-
«الكويت بلد الإنسانية» برنامج إذاعي بالفصحى.. وأنا متاح مجاناً لأي عمل إنساني
-
جديدي فيلم مصري ولن أقبل دوراً يشوه سمعة بلدي
-
الفخراني أفادني بفكرة تقليد شارون.. و«العم صقر» تراجيدي بالكامل وبعد إنجازه ذهبت لطبيب عيون
-
لم أتناول التونة تعاطفاً مع حملة «خلوها يخيس»!!
-
طريق المحاكم أصبح أسهل من طريق السوق.. و للأسف ثقافة جمهور المسرح تغيرت
كتبت: أميرة عزام
لم تكن استضافة النجم القدير داود حسين في «ألو الأنباء» عادية، حيث استقبل بوحسين كما هائلا من اتصالات القراء ونجوم الفن والاعلام، والذين عبروا عن حبهم له ولجميع اعماله الكوميدية التي قدمها طوال مشواره الفني.
ومن جانبه لم يبخل بوحسين بالإجابة عن جميع الاسئلة التي طرحت عليه، كاشفا عن العديد من الأسرار في مسيرته الفنية ورؤيته للساحة الكويتية، كما تطرق الى اهمية العمل الانساني وعمله سفيرا للنوايا الحسنة، اضافة الى أدواره السينمائية في مصر ومسلسل «العم صقر» وأسباب رفضه لبعض الاعمال العربية والمحلية، ودور الكتاب الجدد في الدراما الحديثة، والعديد من الامور الشائقة، فإلى التفاصيل:
حسن: ما هو جديدك الآن؟
٭ أعمل حاليا على تسجيل حلقات «الكويت بلد الإنسانية» وهو برنامج اذاعي، عبارة عن سرد وثائقي درامي، يقدم بالفصحى، بعد شوق طويل للتحدث بها، فأنا من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ومن المحظوظين الذين تتلمذوا على يد كبار الأساتذة مثل د.أحمد عبدالحليم ود.طارق عبداللطيف ود.سعد أردش وغيرهم.
وماذا عن السينما؟
٭ اتفقت على فيلم مصري جديد ولكن إلى الآن لم أوقع.
بما أنك لقبت سفيرا للنوايا الحسنة.. ماذا قدمت من اجل هذا اللقب؟
٭ في هذا الجانب، كنت اتمنى تقديم بعض المشاريع الفنية، وأبديت استعدادي لتقديمها مجانا، على أساس أن تقدم الجهات الأخرى امكاناتها من تصوير وخلافه، وها أنا ذا أعلنها من «الأنباء» مرة أخرى أني «متاح مجانا» في حالة العمل الإنساني، وأنا رهن الإشارة الوطنية والإرشادات التوعوية.
بدايتك كانت مع العملاق عبدالحسين عبدالرضا ثم افترقتما!
٭ هذا الانسان له فضل كبير علي في الامور الفنية والحياتية، فقد كان يعطيني نصف الأجر عن العمل الفني والنصف الآخر يخبئه ليشتري لي عقارات، ولذلك فهو بمنزلة الأب الروحي، ولو طلب مني ابوعدنان أن أبيع تذاكر عنده بالمسرح ما عندي مانع!
ضيف شرف
رأيناك في الأعمال المصرية في فيلمين كضيف شرف وليس كدور أساسي.. لماذا؟
٭ لكل إنسان قناعته ووجهات نظره وأحترم كل وجهات النظر، ولكن الفيلمين «على جنب يا اسطى» و«عندليب الدقي» كان دوري فيهما مؤثرا بحيث إذا مسحت الدور يتأثر العمل، ووافقت عليهما لأنني كنت ابحث عن الانتشار مصريا وهو ما يجعلني انتشر عالميا، ولا ننسى أن مصر بها كمية كبيرة من الفنانين وربما يكون الاقتناع عند الجمهور المصري بالفنان الخليجي منحصر.
أحيانا بعض الأدوار للفنان الخليجي في الأعمال المصرية تنحصر في مقامر أو خائن أو زير نساء.. فلماذا ترسم هذه الصورة من قبل معظم الكتاب في مصر؟
٭ عندما عرض علي الكاتب فتحي الجندي دوري في مسلسل «يا أنا يا أنتي» وجدت الشخصية تتعرض للنصب، سألته «لماذا تجعل الخليجي لا يفهم او بصورة غير مشرفة ونحن لسنا كذلك؟»، ففي النهاية انا مسؤول ومساءل كفنان ولست مقتنعا بهذا الدور ولن اقبل أي دور يشوه سمعة بلدي، فأخبرتني المخرجة بأن أغير بالنص كما يحلو لي، وجلست مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله في مهرجان المسرح بالشارقة وتوصلنا الى فكرة المصري الذي يعمل في الكويت لفترة طويلة ثم يعود ليجد الآخرين ينسبونه إلى الكويت نتيجة لاكتسابه العديد من كلمات اللهجة الكويتية، وأضافت المخرجة لهذه الفكرة أن أكون في النهاية ضابط للانتربول الكويتي الذي يتعاون مع الجانب المصري في حفظ الأمن، وهنا اصبحت راضيا ومقتنعا بالدور، أما ظهوري في أدوار الكباريهات أو مشوها لسمعة بلدي فلن أقوم بها.
تعودنا عليك في الأدوار الكوميدية.. ولكن هل فكرت أن تمثل الأدوار التراجيدية؟
٭ هذا العام مثلت «العم صقر» ولكن المنتج باع العمل لـ «osn» ليتم عرضه قبل رمضان، وكنت اتمنى ان يعرض هذا المسلسل بالذات في رمضان ليكون اكثر انتشارا.
كثير من النقاد يعتقدون انك لن تخرج عن الكوميديا؟
٭ اذا أديت تراجيديا، فلابد ان اخلق صدمة للمشاهدين، ومع ذلك فإن أعمالي لم تخلُ من الدراما، ففي «درويش» و«الفطين» مساحات واسعة من التراجيديا ولكن كعمل تراجيدي كامل هو فقط «العم صقر».
من ضمن المشاهد الصعبة التي تعرضت لها حركة العيون اثناء تمثيل دور الأعمى في «العم صقر».. حدثنا عن ذلك.
٭ في البداية فكرت في عدسات غريبة الشكل ولكن لم يعجبني الامر لأنه مكرر من زملائي مسبقا، فاضطررت الى ان أصعد عيني 30 حلقة كاملة، واضطررت بعد المسلسل ان اذهب لطبيب عيون لتعب عضلات العين، وظللت أمارس بعض التمارين حتى تحسن الوضع.
«تذكرة داود»
محمد: ما اكبر مشكلة ممكن ان تواجه الفنان؟
٭ حينما يفهمه الآخرون بصورة خطأ وتترجم كلماته الى معان اخرى لم يقصدها، فمثلا مسلسل «تذكرة داود» تم الحكم علي فيه بـ 500 دينار غرامة، وقالت «الرقابة»: «لماذا لم تعرضه علينا؟»، وقد انتهينا من التصوير قبل عرض المسلسل بيوم واحد، فمن الذي يمكنه مشاهدة 30 حلقة في يوم واحد؟ ولذلك قلت ان «الرقابة ما تنصفني»، وبالنسبة لحديثي عن مسلسل «سيلفي» لم اقصد نهائيا التقليل من مجهود زميلي الفنان ناصر القصبي، فهو اخي وصديقي وأحبه وأتمنى له الخير.. وأرجو الا يفهمني الناس خطأ.
«عدوك ابن كارك».. هل تؤمن بهذا المثل؟
٭ من يحفر لك ربما تخاف منه ولكن زملاءنا هم أصدقاؤنا ونلتقي معهم في المناسبات.
اذكر لنا موقفا تأثرت به وهممت من اجله؟
٭ أذكر عند وفاة مسؤول فلسطيني كان يعمل في الكويت اسمه «فيصل الحسيني»، فقام البعض في فلسطين بحرق العلم الكويتي، وهو ما أحرق قلبي، ثم صادف في احدى المناسبات بالاردن سألني فلسطيني بتهجم: «ماذا فعلتم للقضية الفلسطينية كفنانين خليجيين؟»، وكان ذلك بحضور الفنان يحيى الفخراني، فقلت «انا فنان كوميدي وأي دور كوميدي سيسيء للقضية ولن يخدمها»، وحينها أفادني الفخراني وانا ممتن له حين قال لي: «داود انت بتقلد كويس اعمل كوميدي قلد شارون 30 حلقة»، وفي اللحظة نفسها هممت وكتبت 5 حلقات ليجري استكمالها لاحقا.
بمناسبة السوق.. هل انت مع حملة «خلوها تخيس»؟
٭ نعم انا مع الشعب في كل شيء، ومن شدة التعاطف مع الحملة لم أتناول علب التونة التي في المطبخ من قبل قيام الحملة بفترة.
فقدنا «حب ومطب» و«خذ وخل».. فلماذا لا نرى عملا يوثق التعاون بينك وبين الفنانين من ابناء جيلك؟
٭ كنت جالسا مع هاني الطباخ وجعلته يشاهد عملا لي مع طارق العلي وولد الديرة وانتصار، فتعجب من جمال الصورة التي تجمع هذه النخبة، فقد كان هناك بساطة و«وناسة»، وأمنيتي ان اجد النص الجيد المتعوب عليه، والإنتاج الذي يوثق هذه المرحلة، وأشكر هذه الفكرة لكم، ولكني اتمنى ان اعود لنص يجعل من ابو عدنان الأب الروحي لنا ونحن جميعا في ظله.
تألقت مع الفنان الراحل محمد الرشود.. فما سر ذلك؟
٭ كان العمل مع الرشود «رحمة الله عليه» من اجمل الفترات، وكان يدفعنا لمزيد من التألق، فمثلا في «ارض وقرض» أخذني على انفراد في مسرح الدسمة واخرج «شيكا» بـ 500 دينار، فتعجبت وقلت له: «ولكني لم أسألك أن تدفع لي أجري؟»، فقال: «هذا ليس أجرك، هذا لأني أخوك وأحبك وانت شاطر وتأتي حافظا للنص بحذافيره»، وهو ما أعطاني دافعا كبيرا لأن آتي في اليوم التالي «مكسر الدنيا»، وأشكر له جانبه الإنساني في التحفيز، وحرصه على الحالة النفسية الجيدة للممثلين.
هل افتقدنا الكتاب بعد مرض عبدالأمير تركي ورحيل الكثيرين؟
٭ كتاب الجيل الحالي ليسوا بنفس العمق، فالنتائج تماما مثل فقاعات الأغاني، والمشكلة تكمن حاليا في ثقافة المشاهد، فالطفل كان يذهب إلى المسرحية ليستزيد من ثقافتها، والآن اصبح الانشغال بالتصوير مع الممثل بعد العرض أكثر اهتماما لديهم من رسالة العمل ذاته.
التوسع الإنتاجي
نور: كيف ترى مستقبل السينما في الكويت؟
٭ تعودنا في كل عيد أن نرى فيلما قصيرا وأرجو أن تستمر هذه العادة، وأشد على أيدي الشباب لأن الكويت في العيد الوطني وعيدي الفطر والأضحى تنشط سياحيا، وعرض الافلام في هذه الفترات مناسب جدا وبداية للتوسع في الانتاج.
سمعنا من بعض البنات «الكومبارس» عن مواقفك الانسانية معهن، بأنك تحضر لهن الطعام وسيارة لتوصيلهن!
٭ اذا صارت الساعة 11 ومازلن في العمل فيستحيل ان يعدن بمفردهن، وهو نظامي الذي يعلمه الجميع، فلابد أن نوصل البنت لأهلها ولا تتحرك السيارة حتى تتصل بأنها وصلت غرفتها.
فجر: دورك بـ «العم صقر» كان رائعا فما دورك القادم؟
٭ جار قراءة النصوص للاختيار، ويمكنك متابعة «الأنباء» لمعرفة الجديد، لأن «الأنباء» مكاني وعملت محررا بها في بداياتي.
الطفل فواز العنزي: انا من أشد معجبينك خاصة في دور الفطين..
٭ هل خفت من عيوني؟
لا بل أحببتها ولكن اعتقد أنك كنت قاسيا على حمد أشكناني!
٭ الدور بحسب ما ألفه الكاتب ولست أنا.
اشعر بأن الدور «الشري» يليق بك اكثر ولذلك احب ان اراك في دور اكثر شرا المرة القادمة.
٭ نعم وستجده مختلفا المرة القادمة.
صفية مهدي: تعودنا على مسرحياتك المميزة فمتى تقدم لنا مسرحية؟
٭ ليس الآن ربما في فبراير او العيد القادم.
وكيف لي أن اعرف؟
٭ اقرئي «الأنباء» وستعرفين الأخبار أولا بأول.
من اذاعة الكويت أسماء وجاسم: سعداء أن نتواصل معك بهذه المداخلة ولكن أحببنا أن نسلم عليك ونأخذ منك وعدا ان تزورنا.
٭ بكل سرور يسعدني وقريبا اكون معكم.
نواف الشطي: سمعت عن مواقفك النبيلة والإنسانية من طارق الشمري في النظائر فأحببت أن أشكر لك ذلك.
٭ طارق اخي وله وقفات إنسانية رائعة وأرجو أن أعود وأشاركه بعد العاصفة وعش الزوجية اذا وجدت النص المناسب.
الخالد: كل الاحترام والتقدير لداود على واجبه الوطني
في مداخلة هاتفية أكد القارئ علي الخالد أنه لا يحمل سؤالا للفنان داود حسين ولكنه وجه بعض الكلمات المؤثرة قائلا: داود هو اول فنان كويتي وعربي وصل الى جمهوره في سابع يوم من الغزو الغاشم بتسجيل «دجال دجلة» ولذلك نكن له كل الاحترام والتقدير على واجبه الوطني الذي يحسب له، وللعلم انا سني وربعي شيعة وكلنا نحب الوطن ونحارب الفتن، وتعجبني أخلاقك في الرد على الآخرين بمواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه قال داود حسين: الفنان عند الشدة يتحول إلى جندي ليخدم بلده من خلال مجاله فلست خبيرا بالقنابل والأسلحة ولكن سلاحي الكوميديا وماذا املك أنا سوى الكويت؟ طوال عمري لم أتدخل بشؤون أي احد ولم نكن طائفيين، فأنا تربيت في بيت الأنصاري وكانت أم صديقي تشجبه حينما يضايقني وتقول «هذا ولدي يا ويلك ان زعلته» ولكن للأسف الآن يوجد من هو في آخر الدنيا ويكتب تغريدة فيقوم ألف شخص من حولك بإعادتها فتحدث الفتن، أما عن ردي على الجمهور فإذا رأيت السؤال مؤدبا ارد عليه كما يقول المثل «لحية تحشمها ولحية تحشم نفسك عنها».
طارق العلي: داود حسين «جوكر»
شارك رئيس نقابة الفنانيين النجم طارق العلي الجمهور في التعبير عن سعادته باستضافة «الأنباء» لنجم بحجم داود حسين، وأصر على الحضور إلى ديوانية «الأنباء» للترحيب به.
وقال: يعجز لساني ان اصف لكم كفاح هذا الفنان وكيف شق طريقه وبنى نفسه، فهو بار بوالديه، كل ما اتصلت عليه سألته أين انت؟، قال: «عند الحجي» يقصد والده، وغيره يستنكف وينشغل عن والديه بعد الشهرة، فهو كفنان يعتبر «جوكر»، بالإضافة إلى انه رب اسرة ووالد لشباب خلوقين، وزوجته أم حسين كافحت معه كثيرا وتستحق أن نصفق لها، ولمن لا يعرف عن حياته الخاصة فهو مسالم وراق وسريع التأثر ويتجنب من يتعرض له.
وخلال هذه الكلمات اغرورقت عينا بوحسين بالدموع، فقال طارق العلي: تأثر داود بما قلت، دليل على أنه طيب القلب وصادق الإحساس.