سماح جمال
أكد الكاتب فهد العليوة لـ«الأنباء» من العاصمة الفرنسية باريس ان «محد كاسر قلبي غير هالبنات» قاصدا قطتيه «مايا وفضة» اللتين اشتاق اليهما، وانه يعكف حاليا على كتابة مسلسله الجديد «اليوم الأسود»، وقال في معرض حديثه ان فكرة الزواج قائمة مع ايقاف التنفيذ، واعتبر انه من ارجع الرومانسية الى الدراما الخليجية، واشار الى ان احتمال مشاركته بعمل اخر في الموسم الرمضاني القادم قد لا تزيد عن 10%.. كما تطرق العليوة الى النقد وهل يتأثر به في السطور التالية:
ماذا تحضر حاليا؟
٭ اعكف على كتابة مسلسل «اليوم الأسود» في العاصمة الفرنسية باريس.
الاجواء البارسية تسهل عليك عملية الكتابة ام تصعبها؟
٭ اعشق هذه المدينة ويسهل الهائي بسهولة، فعندما اكتب كالعادة في الكويت يكون بين اربع حيطان وشباك قد اطل منه ولدي قطتان اتابعهما وهما تلعبان، اما في العاصمة الفرنسية فاجلس في شقة تطل على برج ايفيل بخلاف كل ما تضمه، كما اجد انني اقرأ شعرا لـ «نزار قباني، بدر شاكر السياب، عنترة بن شداد، امرؤ القيس...» فغالبا ما اتجه حاليا الى الشعر القديم اجد فيه جمالية خاصة، فالحب في وقتها كان اصعب من اليوم.
ترى ان المنتج عامر الصباح يجب ان يبدأ بالقلل؟
٭ «ضاحكا» تقريبا يتحدث معي يوميا فالوضع خطر هنا، لا فبعيدا عن المزاح نحن بالنهاية ملتزمين بجدول زمني والمسلسل سينتهى في الوقت المحدد له رغم كل شيء بإذن الله.
من السهل عليك الابتعاد عن القطتين «مايا وفضة» كل هذه الفترة؟
٭ «محد كاسر قلبي غير هالبنات» فالوضع صعب ان اجلهما الى باريس فقد يتسبب تغير المناخ والمكان لهما في حالة اكتئاب وقد تتطور الى مرض، ولكن لحسن الحظ ان اصدقائي يتناوبون على الاهتمام بهما، واحيانا نعمل face time ومشتاق لهما جدااا.
بالعودة الى مسلسل «اليوم الأسود» الا ترى ان الاسم يبدو غريبا وقد يلقى رفضا ما؟
٭ الشخصيات والأحداث هي التي تفرض علي الاسم ويأتي بالنهاية ليكون متماشيا معها، ولا أرى في اختيار الاسم شيئا خاطئا فنحن في الكويت نسمى الثاني من شهر اغسطس بالخميس الأسود كونه يوم الاحتلال العراقي للكويت، وخلال كل الأعمال التي قدمتها لم يتم الاعتراض على اي من اسماء اعمالي السابقة لي الا حرف واحد وليس الاسم بالكامل فتحول اسم المسلسل من «فال مناير» الى «حال مناير»، وبالنهاية انا شخص ملتزم بالقانون واحترمه.
ما الفكرة الأساسية للعمل؟
٭ اناقش وجه الشبه بين الأيام والبشر، والأيام قد تمر مرور الكرام وتنسى وكذلك الحال مع البشر فهناك منهم من يمر مرور الكرام في حياتنا دون ان نلتفت لهم، الى أن يأتي ذلك اليوم المفصلي، فقد يدخل البشر الى حياتنا ويشكلون جزءا منها دون أن نعرف ما اذا سيكونون امرا ايجابيا ام سلبيا علينا الا مع مرور الوقت، فكما يقول الله تعالى: (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فيجب ألا نضع التصنيفات قبل أن نختبر الأشياء.
برغم حماسك بالحديث عن العمل إلا أنك كنت في فترة ستتخلى عنه وتشرع بكتابة عمل آخر؟
٭ حدث ذلك معي بالفعل خاصة أن الفكرة فلسفية، ولأنني شعرت في البداية بأن هناك شيئا ناقصا فبعدما كنت متحمسا للكتابة فجأة بات عندي احباط وتوقف هذا الحماس وقمت بإعادة حساباتي من جديد وحتى تكنيك الكتابة اعدت تقديمه بصورة مختلفة، فأخذت الفكرة التي كانت بين السطور وجمعتني أكثر من جلسة عمل مع المخرج محمد دحام الشمري وتناقشنا حول العمل، فعاد الحماس بل واكثر من ذي قبل دون مبالغة وشرعت مجددا في استكمال الكتابة.
«اليوم الأسود» عمل فلسفي، الا ترى أنها مجازفة لك ككاتب عرف بخط «السهل الممتنع»؟
٭ كنت ابحث عن دراما نفسية وعميقة بعيدا عن خسارتي لاسلوبي الذي اعتاد عليه المشاهد وحتى النقاد وهو «السهل الممتنع» والقريب من الجمهور وليس معنى أنني سأقدم فكرة فلسفية أنني سأتفلسف على الجمهور، وبالنهاية هو نوع من الدراما التي تغوص في الشخصية وتهتم بردة فعل شخصيات المسلسل أكثر من المشاهد، فلا يعني لي ككاتب أن اضم عددا كبيرا من الاحداث في كل حلقة دون أن اصل الى عمق الفكرة التي تحرك مشاعر المتفرج، وهذا الامر اتبعته مثلا في مسلسل «للحب كلمة» عندما ماتت شخصية «سارة» في أول حلقة بمشهد العرس.
ترى انك ستفتح بابا جديدا ؟
٭ كل عمل اقدمه يكون عالما جديدا اطرق ابوابه للمرة الاولى بصورة أو بأخرى وهذه حقيقة وليست مجرد شعارات فارغة، بدليل ان الموسم الماضي قدمت مسلسل «قابل للكسر» ومسلسل «حال مناير» وكان بينهما اختلاف كامل وجذري مع أنني كتبتهما في وقت متقارب.
هذا يعني أنك ستتخلى عن الرومانسية؟
٭ بالطبع لن اتخلى عنها، وبكل تواضع اقول انني ارجعت الرومانسية الى الدراما الخليجية بعد ان غابت عنها، او بمعنى اصح شوهت صورتها مع بداية الالفية بمجموعة اعمال وظفت في صورة يستغل من خلالها الشاب الفتاة ليحصل على شهوته، او ان تقدم كنوع من الخروج عن العادات والتقاليد، ومع خروج ثلاثية «ساهر الليل» على الشاشات عادت للرومانسية مكانتها مجددا، فالحب النظيف للأسف في عالمنا العربي عموما وليس في الخليج فقط مظلوم بالصورة التي يقدم بها.
وماذا عن حياتك الرومانسية سنراك قريبا في القفص؟
٭ مشروع الزواج قائم مع ايقاف التنفيذ، فلا اشعر بأنني مستعد للزواج في الفترة الحالية خاصة بعد علاقة الحب الفاشلة التي مرت في حياتي، ولذا اجد انني اعاني من نقص الحنان واجده في اعمالي التي أكتبها، وقد يصادف ان هناك فتاة ما تفهمني من خلال الاعمال وتجمعنا الصدف ونعيش قصة حب، وهذه الفرضية العبثية تعكس مدى ايماني بأهمية التفاؤل في حياتنا.
«اليوم الأسود» سيشهد عودتك مع المخرج محمد دحام الشمري بعد سنوات من الابتعاد؟
٭ مشتاق لتفهمه للعمل ومناقشتنا معا حول اصغر تفاصيل العمل والصورة التي سيخرج بها، فكلانا يضيف للآخر، وعدم عملنا معا في الفترة الأخيرة كان ذلك لأسباب خارجة عن ارادتنا بحكم ارتباط كل منا بجهة انتاج مختلفة، وجاء «اليوم الأسود» ليجمعنا مجددا.
من منكما محتاج للآخر أكثر اليوم خاص بعد تذبذب نجاحات المخرج محمد دحام مؤخرا بينما حققت انت نجاحا كبيرا العام الماضي؟
٭ اذا كنت اتحدث عن نفسي فأرى أنني لم اكن احتاج لان ابتعد عنه حتى ارجع اليه، وعندما قدمنا «ساهر الليل» عملت مع المخرج خالد الرفاعي مسلسل «الملكة» وحقق نجاحا كبيرا، والمسلسل يحتاج لنا بالتساوي فلا يوجد مسلسل يخرج من دون كاتب جيد ومخرج جيد فكلاهما يكملان بعضهما، وعندما توقفت تماما عن العمل في عام 2013 ورجعت بعد ذلك لم يؤثر علي الأمر بالسلب وكذلك الأمر بالنسبة الى «ابوعزيز» لا اعتقد ان عرض عمله على قناة مشفرة قد يؤثر على كونه مخرجا جيدا او سيئا.
حريص على الانتهاء من كتابة العمل قبل التصوير أم ستكرران تجربة التصوير على الهواء؟
٭ من المستحيل أن نصور على الهواء بعد اليوم، اولا من الناحية الرقابية لن يكون هناك مجال فيجب أن يدخل النص الى الرقابة من ناحية، ومن جانب آخر اتفقنا على أن يأخذ المسلسل وقته سواء في التصوير او المونتاج.
عودتك مع محمد دحام فتحت باب الحروب عليكم؟
٭ الأمور طبيعية ولا يوجد خلافات مع أحد، وصحيح أنني اؤمن بالمنافسة الشريفة ولكن ليست تلك التي تصل الى حروب، وكل ما اريده أن اقدم عملا تتوافر فيه متعة شخصية لي وأحققها اثناء كتابته وهذه اولويتي دائما، وليس أن أقدم عملا اخوف به شخصا واتمنى أن يكون عملا جيدا، وحتى الآن جاءت اتصالات لي من زملاء كتاب وفنانين يهنئونني بالعودة للعمل مع محمد دحام الشمري.
عادة ما يقرأ اعمالك دائرة مقربة من اصدقائك قبل انتهائك منه... فكيف جاء انطباعهم؟
٭ يتملكهم حماس كبير لمعرفة بقية تفاصيل «اليوم الأسود»، ويرون أن هناك اختلافا بين هذه الاعمال والمسلسلات السابقة، ولكن روح فهد مازالت موجودة، كما انني استخدم «تكنيكا» جديدا في الكتابة للمرة الأولى ولكن دون تعقيدات.
العمل مكتنز بالقصص؟
٭ المسلسل يضم ثماني شخصيات اساسية فقط وتدور معهم شخصيات ثانوية وتتقاطع وتتوازى في احداث المسلسل، ولا اركز في ان تزيد او تقل الاعداد، بقدر ما أن تكون المتعة موجودة عندي في الكتابة وبالنهاية القصة تفرض العدد.
ستعيد تجربتك مع مجموعة الفنانين الذين اعتدت العمل معهم في الأعوام الماضية؟
٭ بل ستكون هناك تغيرات جذرية، فهناك فنانون سأتعاون معهم للمرة الأولى، وآخرون سأعود للعمل معهم بعد فترة انقطاع سنوات، كما سأبقى محافظا على مجموعة من الفنانين يجمعني بهم تفاهم وهذا الامر اجده عاملا اساسيا في نجاح المسلسل، فهناك فنانون عملت معهم لفترات طويلة، وكانت هناك دعوات بأن أتوقف عن العمل معهم وعندما توقف تعاوننا معا ارى ان البعض يطالب بالعودة مجددة، وهذا اكبر دليل على ان اختيار الفنانين للعمل مسألة ترجع الى صناع العمل وليس الجمهور.
تتأثر بالنقد؟
٭ انتشار ثقافة السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الاعمال الدرامية، اثر كثيرا على قيمة النقد الحقيقي، وشخصيا ارى ان اولى خطوات الفشل التي يتخذها الكاتب أو المبدع هي أن يسير وراء الجمهور ليفعل ما يريدونه وليس ما ينبع من داخله، فمصمم الأزياء على سبيل المثال هو من يبتكر الأزياء ويخرج في كل موسم بصيحات جديدة ولا يسأل الناس ماذا يريدون، وعندما يتقبله المجتمع يكون هنا النجاح، فالذكاء الفني امر يفوق الموهبة في بعض الأحيان فيجب ان نعرف الذوق العام ونتعامل معه بذكاء، فعلى سبيل المثال اليسا نجمة صف اول وبرأيي ان السبب هو ذكاؤها الكبير الذي يفوق حتى موهبتها.
تناقد نفسك هنا، فكثيرا ما تسأل الجمهور عبر حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي عن آرائهم في ظواهر وحالات اجتماعية؟
٭ هناك فارق شاسع بين اخذ رأي الجمهور في قضية اجتماعية وان أسالهم «شنو تبون قصة اكتب لكم»، وعندما اطرح قضية للنقاش هذا لا يعني أنني سآخذها كما هي 100%، فقد اطرح الموضوع واناقشه وبالنهاية قد استخدمه او لا، لأنني بالنهاية حريص على السرية واخذ الحيطة والحذر في كتاباتي، لأن هناك البعض للأسف يترقبون ما اكتبه ويستخدمونه، فالعام الماضي كتبت post وسألت عن فكرة تعدد الزوجات ومع انني لم استخدمها الا انني لاحظت وجود عدد كبير من الأعمال يتحدث عن هذه الظاهرة، ومنذ فترة اعلنت عبر حساباتي الشخصية الا يرسل لي احد افكارا او قصصا لأعمال وان من سيفعل ذلك سأعمل له block كون للأمر تبعات قانونية.
ستكتفى بعمل واحد هذا الموسم؟
٭ احتمال يكاد لا يصل لأكثر من 10% ان اشارك بعملين في الموسم الرمضاني القادم، وعامل الوقت هو الذي قد يرجح الكفة أو لا، فهناك عمل اخر انتهيت من 15 حلقة منه بالفعل ولكنني توقفت ولم اكمله، لأنني حاليا اضع كل تركيزي على مسلسل «اليوم الأسود» فهو رهاني الكبير.