محمد ناصر
بدأ شهر رمضان وبدأ معه مهرجان المسلسلات في معظم الفضائيات العربية وسط عدة أمور طبعت مهرجان الدراما لهذا العام أولها دخول قنوات المسلسلات غير المشفرة ساحة المنافسة كقناة «الحياة مسلسلات» و«بانوراما دراما» وغيرهما ليقلقا ابرز محطتين في هذا المجال وهما أوربت للمسلسلات «س» وقنوات اي ار تي للحكايات المشفرتان.
أما ثاني الأمور المثيرة للانتباه فهو تقلص ظاهرة الحصرية لدرجة كبيرة فسابقا كانت كبريات المحطات تعمد الى دفع مبالغ طائلة للفوز بحصرية اعمالها وهو ما لم يحدث هذا العام لدرجة ان محطة mbc والتي عمدت الى تذكيرنا طوال العام الماضي خلال حملاتها الاعلانية لمسلسل «باب الحارة» الى انه سيبث بشكل حصري على شاشتها وفوجئنا بعدها بإعلان قناة الليبية الشبابية الفضائية بعرضه على شاشتها.
الأمر نفسه ينسحب على معظم مسلسلات الـ mbc الباقية، أما بالنسبة لمحطة دبي والتي تعتبر رائدة الحصريات وأول من ابتدع فكرة الأعمال الحصرية فاننا نجدها تشاركت مع تلفزيون الكويت في عرض المسلسل السوري «الحوت» ومع دريم في عرض مسلسل «في أيد أمينة» ومع قناة سكوب في عرض مسلسل «لعنة امرأة».
وثالث الأمور التي برزت في مهرجان المسلسلات لهذا الشهر هو السرية المطلقة والتكتم الشديد لمواعيد عرض المسلسلات فيجد المشاهد نفسه فجأة أمام عرض المسلسل دون ابلاغه مسبقا بمواعيد بث المسلسل، هذا على الرغم من طوفان الاعلانات في الصحف والمجلات التي تخبرنا بمواعيد المسلسلات ولكن معظم هذه الإعلانات يعطي توقيتا خاطئا تتعمد ادارة القناة وضعه لتقوم القنوات المنافسة لها بوضع مسلسلاتها على أساسه.
وعادة ما تتبع هذه الطريقة الفضائيات الكبرى والأساسية بينما تعمد الفضائيات الأخرى الى الالتزام بمواعيد المسلسلات التي أعلنت عنها.
وللبرهنة على المنافسة الشرسة الدائرة بين الفضائيات نشير الى ما حدث في أول يوم من رمضان بين قناتي mbc ودبي اللتين تبثان مسلسلين تاريخيين سوريين يتنافسان مع بعضهما بقوة الأول هو «باب الحارة» على mbc والثاني هو «الحوت» على دبي.
حيث اشارت الإعلانات التي نشرت ان «باب الحارة» سيبث في التاسعة مساء ودبي أعلنت ان «الحوت» سيبث في العاشرة مساء، ليفاجأ مشاهدو «باب الحارة» بقيام الـ mbc بتأخير موعد بث باب الحارة الى العاشرة مساء ليتضارب موعده مع مسلسل «الحوت».
وعندما فوجئت قناة دبي بخطوة الـ mbc أشارت الى نقل موعد مسلسل «الحوت» من العاشرة مساء الى التاسعة مساء لادراكها المسبق ان جمهور هذه النوعية من المسلسلات واحد ولترغيب المشاهدين في مسلسل «الحوت» لأن الجمهور سبق له ان شاهد باب الحارة وتعلق به وبالتالي سيفضله على مسلسل جديد آخر من النوعية نفسها.
فما كان من دبي إلا أن ردت الأمر لقناة الـ mbc، حيث وضعت اشارة في اعلى الشاشة اثناء بث مسلسل الساعة العاشرة مساء ان المسلسل التالي في الحادية عشرة ليلا هو في ايد أمينة «يسرا» على عكس ما سبق لدبي ان اعلنته من ان «صراع على الرمال» هو مسلسل الساعة الحادية عشرة.
فدبي تملك المسلسل البدوي الاهم لهذا العام وهو «صراع على الرمال»، اذ ستعمل المحطات المنافسة على تجنب عرض اي مسلسل بدوي في نفس توقيت عرض «صراع على الرمال»، وأرادت محطة دبي بذلك ان تستعمل سلاح ارباك المحطات الاخرى والذي سبق للمحطات المنافسة ان استعملوه ضدها.
أما لماذا تم تبديل موعد بث الحلقة الاولى من «باب الحارة» فهو بالتأكيد لا يخرج عن فرضيات المنافسة الشرسة لمسلسلات البيئة الشامية بين الفضائيات المتعددة.
هذه السرية التي ترافق مواعيد بث المسلسلات تحدث عنها احد المسؤولين في محطة فضائية بارزة قائلا: «عندما كان يتم الافصاح عن مواعيد بث مسلسلاتنا كنا نتورط في منافسة شرسة مع أعمال تعرض على قنوات أخرى بنفس التوقيت، ووصل الأمر في احدى القنوات الى اصدار تعميم اداري يهدد بفصل أي موظف يسرّب موعد بث أي مسلسل من مسلسلات القناة».
فلعبة الكر والفر هذه بغض النظر عن انها آتت اكلها أو لا فإنها تظهر أن المنافسة بين المحطات الفضائية وصلت لمرحلة تكسير العظم التي يستفيد منها المشاهد في معظم الاحيان.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )