- تمنيت حضور هبة مشاري وفهد العليوة وعبدالعزيز الحشاش في رمضان هذا العام حتى يضفوا على الدراما تنافساً شريفاً اعتدنا عليه
- الخلاف الذي حدث في تتر الأسماء لست طرفا فيه فأنا مسؤوليتي ككاتب واضحة
خالد السويدان
عبر الكاتب جاسم الجطيلي عن سعادته بالاصداء التي يحصدها مسلسله الرمضاني «توالي الليل»، مشيدا بالفنان الكبير سعد الفرج، معتبرا انه مدرسة وهرم فني يتعلم من نصائحه له، نافيا في نفس الوقت ان يكون له علاقة لا من قريب او من بعيد بمشكلة ترتيب اسماء الممثلين على تتر المسلسل، مشددا على انه يرفض ان يتدخل احد في كتابته دون الرجوع اليه.
«الأنباء» التقت الجطيلي فكان هذا الحوار:
لديك عمل درامي في السباق الرمضاني الحالي وهو «توالي الليل» الذي أخذ صدى واسعا لدى الناس خصوصا بمشاركة الفنان القدير سعد الفرج في العمل، كيف تصف لنا شعورك؟
٭ في البداية دعني أعبر لك عن مدى سعادتي أولا باقتران اسمي باسم هرم من الأهرام الفنية الكويتية وهو القدير سعد الفرج الذي أضاف لي من خبرته دروسا مهمة وضعتها نصب عيني، فهو مدرسة بالأخلاق والرقي في التعامل ولا يبخل عليك أبدا بنصحه لما هو في مصلحتك فنحن لسنا سوى تلاميذ في المراحل الدراسية الأولى أمامه.
وتابع: لله الحمد «توالي الليل» حاز إقبال واهتمام المشاهدين من خلال الرسائل المتعددة التي احتواها العمل وهذا ما لمسته من كل شخص هنأني وشد على يدي، لاسيما من أشخاص لا يجاملون ولاحظوا التطور بين أعمالي السابقة والحالية، فالعمل أخذ مني وقتا مناسبا في كتابة قصته وتجميع خطوطه ثم مرحلة كتابة السيناريو والحوار الى أن انتهيت من كتابة جميع حلقاته وأدخلناه للرقابة وأخذنا إجازة منهم لعرضه، بعدها سلمته للقدير سعد الفرج الذي بدأ بقراءته وأعجب به إلا أننا أجلنا تصويره تقريبا لمدة سنتين حتى نجد المخرج المناسب الذي يقرأ ما بين سطور الحلقات وبالفعل أعجب المخرج المبدع وأخي الغالي علي العلي بالنص وتحمس له كثيرا ووضع رؤيته الإخراجية الجميلة التي أظهرها للمشاهدين.
وبعد نجاح «توالي الليل» ألا تعتقد أنه وضعك أمام تحد جديد وصعب لما ستقدمه في الموسم القادم؟
٭ «توالي الليل» دافع يستفزني لتقديم ما هو أفضل، فإن لم أتعلم من أخطائي وأطور من نفسي بشكل مستمر وأستمع لنصائح من هم أخبر مني وأكون حصيلة جديدة ومختلفة للعمل الذي سأقدمه في العام المقبل فصدقني لن أشارك وأغامر بشيء لا يرقى لمستوى وطموح المشاهدين والدراما وأكتفي فقط بمتابعة كل ما هو ناجح ويستحق المتابعة على التلفاز.
يعني نفهم من كلامك أنك إلى الآن لم تحضر لعمل درامي جديد؟
٭ هناك مجرد أفكار بدأت بتجميعها ورسم شخصياتها لكن إلى الآن لم أصل «للثيمة» الرئيسية للقصة حتى أباشر بكتابة خطوط العمل والسيناريو والحوار، فالتأني مطلوب في هذه المرحلة حتى تتبلور الفكرة بشكل جديد ومختلف وأبتعد عن التشابه كما ذكرت سابقا، لكن لا أخفيك أن شركة الإنتاج المتمثلة برئيسها عامر صباح منحتني الثقة للتعاون فيما بيننا لتقديم عمل في الموسم الرمضاني القادم مع تقديم كافة التسهيلات الإنتاجية الممكنة.
لكن التوليفة الجميلة التي كونتها أنت مع المخرج البحريني علي العلي هل ستستمر؟
٭ لقد تشرفت بالعمل مع العلي في «توالي الليل» ولن أتوانى في تقديم عمل آخر يتصدى لإخراجه، فهو صاحب حس جميل في قراءة النص وما بين سطوره ولديه رؤية عميقة في الاخراج حتى في بداية تعارفي معه تحدثنا كثيرا فيما بيننا كيف سنقدم العمل للمشاهد وبأي طريقة، لذلك اهتممنا بالمشروع نفسه «القصة» والأحداث التي فيه دون التركيز كثيرا على التفاصيل كالاكسسوارات وغيرها ولي الشرف بأن يجمعنا عمل آخر.
ومَن من نجوم «توالي الليل» أحسست بأنه أتقن دوره بشكل لافت وشد انتباهك؟
٭ الجميع دون استثناء أتقن الدور بشكل ممتاز ولافت وعلى رأسهم العملاق الفنان الكبير سعد الفرج ولكن من الطبيعي ان تجد أن مهارات وإمكانيات كل فنان تتفاوت فيما بينهم، ومن أوصل منهم الإحساس الصحيح للشخصية بشكل متقن للمشاهد وأثنى عليه فتأكد أن رأيي شبيه لرأيه.
في ظل غياب الكتّاب هبة حمادة وفهد العليوة وعبدالعزيز الحشاش في هذا الموسم الرمضاني هل كان له أثر عليك؟
٭ الأسماء التي ذكرتها اعتز بها كثيرا وأفتخر بهم فهم قبل كل شيء أبناء وطني ونجاحهم من نجاحي واتمنى الخير لهم مثلما أتمناه لنفسي ويتمنونه هم أيضا لي وغيابهم شكل مساحة شاسعة في الدراما الخليجية، لاسيما أن كلا منهم لديه نكهة خاصة تميزه عن الآخر، وتمنيت حضورهم في هذا العام حتى يضيفوا للدراما تنافسا شريفا اعتدنا عليه ولكن غيابهم بكل تأكيد لظروف حالت دون مشاركتهم في هذا السباق الدرامي وانا متأكد أننا سوف نشاهد إبداعهم في الموسم القادم كما عودونا عليه وذلك لتمتعهم بالحس الدرامي الجميل الذي يشد المشاهد ويجبرهم على متابعة كل ما يقدمونه، فأنا لا أنسى اتصال اخي وصديقي فهد العليوة وتهنئته لي على عمل «توالي الليل»، فالذي يربطنا نحن جميعا ككتاب وبالذات في الكويت الروح الطيبة والتواصل المستمر البعيد عن التشاحن والبغضاء وهذه سمة جميلة ويجب أن تتأصل في قلب كل شخص فينا حتى يكتب لنا الله التوفيق ويبارك لنا في كل خطوة نسيرها.
هناك تقلبات متعددة في شخصيات «توالي الليل» ما السبب؟
٭ بكل بساطة حتى لا تصيب المشاهد بالملل من خط سير الشخصية، فالتحولات والتقلبات في عمق الشخصية ضرورية في كل عمل لتضفي نوعا من التشويق والتعقيد في الحبكة نفسها حتى تجعل المشاهد وتدعه يطرح عدة أسئلة ويفكر مع نفسه هل ستستمر الشخصية على هذا المنوال ام سيتغير خطها الدرامي بشكل غير متوقع وتتحول نمط شخصيتها لخط سير آخر يخدم الحدث، وهذا من وجهة نظري عامل أساسي من عوامل التشويق والإثارة أما استمرار الشخصية على خط سير واحد من أول حلقة إلى آخر حلقة فأمر ممل ولا يحمل أي مفاجأة لدى المشاهد ولا يضفي أيضا للواقع شيئا.
هناك اتهام بأن ما يطرح في «توالي الليل» ليس موجودا في الواقع ولاسيما مجتمعنا الخليجي؟
٭ صدقني واقعنا أشد قسوة من الذي طرحته أنا في «توالي الليل»، وما نقرؤه في الصحف اليومية عن عقوق الأبناء لآبائهم تصل إلى حد الشتم والضرب ومعاملتهم بأبشع الطرق التي تتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف وأيضا ما تطرحه بعض القنوات من مشاكل ومصائب تقشعر لها الأبدان وأيضا ما تحمله ملفات المحامين من مآس مؤلمة مرتبطة بعقوق الوالدين استفزني وآلمني كثيرا مما دفعني لإبرازها للجميع بأن الذي يحدث هو من الواقع وليس من نسج الخيال، لكننا للأسف في مجتمعاتنا نرفض تقبل بأن مثل هذه الأمور تحدث حولنا وكأننا نقيم الآخرين وفق معاييرنا ووفق ما نعيشه نحن دون النظر الى أن هناك غيرنا يعانون بشدة من محيطهم وبحالة يرثى لها، والذ لم يقتنع بمسلسلي يستطيع ان يقضي يوما واحدا فقط في أروقة المحاكم ليرى أن ما يحصل واقع وأشد قسوة مما طرحته.
كيف وقع الاختيار على اسم النص والعمل؟
٭ أنا من عشاق الشاعر الكبير بدر بورسلي ومتابع بدرجة امتياز لكل ما يكتبه ويطرحه سواء عبر الإذاعة أو التلفاز أو في أشعاره المغناة منذ المرحلة المتوسطة إلى وقتنا الحالي، فهو بالنسبة لي حصيلة ثمينة من القيم الجميلة الرائعة ومشاعر جياشة تستسقي منه عذب الكلام، وانا متواصل مع شاعرنا القدير بشكل مستمر وخصوصا بأن ابنه ثامر صديقي، فعندما استمع لأغنية كتبها تتكون في مخيلتي قصة جميلة مكتملة العناصر وتجدني مباشرة أهم في كتابتها، لاسيما في مسلسل «توالي الليل» الذي أخذت الاسم من مقطع أغنية «هذا أنا» ويقول مقطعها: «يا سيد الإحساس صوتك توالي الليل يناديني» وأيضا كوني من محبي شاعرة الكويت الراحلة موضي العبيدي عندما سطرت أجمل المعاني في الأمومة وهي ترثي ابنها الذي غرق في البحر فتقول: «يا بوسعيد عزى لمن ضاعت أرباه، قلبه حزين ودمع عينه يهلي، يسهر (توالي الليل) والنوم ما جاه، في مرقده كنه بجمر يملي»، ولا أعلم لماذا وجدت بين هذين المقطعين وقصة مسلسل «توالي الليل» علاقة وطيدة، لاسيما بأن مسلسلي يتحدث عن الأب الذي عانى من أسرته وفي نفس الوقت يحبهم رغم قسوتهم عليه.
هل توقعت نجاح «توالي الليل»؟
٭ كنت متفائلا جدا بالمسلسل قبل عرضه على المشاهدين، لاسيما أنه تمت تهيئة الأرض الخصبة لنجاحه من نص وإخراج وممثلين وانتاج على الرغم من أن الخوف كان حاضرا عندي بعدم تقبل الناس لهذه الفكرة.
أثير مؤخرا قضية «تتر» الأسماء وترتيبها في مقدمة «توالي الليل» ما رأيك في الموضوع؟
٭ الخلاف الذي حدث لست طرفا فيه فأنا مسؤوليتي ككاتب واضحة وهي كتابة نص مكون من ثلاثين حلقة بالسيناريو والحوار وحبكاته الدرامية ثم أسلمه لشركة الانتاج التي تقوم بدورها بإجازة النص لكي يعرض على الشاشة وهذا ما فعلوه بالضبط.
ما رأيك في عدم تسليم النصوص للفنان كاملة قبل البدء في تصوير أي عمل؟
٭ مثل ما قلت مسؤوليتي هي تسليم النص كاملا للشركة المنتجة التي بدورها اجازت النص من إدارة الرقابة ولكن هنا نقطة جدا مهمة في شأن هذا الموضوع وهي في الأخير وجهة نظري فقط ممكن لأي شخص ان يختلف فيها معي وهي توجه بعض الشركات بعدم تسليم الفنانين النص بطريقة كاملة وهذا يمكن لعدة أسباب اولها لضمان الا تٌسرب الحلقات وأيضا إذا انسحب الممثل من العمل وكانت معه الحلقات كاملة فمن الطبيعي سوف يهملها وتقع النصوص في يد أي شخص آخر من الممكن أن يسربها عبر عدة طرق.