتاج أكبر كم من مسلسلات السير الذاتية بعد تحقيقها أعلى نسب مشاهدة في رمضان الماضي، مما دفع العديد من شركات الإنتاج للبحث عن أهم الشخصيات التي أثرت تاريخ مصر سواء على المستوى الثقافي او الفني او الاقتصادي لتقديمها في عمل فني ودخولها سباق المنافسة في رمضان المقبل.
وتلعب السير الذاتية دورا كبيرا في جذب الجمهور نظرا لحبه في معرفة أسرار تلك الشخصيات التاريخية مما يحقق عائدا كبيرا للشركات المنتجة، وخاصة أن التاريخ المصري مليء بالشخصيات التي لا يعرف عنها الجمهور كثيرا، في مقدمتها د.مصطفى محمود وطلعت حرب ونجيب الريحاني وبيرم التونسي وسيد درويش وبليغ حمدي بالإضافة إلى الشخصيات الدينية.
واتخذ الكتّاب دربا لكتابة السير الذاتية للكشف عن أسرارهم التي أضافت بصمة للتاريخ المصري كل في تخصصه والاعتماد على عنصر التشويق لعدم معرفة الجمهور بحياتهم الخاصة.
وعلى صعيد حياة د.مصطفى محمود، الشخصية المثيرة للجدل، قال الفنان أحمد آدم إنه يقوم حاليا بالإعداد للشخصية ومعرفة أهم الأسرار ونقط التحول في حياته، بدءا من طفولته وصولا إلى مرحلة الشك، موضحا أنه كان يحلم كثيرا بأن يقدم هذه الشخصية التي يرى أنه لم يتم تسليط الضوء عليها رغم أنه أثرى المجتمع المصري بغزارة علمه وقوة إيمانه بالله، مضيفا انها ستكون مادة دسمة وثرية بالخطوط الدرامية كونه بدأ حياته ملحدا وأنهاها صوفيا، وهي قمة المفارقة.
وقال السيناريست وليد يوسف انه انتهى من كتابة نصف حلقات مسلسله الجديد، والذي يتناول قصة حياة العالم د.مصطفى محمود، ويبلغ عددها 550 مشهدا، موضحا أنه بصدد أن يخوض به السباق الرمضاني المقبل.
ولفت إلى أنه انتهى من التسجيل مع عدد كبير من المقربين للعالم الراحل، منهم زوجته الأولى سامية وابنه أدهم وابنته أمل، وزوجته الثانية زينب حمدي والكاتب الكبير لويس جريس، والذين تحدثوا معه عن كل ما يخص حياة العالم الجليل الشخصية والعلمية والأدبية، كما انتهى من التسجيل أيضا مع نور الشريف وعزت العلايلي، اللذين قدما له فيلم «شلة الأنس»، كما قدم العلايلي له مسلسل «العنكبوت»، وسجل أيضا مع المخرج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي، الذي أخرج للعالم الراحل أحد أعماله المسرحية.
وقال ان المسلسل يستعرض علاقة الكاتب الراحل بمشاهير الأدباء والفنانين والزعماء العرب، حيث يتناول المسلسل قصة حياته منذ مولده عام 1921 حتى وفاته عام2009، ومن المتفق عليه أن يتم التصوير في عدة دول أفريقية وأوروبية وعربية، والعمل سيكون مليئا بالمفاجآت السياسية والأدبية والدينية التي لم يعرفها الجميع، خاصة أن حياة العالم الراحل مليئة بالتفاصيل الكثيرة والمثيرة.
وعن مسلسل رائد الاقتصاد المصري ومؤسس بنك مصر طلعت حرب، قالت المخرجة إنعام محمد علي انها تعقد جلسات عمل مع الكاتب محمد السيد عيد، لوضع الخطوط العريضة.
وأضافت انها تبحث حاليا عن البطل الذي يجسد دور حرب، لافتة إلى أنها تميل إلى وجه جديد حتى تستطيع أن تأخذه إلى تجسيد طلعت حرب بشكل حقيقي وليس مفتعلا كما حدث في كثير من أعمال السير الذاتية، مؤكدة أنها تبتعد عن النجوم في الترشيحات لأنها لا تجد المناسب فيهم الذي يتشابه أداؤه مع حرب أو يتشابه معه في شكله وبنيانه، وإن كان العيب في عدم اختيار النجوم هو صعوبة التسويق للقنوات الفضائية.
وحول تفضيلها لاختيار وجه جديد لتجسيد السيرة الذاتية لمؤسس بنك مصر، قالت إنعام إنها تتفاءل بهذا وهو ما حدث مع صابرين عند تجسيدها لأم كلثوم، كانت وقتها من الوجوه الشابة واستطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا بهذا العمل الذي فرق معها في مسيرتها الفنية.
وأشارت المخرجة إلى أن طلعت حرب سيعد التعاون الثالث مع الكاتب محمد السيد عيد في تقديم السير الذاتية بعد أن قدما «قاسم أمين»، من بطولة كمال أبورية، و«مصطفى مشرفة»، من بطولة أحمد شاكر.
وعن مسلسل «الضاحك الباكي» للفنان الراحل نجيب الريحاني، يبدأ الفنان صلاح عبدالله التصوير ومن المقرر دخوله السابق الرمضاني المقبل.
وقال الفنان صلاح عبدالله إن العمل تعرض كثيرا للتأجيل بسبب الظروف التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة، وكان قد تم الاتفاق مع الشركة المنتجة على القيام ببطولة هذا العمل منذ 3 سنوات، ولكن التعاقد الرسمي تم العام الماضي فقط، مؤكدا أنه متحمس لتقديم الشخصية لتعريف الجماهير بحياته وكل ما مر بها من أحداث، خاصة أن الجماهير لا تعرف عنه سوى أنه ممثل، وبالرغم من أنه أضحك الملايين، فإنه واجه في حياته الكثير من الأزمات والانكسارات التي لا يعرفها أحد.
وعن مسلسل «مداح القمر» لحياة الملحن بليغ حمدي، قال المخرج مجدي محمد انه استقر على الفنان عمرو واكد لتجسيد شخصية بليغ حمدي، مشيرا إلى أن واكد هو الممثل الوحيد المناسب للدور نظرا لوجود شبه كبير بينه وبين بليغ حمدي، كما أنه يملك موهبة العزف على البيانو ويلعب على الجيتار ومن السهل أن يتعلم العزف على العود.
ويروي المسلسل قصة حياة الموسيقار بليغ بدءا من دخوله عالم الفن وعلاقته بنجوم زمن الفن الجميل، وبينهم عبدالحليم حافظ، أسمهان، أم كلثوم، فريد الأطرش، وردة وغيرهم من النجوم الذين كانت لهم علاقة فنية أو شخصية معه.
أما عن مسلسل «أهل الهوى» للشاعر بيرم التونسي، فقال المخرج عمر عبدالعزيز انه انتهى من تصوير ما يقرب من ثلثي أحداث المسلسل، موضحا أن المسلسل لا يتناول قصة حياة بيرم التونسي فحسب كما يعتقد البعض، بل يتحدث أيضا عن حياة سيد درويش، ويتطرق للعديد من القمم الأدبية والسياسية التي عاصرت هذه الفترة، كما يتحدث العمل عن أحوال البلاد وكل ما دار فيها خلال الحقبة الزمنية التي عاش فيها التونسي وسيد درويش.
من جانبه، قال الفنان فاروق الفيشاوي إن هناك أسبابا كثيرة دفعته لقبول دور عظيم عن حياة عميد الشعر العامي، حيث انه من الشخصيات التي أثرت في الشخصية العربية بشكل كبير.
وقال الفيشاوي انه من أحد عشاقه ومريديه وقرأ كل أعماله عدة مرات، وكثيرا ما يعود لأشعار بيرم عندما يختلي بنفسه، موضحا ان كتابته تعبر عن حالنا الآن، فهناك قضايا وسلبيات في المجتمع باقية كما هي وكأنما كتب عنها بيرم هذا الصباح، وهذا يخلق حالة من التواصل مع التونسي تجعله مرافقا دائما لي وأعتقد أن هذا مفيد كثيرا في أداء دوره.