- مسرحية «أبيض وأسود» أسوأ أعمالي التي قدمتها.. وأولادي طالبوني بترك الفن في صغرهم والآن يدركون أهميته
خلود أبوالمجد
ضمن أجواء لم تخلو من المرح وخفة الدم، بدأ برنامج «آت نايت»، الذي يذاع على إذاعة «كويت إف إم» ويقدمه كل من أسماء سيف وجاسم العبوة ويعده نايف النعمة ويقوم بإخراجه جابر الجاسر، وحلت ضيفة عليه الفنانة زهرة عرفات التي ملأت الاستديو بكثير من البهجة المصاحبة للوقار والرقي، حيث بدأت حديثها بالترحيب بجمهور المستمعين وتقديم التهنئة لهم بعيد الأضحى المبارك، والاعتذار على تأخرها عن الحلقة لظروف عملها اليومي طيلة أيام العيد على خشبة المسرح، لتقديم عرض «مصنع الكارتون» الذي شاركت فيه البطولة برفقة كل من: هنادي الكندري وأسيل عمران وإبراهيم دشتي والمخرج والمنتج عبدالمحسن العمر.
وأكدت زهرة أنه السبب في اقتناعها بالعودة للمسرح من جديد بعد أن كانت أوقفت العمل فيه لفترة كبيرة، كان النص الاول الذي قدمه لها العمر لمسرحية «مدينة الزنوج» ومشاهدتها مدى حرصه وتفانيه في العمل ليحصد الفريق بأكمله النجاح، وهو ما جعلها فيما بعد توافق على أي نص مسرحي يقدمه لها، حيث أصبح هناك ثقة متبادلة بينهما، بأنه لن يقدم لها سوى العمل الذي يليق بمشوارها الفني ونجاحها.
وتخلل اللقاء أيضا حديثها عن ذكريات الطفولة في البحرين، نظرا لتزامن موعد المقابلة مع عودة المدارس في كل أنحاء العالم، حيث أكدت عرفات أنها عندما كانت طفلة كان عمها الأكبر يرفض تعليم الفتيات، لأنه لم يكن منتشرا وقتها في البحرين كما هذه الأيام، لكن أشقاءها الذكور ساعدوها على البدء في التعليم، ونظرا لمرور سنوات وهي تجلس في المنزل دون تعليم، التحقت بالدراسة وهي فوق السن القانونية فكانت الطفلة الأكبر عمرا في المدرسة، وكانت برفقتها شقيقتها حورية، لكن هذا لم يؤثر على مستواها وتحصيلها الدراسي بل أكدت أنها كانت من المتفوقات والطالبات المحبات للدراسة بشكل كبير، وهو الشيء الذي زرعته في أولادها، ملمحة الى أنهم كانوا يفتقدونها كثيرا في صغرهم، حتى انهم طالبوها كثيرا بالتفرغ لهم بعيدا عن الفن والتمثيل، لكنها حملتهم المسؤولية المادية في وقت مبكر حتى يشعروا بالأسباب وبطبيعة الحياة والغلاء المتواجد ويعرفوا قيمة العمل، وبالفعل تمكنت من هذا.
وحول كيفية اختيارها لأعمالها الفنية وما تقدمه، صرحت زهرة عرفات بأنها غابت هذا العام عن الدراما في رمضان بسبب عدم إيجادها الجديد الذي ستقدمه للجمهور، وقالت: «جميع النصوص التي عرضت علي كانت لشخصيات مكررة سبق أن قدمتها وحققت فيها نجاحا من قبل، النص وما تدور حوله القصة هو أول اهتماماتي، ويأتي من بعدها الاتفاق المادي الذي يختلف بحسب ظروف كثيرة، أهمها موعد عرض المسلسل إن كان في شهر رمضان أم خارجه، يليها كتابة اسمها وترتيبه في العمل».
وعن تفضيلها الظهور فقط في المسلسل الكوميدي «منا وفينا» والمشاركة مع الفنان عبدالله السدحان، أوضحت أنها تحب الكوميديا جدا، وعلى الرغم من أنها في البداية اعتذرت عن عدم المشاركة في العمل لعدم خلق «حزازيات» بأنها عملت مع السدحان ورفضت العمل مع الفنان ناصر القصبي، لكنها في النهاية وافقت بعد كثير من المحاولات لأنه أعجبها ما قرأت من كوميديا في الورق، فهي معتمدة بشكل أساسي على كوميديا الموقف الذي أصبح كثير من أهل الفن وليس الجمهور وحده يفتقدها، وتابعت: «ما يقدمه البعض من أعمال تحمل سخرية على الآخرين أو غيرها من الأمور لم تعد تضحك الجمهور بل ان الناس أصبحت يشعر بالاشمئزاز منها، لذا الورق هو ما جعلني أقبل العمل، وأيضا رغبتي في العودة لتجربة نفسي في مثل هذه المسلسلات المنفصلة التي سبق أن قدمتها في بداياتها في العمل الفني».
كما قالت الفنانة زهرة عرفات خلال لقائها في برنامج «آت نايت»، إنها وقعت على بطولة عملين أحدهما مفاجأة لا يمكنها التصريح به في الوقت الحالي، والآخر هو مسلسل «حياة ثانية» حيث سيتم تصويرهما على أن يعرضا خارج السباق الرمضاني، وفي «حياة ثانية» تجسد شخصية السيدة القوية الأم لأربعة أولاد، وتسيطر على كل شيء وعلى كل من حولها.
وفي سؤال لـ «الأنباء» حول رؤيتها للأعمال الدرامية العربية المشتركة التي تنتج في الآونة الأخيرة، وهل تقبل المشاركة في عمل تمتد حلقاته لأكثر من تسعين حلقة؟، أكدت عرفات أن الدور وعمق الشخصية هما الأهم بالنسبة لها للموافقة على الانضمام لهذا العمل أو لا، وقالت إنها تحرص على تسلم نص العمل كاملا من المؤلف حتى تتمكن من الحكم على دورها من خلال قراءتها للعمل ككل، وأردفت: «لا يفرق هذا إن كان العمل ثلاثين حلقة أو أكثر، وسبق من قبل أن قدمت عمل «السراب» وحلقاته كثيرة، حتى انني وصلت لمرحلة أصابها الاكتئاب فكنت أتناول حبوب الصداع لأنام بعد بكائي بصوت عال، وكنت اعتقد أنني الوحيدة التي أصابتني هذه الحالة، لكنني اكتشفت أن كثيرا من فريق العمل مصاب بها».
وعن سبب الأزمة التي يتعرض لها مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية» والذي شاركت في بطولته بنسخته الجديدة إلى جانب أبطاله الحقيقيين، حيث كانت أدوارهم- أي من انضموا من الجيل الجديد للعمل- مكملة للشخصيات الأساسية وليس بدلاء لهم، قالت زهرة إنها تجسد شخصية زوجة الفنان عبدالرحمن العقل في هذا العمل، وتابعت: «بالفعل تعرض هذا المسلسل لكثير من العثرات الإنتاجية في البداية، إلا أن المنتج تمكن من تخطيها وبالفعل قمنا بتصوير المسلسل بالكامل وهو جاهز بالفعل للعرض، لكنني لا أعلم ما الأسباب التي تعطل هذا العمل حتى الآن؟، وهو ما يسأل عنه المنتج».
أما عن تجربتها في برنامج «زهرة الخليج» التي حققت نجاحا كبيرا فيها، فتحدثت عنها عرفات بحماس كبير، حيث أكدت أنها استفادت كثيرا من هذا البرنامج، ليس ماديا فقط ولكن معنويا أيضا، ففي الأسبوع كانت تضطر الى قراءة كتابين كاملين حتى تتمكن من مجادلة ضيوفها في المعلومة التي تستعرضها معهم، فترى انها تجربة أضافت لها الكثير حتى على المستوى الإنساني، وحبها لهذا البرنامج كان نابعا من أنها لا تضطر الى التمثيل أمام أحد فهي تظهر فيه بشخصيتها الحقيقة، لذا فبالنسبة لها التقديم أسهل كثيرا من التمثيل، لكن الصعوبة الوحيدة به إن كانت الحلقات ستقدم على الهواء مباشرة، ولا تعلم ان هناك عودة من قبل شركة الإنتاج لهذا البرنامج الجميل والممتع، لكنها تتمنى هذا.
وفي نهاية اللقاء قام جاسم العبوة بطرح عدد من الأسئلة السريعة عليها، وأجابت عنها بمنتهى الصدق والراحة، فأوضحت أن أكثر عمل لا تتقبل رؤيته في مشوارها هو مسرحية «أبيض وأسود» التي شاركت فيها ضمن أحد المهرجانات المسرحية، كما أنها من الممكن أن تفكر في الخطوة الإنتاجية مستقبلا، لكنها غير واردة في الوقت الحالي، كما أنها لا تفكر في اعتزال الفن نهائيا ما دامت قادرة على العطاء، وأكدت أن صديقاتها في الوسط الفني المقربات لها للغاية يعدون على أصابع اليد الواحدة، فهن المذيعة غادة يوسف والفنانه أميرة محمد وابتسام عبدالحميد، لكنها تقيم علاقات زمالة مميزة في كل الأعمال الدرامية التي شاركت في بطولتها، هذا، وكان أكثر ما أسعدها على الهواء هو تحضير طبق «البلاليط» الذي تحبه وتعشقه بشدة، حتى انها نسيت إجابة السؤال وانتبهت للطبق الذي أمامها.