- «أضع يدي في عين من يقول إن حجابي فيه شيء خطأ»
- لا أعرف ما إذا كان يناسبني دور الأم مع العلم أنه بعد سنتين سيصبح عمري 40 سنة!
- لم تكن عندي أخطاء في المجال.. ولا سمعة سيئة «لا سمح الله»
- بعد حجابي قالوا لي «مادام تحجبتي وخري».. وكان هناك فريق ضد قراري
- شهادة الماجستير في المسرح ودراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية لم تفيداني في شيء بالدنيا
- بعد أكثر من 22 سنة من حياتي عملت فيها بالمجال الفني بدأت من الصفر
- لا أحترم تحايلاً على الحجاب بالباروكة أو خصلة شعر تظهر.. فإما وضعه بطريقة صحيحة أو خلعه
- هناك ممثلات دخلن الدراما الخليجية وهن بنهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من أعمارهن وحصلن على بطولة
- تأثرت بعمرو خالد فقررت أن أضع الحجاب.. مع أن عائلتي أغلبها غير محجبات
- مثلما قلدوني «بقصة شعري الكاريه».. أتمنى أن أشجع البنات على الحجاب
- والدتي أصيبت منذ 7 سنوات بمرض سرطان بالرأس وتم قطع بعض الأعصاب بالوجه.. وأنا أتألم لألمها
- أتمنى العمل في وزارة الإعلام أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لأنني ابنة هذا البلد
- عبارات «يا قدمها غبار...» لا تزعجني وأرد عليهم بـ «طالعة من مصباح علاء الدين وحكوني».. بس «طالعة من أي مقبرة» تدخلنا في قلة الأدب!
لو كنا نحتاج لوصف هذا الحوار بصفة لكانت الصراحة والمصالحة مع الذات، فالفنانة سماح لم تقف صامتة أو خجلة من الإجابة عن أي سؤال، فالشفافية التامة والابتسامة لم تغب عنها مهما كان السؤال، في حوارها مع «الأنباء» تحدثت عن رغبتها الكامنة في ان يكون لديها طفل وانه لربما يكون الشيء الوحيد الذي «يحرق قلبها» على حد وصفها، ونفت أن تكون نادمة على فكرة عدم الارتباط، كما كشفت أنها فكرت في يوم من الأيام أن تتجه لتبني طفلة من دور الرعاية إلا أن القانون كان المانع لها، ولم تجد دافعا للخجل من التصريح بعمرها وأنها على أعتاب الأربعين، وتحدثت بمرارة عن مرض والدتها العزيزة التي بات يوجعها ألمها وهي عاجزة عن إيقافه، سماح تحدثت عن الكثير من المحاور والتفاصيل بدون قيود، ولكن بداية حديثها معنا كانت عن قرار عودتها للعمل بمسرح الطفل:
حوار: سماح جمال
لماذا اخترت أن تكون عودتك للجمهور من خلال المسرح؟
٭ لأنه مجالي ولانني بالأساس خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، والفن يجري في دمي وهو المجال الذي عشت فيه حياتي ومصدر رزقي الوحيد، ونهاية مشواري كانت من خلال المسرح سواء مسرح الطفل من خلال مسرحية «سندبات» أو مشاركتي في مهرجان المسرح المحلي الذي حصلت فيه على جائزتين كأفضل ممثلة، والمسرح تستطيعين أن تري فيه ردة الفعل بشكل مباشر مع الجمهور.
طوال تلك الفترة كانت هناك الكثير من العروض التي قدمت لك سواء لأعمال مسرحية أو درامية.. فلماذا اخترت العودة من خلال مسرح الطفل مع محمد الحملي بالتحديد؟
٭ خلال الثلاث سنوات الأخيرة حضرت كل أعماله التي كانت متميزة عن السائد مع كل احترامي لكل العروض التي تقدم والمجهود الذي يبذل فيها، ولكن بالفترة السابقة كانت ظروف عملي مختلفة تماما عن الآن سواء بالبيت أو العمل الذي كان يفرض علي ألا اعمل بشكل ظاهر إعلاميا ولكن الظروف في عملي مؤخرا جعلتني أعيد حساباتي وبات من الممكن أن أعود إلى المسرح مجددا.
خفت من العودة الى مسرح الطفل؟
٭ الجمهور الكويتي واع وفاهم، ومسرح الطفل يعتبر لكل الأسرة، ونضع في عين الاعتبار ما اذا كان الأطفال استمتعوا بما قدمناه أم أنهم ظلوا يركضون ويلعبون من الملل؟ وهل الأم والزوجة التي حضرت المسرحية انزعجت مني بما قدمته أو جرحتها بالحركات التي قدمتها على خشبة المسرح؟ فمسرح الطفل يختلف عن مسرح الكبار ولهذا استغرب جدا عندما أرى مسرح الأطفال يقدمه أشخاص غير مؤهلين لتقديم عروض على مسرح الطفل، فلا طريقة تعاملهم أو حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تؤهلهم لأن يكونوا قدوة لأولادنا.
لكن اليوم هناك ظاهرة منتشرة في الوسط الفني يقدم عليها بعض المنتجين باختيار فنانين للمشاركة في أعمالهم بناء على عدد متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
٭ هذه كارثة، وبالفعل هناك أشخاص يوجد لديهم أكثر من مليون متابع اليوم ولكنهم ليسوا اكفاء لنتابعهم أو حتى ننظر إلى حساباتهم، واللوم على أولياء الأمور الذين يسمحون لأولادهم بالدخول إلى هذه الأعمال.
محمد الحملي أعطاك حجمك الصحيح فنيا وماديا؟
٭ نعم، وأعطاني حقي وزيادة وبالاحترام، ولم أتناقش معه بالأمور المادية أبدا، وقال لي هذا السعر بالسوق ولم أسأل من ورائه لأنني وثقت فيه وكنت راغبة بتقديم مسرحية «أمينة» معه، ولكنني في نفس الوقت كنت خائفة من ظهوري ولم أكن أعلم كيف ستكون ردة فعل الناس تجاهي.
المتابعون لك طوال الفترات الماضية وكانوا يتابعون تصريحاتك بأنك ترفضين العودة لخشبة المسرح.. فوجئوا قليلا بالتغيرات التي طرأت عليك؟
٭ فعلا أنا لم أكن جذابة، وكنت مقتنعة 100% بأنني لن أعود إلى العمل بالمسرح، ولكن ظروف حياتي اختلفت.
ألا ترين انك كنت قاسية مع نفسك بعض الشيء، فالكثير من الفنانات اللاتي اتجهن إلى ارتداء الحجاب لم يمتنعن عن التمثيل أو الظهور كما فعلت أنت.. فلماذا؟
٭ لأنه قبل اثني عشر عاما من اليوم كنت انظر للأمور بشكل مختلف وكنت أمر بظروف، ولن أقول ان قراري كان بسبب ظروف صعبة أو مصيبة ما لا سمح الله، لأن حجابي كان قراري وحياتي تغيرت بعد هذا القرار وكنت احتاج لفترة ابتعاد حتى أعيد ترتيب حياتي وحساباتي.
نستطيع أن نقول ان الفن صعب حياتك خاصة أنك دخلت إلى الوسط في سن صغيرة نسبيا ووسط كل هذه المغريات قد تكونين ارتكبت بعض الأخطاء فلهذا قررت أن تكوني بعيدة عن الوسط الفني؟
٭ لم تكن عندي أخطاء في المجال، ولم يكن عندي سمعة سيئة لا سمح الله، والمجتمع لم يكن عنصر ضغط علي لاتخاذ أي قرار، خاصة أنني منذ البداية كنت متقبلة نفسي وعملي ومحبة للجو العام وكنت دائما أضع نصب عيني احترامي لنفسي وجمهوري في كل صغيرة أو كبيرة أقدم عليها، مع العلم أن المجتمع في تلك الأيام كان أكثر انغلاقا مقارنة باليوم، واليوم نحن نرى في حياتنا اليومية سلوكيات ومظهرا عاما لفئة موجودة في المجتمع أكثر جرأة إذا ما قارناها بالفنانات اللاتي تطالهن سهام النقد في معظم الأحيان.
كيف جاءت لك فكرة الحجاب؟
٭ تأثرت بالأحاديث التي كان يقولها الداعية عمرو خالد في برامجه في تلك الفترة واقتنعت، فقررت أن أضع الحجاب، مع العلم أن العائلة عندي اغلبها غير محجبات، فالأمر عندنا يخضع للقناعة، وكانت قناعتي بعيدا عن أي ضغوط، وحتى يومنا هذا مقتنعة به تماما، رغم أن البعض قال انني سأتنازل ويبدأ التزامي بالحجاب يقل شيئا فشيئا إلى أن اخلعه، ولكنني أحب أن أؤكد أنني أحب حجابي وملتزمة به واحترم نفسي فيه، وكما كنت في يوم من الأيام في مسرح الطفل «قاصة شعري كاريه» وقلدوني، أتمنى اليوم «بإذن الله» أن أشجع الفئة التي في عمر الحجاب أن ترتديه.
لماذا تأثرت بعمرو خالد لهذه الدرجة؟
٭ لأنه بسط الأمور ولم يحلل ويحرم على كيفه، وليس كمن نراهم اليوم على سبيل المثال على موقع التواصل الاجتماعي ـ انستغرام ـ نراهم يقدمون نصيحة في الدين حتى ولو كانت صحيحة وفي محلها تجعلنا نرفضها ونضعهم ـ بلوك ـ بسبب أسلوبهم المنفر في تقديمها، ولكن عمرو خالد في وقتها دخل قلوب كل الشباب ولم ينفرنا وجعلنا نحب ديننا ونقترب منه أكثر، ولا ننسى ان الشكل يلعب دورا فهو ظهر بطله أنيقة جعلت الشباب لديهم رغبة في تقليده خاصة أن فئة الشباب تضع أهمية كبيرة لعنصر الشكل، وتأثرت به وأحببته وليومنا هذا أتابعه.
كيف كانت ردة فعل الوسط الفني على قرارك بارتداء الحجاب؟
٭ كان هناك أشخاص مع هذا القرار وآخرين ضده، وهناك فريق من الوسط الفني كان مع ارتدائي الحجاب والابتعاد عن الوسط الفني، وقالوا لي «مادام تحجبتي وخري».
قالوا ذلك من باب المنافسة التي كنت تشكلينها عليهم؟
٭ لا مجال للمنافسة بيننا، وليسوا حتى من جيلي، ونصيحتهم لي بالابتعاد ليست لسوء في المجال، خاصة أن الوسط الفني حاله كحال باقي المجالات يوجد فيه «الزين والشين» كالأطباء أو المهندسين أو المدرسات.. وفي النهاية كل شخص هو من يفرض احترامه، وإنما كانت من باب الا يكون قبولي للأعمال لمجرد الظهور والتواجد في الوسط خاصة أن الحجاب لم يكن منتشرا في المجال، وكان من الصعب أن يتقبلني الجمهور بحجابي في تلك الفترة وبعمري الصغير في أدوار أم مثلا، لأنني عادة كنت ألعب شخصيات الفتاة الصغيرة «الشيطانة» وحتى بيني وبين نفسي لن اقبل أن تكون أدواري الفتاة الطيبة التي تدخل الجنة في النهاية لأن هذا النموذج البشري غير موجود في الواقع، وبالفعل ابتعدت.
توقفك عن العمل في المجال الفني كانت له تبعات مادية خاصة انه كان في تلك الفترة مصدر رزقك الوحيد؟
٭ قمت بدراسة دبلوم إدارة أعمال وتوظفت في شركة.
بدأت حياتك مجددا من الصفر؟
٭ صحيح، مع العلم أنني احمل درجة الماجستير في المسرح، ولكن فعليا لم يفدني في شيء بالدنيا، وهذه الشهادة لم تفدني بالتوظيف لأنني غير كويتية، والوزارات والجهات الحكومية إذا تعاقدت معي فسيكون ذلك من خلال عقد داخلي وبالتالي لن تكون لدي إقامة أو راتب عال حتى استطيع أن أضع إقامة والدتي علي، مع العلم أنني منذ أن كان عمري 5 سنوات وأنا اعمل في وزارة الإعلام وتدرجت في تقديم برامج الأطفال ثم المسلسلات الهادفة وبرامج ومسرح الطفل، وبعد الغزو ظهرت في مسرحية، اي أنني من (1982 حتى 2002) أكثر من 22 سنة من حياتي عملت في مجال الإعلام، وكان هذا قراري الذي كان يجب أن أتحمل نتائجه، وهناك أمور اعترف بأنني خسرتها أو لنقل أنني فقدتها فكان من الممكن أن تجعلني أعيش حياة أفضل، ولكنها جعلتني اكتسب صفات شخصية قوتني وأصبحت أؤمن بأنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل وكل شيء بالإرادة من الممكن أن يكون.
ما أكثر ما آلمك في هذا القرار؟
٭ ابتعادي عن أكثر شيء أحبه في حياتي، فخشبة المسرح تعني لي الكثير، وأنا أعيش مع والدتي «أطال الله عمرها» وأسرتي كبيرة ولكنهم يعيشون في دول مختلفة، ووالدي متوفى وأنا غير متزوجة ولا يوجد عندي أطفال، وبالتالي لا يوجد عندي أي هدف سوى التمثيل ولا مستقبل سواه.
وكأنك تعرضت لمحاولة لي ذراع فقررت ترك كل شيء؟
٭ بل خفت من الحجاب مع التمثيل، وخفت من الدين ورأي الناس وكل شيء تقريبا، فعندما نبدأ بالاتجاه ذي الطابع الديني بعض الشيء يكون الإمساك به بزيادة بعض الشيء، وكنت في البداية ملتزمة جدا ولكنني اليوم بت أقل، مع العلم انه كان قراري ورغبتي وليس بضغط من أحد.
برغم ابتعادك عن الوسط الفني إلا أنك لم تنقطعي عن الإذاعة؟
٭ صحيح، وقد تكون فترة الأشهر التسعة الأولى فقط التي توقفت فيها الحياة ربما بصورة كاملة، ولكن كانت العودة مجددا من خلال برامج الإذاعة والمسلسلات أيضا، وكان هذا هو المتنفس الوحيد الذي أخرج من خلاله كل طاقتي التمثيلية، فحتى لو كان الدور بسيطا أعمل على الشخصية، وكان بأحد الأعمال التي جمعتني بالفنان والمخرج يوسف الحشاش في الإذاعة قال لي انه عاش المشهد وكأنه يشاهده في التلفزيون وليس في الإذاعة من شدة دخولي في الدور، فالإذاعة هي المكان الذي احتواني في الوقت الذي ابتعدت فيه عن كل شيء بكل من فيها من زملاء ومسؤولين، فأنا في بيتي وحيدة ووالدتي مريضة واهتم بها وأقوم بالواجبات المنزلية المطلوبة فقط، وشغلي في الشركة هو أمر مجبرة عليه ولا أعشقه لأنه يجب أن تكون عندي إقامة وراتب شهري، ولكن المكان الوحيد الذي «ألبس له وأتمكيج له وكأنني رايحة أواعد أحدا هو الإذاعة».
كانت عندك مجموعة من المحظورات التي وضعتيها لنفسك في مسألة الجمع بين الحجاب والتمثيل.. وفي الوقت نفسه لديك المعايير الفنية التي تمنعك مثلا من ارتداء الحجاب في المشاهد داخل المنزل على سبيل المثال، فهل قد نراك تضعين «باروكة» كما فعلت بعض الفنانات؟
٭ لا أحترم أي تحايل على الحجاب سواء بالباروكة أو خصلة شعر تظهر أو «توربان واصل لنصف الرأس» هذا لا يجوز ومن الأفضل أن تخله أو تضعه بطريقة صحيحة، وهناك بعض الأشخاص الذين يعترضون على طريقة وضعي الحجاب، ولكن شخصيا قناعتي أنه مادام الوجه والكفان فقط هما الظاهران ومادامت رقبتي وشعري لا يظهران فأنا ملتزمة، وقد تكون هناك بعض الملاحظات فيما يخص ملابسي وهناك أخطاء ومع الوقت الله يهديني وأتركها، ولكن «أضع يدي في عين من يقول إن حجابي فيه شيء خطأ» على الرغم من كل التلوين الذي أقوم به.
عودتك للوسط الفني بهذه القوة لم تفتح العداوات مع البعض؟
٭ بالعكس، فالترحيب بعودتي كان كبيرا للغاية، فالفنانة أحلام حسن زارتني، وكلمتني الفنانة هدى حسين وباركت لي عودتي، وكذلك هند البلوشي، وباسمة حمادة، وفاطمة الصفي.. والفنانة شيماء علي قالت لي: «الفال للتلفزيون وان شاء الله أول يوم تصوير أذبح لچ خروف» وهي من الفنانات اللاتي عملت معي في بدايتها الفنية، فهذا الكلام من نجمة ومن نفس عمري ليست فقط واثقة من نفسها بل أكثر من ذلك وهي تحب لي الخير، وكل هؤلاء هم نجوم الساحة وهم المستقطبون للجمهور من مختلف الفئات العمرية، وإذا كنت سأرد للوسط الفني وأنا خائفة وكان هذا هو استقبالهم، فبالطبع سأدخل بقلب أبيض وأنا مرتاحة، وبالنهاية نحن متنافسون ولكننا لسنا أعداء.
ألم تصل لك حتى بعض الأحاديث التي قد تستكثر عليك عودتك بهذه القوة وبعمل تشاركين في بطولته بعد فترة التوقف الماضية؟
٭ نعم، ولكن مادام لا يضرني أو يهينني أو يحضرون العمل ويهمشونني مثلا فهذا قد يجرحني، وهذه النماذج هي التي أخاف منها وأبتعد عنها.
وقعت معه للموسم المقبل؟
٭ لا، لأنه أولا شكلي لا يتناسب مع كل الأعمال، ثانيا محمد الحملي في كل موسم لديه طلة خاصة بالعمل الذي يقدمه ودائما هناك بطل جديد، في كل عرض يقدمه.
هناك اتفاق مع احد الفرق الأخرى؟
٭ مستحيل أوقع من الآن للموسم المسرحي المقبل، فمازال الوقت مبكرا، وأفاجأ بعض الشيء من أن عقد المسرحية والمسلسل معا، فهذا الأمر صعب بالنسبة لي، وحتى الآن لا اعلم إذا كنت سأعمل بالتلفزيون أم لا، خاصة أن هناك بعض العروض التي قدمت لي وأرى أنها لا تناسبني، أو قد تحتاج عمرا أكبر بعض الشيء، ولا اعرف إذا كنت مازلت امتلك اللياقة والقبول التلفزيوني المطلوب، وهل امتلك اللياقة للتلوين بكل طبيعية بحركات وجهي، ففي حين أنني لن أقدم دور الفتاة الصغيرة لا اعرف إذا كان يناسبني أن أقدم دور الأم مع العلم أنه بعد سنتين سيصبح عمري 40 سنة ومن الطبيعي أن يكون عندي ابن عمره 20 عاما.
ألم تندمي على بعض القرارات التي اتخذتها في حياتك؟
٭ نعم، هناك بعض القرارات التي تسرعت في اتخاذها.
ندمت انك تركت التمثيل؟
٭ ندمت لأنه في النهاية اليوم عدت إليه مرة أخرى، ولو كنت وقتها أكملت في المجال لكان الناس تقبلوني منذ اثني عشر عاما، وكنت كبرت مع الجمهور وبات الأمر طبيعيا وهذا أسهل من أن يتقبلوني اليوم.
تزعجك عباراتك «شخباري سماح...»؟
٭ لا عبارات «يا قدمها، غبار...» لا انزعج منها وارد عليهم بعبارات فكاهية مثل «طالعة من مصباح علاء الدين وحكوني...»، ولكن عندما تصلني تعليقات مثل «طالعة من اي مقبرة.. هنيه تدخلنا في قلة الأدب» وبالنهاية أنا عمري «مو بـ 90»، والدليل أن هناك ممثلات دخلن في الدراما الخليجية وهن بنهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من أعمارهن وحصلن على بطولة.
الم تندمي على انك لم تتزوجي حتى ولو كنت انفصلت بعد ذلك.. ولكان عندك اليوم أولاد؟
٭ لم أندم على قراري بعدم الزواج، ولكن محروق قلبي على «ياهل وايد وأكثر شيء يعورني أنني لا يوجد عندي طفل»، فالولد في البيت «ونس» وتكوني مسؤولة عنه وتخرجي طاقتك فيه.
ألم تفكري أن تتبني طفلا؟
٭ لا يعطيني القانون في الكويت الحق في التبني، وسألت في دور الرعاية وكنت أريد تبني بنت، وقالوا لي انه لا يجوز وأنهم يخافون أن آخذ الولد في يوم من الأيام وأسافر خارج الكويت، فلا يجوز لأنها ستكون حاصلة على الجنسية الكويتية.
تفكرين بالزواج حاليا.. أم انك أغلقت الباب؟
٭ لم يكن هناك نصيب ولا توجد كلمة أخرى أستطيع أن أقولها غير ذلك، وإذا وجدت الشخص المناسب فسأفتح الباب.
كيف حال والدتك حاليا؟
٭ أصيبت من 7 سنوات بمرض سرطان بالرأس وتم قطع بعض الأعصاب بالوجه وبالتالي بات هناك شلل في بعض الأجزاء بالوجه والعين، وفقدت السمع وأصابها سرطان بالغدد اللمفاوية والصدر، ولم تكن مريضة قبل هذه الأزمة وبات عندها سكر وضغط وتصاب بفقدان توازن، ووالدتي متقدمة في العمر في السبعين من عمرها.
تتحملين مسؤولية صعبة؟
٭ اجل، لأنها ماما وعشت معها طوال عمري، ولا يوجد عندي غيرها في حياتي، وهي شريكتي في تفاصيل حياتي كل يوم، وعلاقتنا جدا قوية وليس فقط لأنها أمي بل هي كل شيء في حياتي، وباتت أغلب حياتي لم اعد أرغب أن أراها تتألم.
عانيت من كونك غير كويتية؟
٭ أنا سورية الجنسية وولدت وعشت حياتي في الكويت، وفي الوسط الفني لا توجد تفرقة بين الكويتيين وغير الكويتيين، وحتى إذا كانت هناك اعتبارات أخرى فهي من حقهم، وبحكم أنني ابنة هذا البلد ومثلته في أكثر من مهرجان وأكثر من مكان وبحكم شهادتي ودراستي تمنيت من وزارة الإعلام أن تقدرني مثلا وتوظفني فيها أو في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأتوجه إلى م.علي اليوحة بأنني أتمنى العمل في المجلس خاصة انني كنت في يوم من الأيام من موظفي العقود الداخلية وكانوا يسمونني زملائي هناك «فراشة المجلس» لأنني كنت اعمل في كل شيء، وأتمنى العمل مجددا ومحاولاتي مازالت جارية.