خلود أبوالمجد
أقيم مساء أمس الأول في مركز جابر الأحمد الثقافي، أمسية حوارية للروائي السعودي محمد حسن علوان، للحديث عن «تجربة كتابة الرواية التاريخية»، ادارتها الروائية بثينة العيسى، تناول علوان روايته «موت صغير» عن سيرة متخيلة للفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته فـي دمشـق، والتي فازت منذ شهور بالجـــائـزة العــالمـيــة للــروايـــــة العــربـيــة (البـــــوكر) في دورتـهــا العـــاشـرة.
وبـسـؤالــه عن أسبــاب اختياره لهـذه الشخصية وكتابتها قــال: أحيانا يبدو مستغربا أن تكتب رواية عن ابن عربي بتلك الأبعاد الطاعنة في مشرقيتها بينما أنا مقيم في هذا الجزء البعيد البارد من العالم في تورونتو في كندا، ولكن أفكر أحيانا في ذلك فأتهم الحنين أولا بشكل مباشر، ثم أجد أن التلامس مع المختلف الغريب هو الذي يدفعني باتجاه ذاتي وتراثي وثقافتي القديمة.
وأكد أن التحدي الأبرز في كتابته لهذه الرواية تمثل في قلة المعلومات المتاحة عن الفيلسوف ابن عربي، الذي تدور الرواية عن حياته، وغموض سيرته، وتابع: لا يمثل ما نعرفه عن سيرة ابن عربي 10% منها، أما الـ 90% الباقية فهي تعتمد على الخيال، لذلك كانت الكتابة عنه عملا مضنيا، وقمت بالكثير من القراءة والبحث، ليس في سيرة ابن عربي فقط، ولكن لكل من عاصروه من العلماء والحكام والخلفاء، وفي سيرة المدن التي زارها، شكلها وتجارتها ولهجة أهلها وأسلوب حياتهم، وبعض هذه المدن كتب عنها بغزارة مثل الاسكندرية وبغداد، والبعض الآخر لم يكتب عنها سوى دراسة أو اثنتين، لذلك كنت أتعلم وأنا أكتب وأقرأ ما يمكنني من أن أكتب، واستفدت في ذلك من تجربة السنوات الخمس التي قضيتها في تحضير رسالة الدكتوراه الخاصة بي، فرغم اختلاف المجال إلا أن أدوات البحث واحدة والمنهج متشابه.
وأضاف علوان: كنت أتوقع أن تغضب الرواية من يحبون ابن عربي، لأنها تقدمه في صورة إنسانية بعيدة عن التقديس، وأن تغضب كذلك من لا يحبون الفيلسوف العربي لأنه كرس له رواية كاملة لكن بشكل عام لم يحدث حتى الآن أن غضب أحد من الطرفين، فأنسنته لابن عربي وتقديمه في الرواية باعتباره إنسانا يفرح ويحزن ويحب ويحتار، ويمر بالمواقف نفسها التي يمر بها جميع البشر في الحياة، كانت خياره الوحيد، فهو لا يمكن أن يكتب رواية لتبجيل ابن عربي أو عمل إسقاطات سلبية عليه، كاشفا أنه قام بحذف أربعة فصول من الرواية، مشيرا إلى أنها تتضمن مواقف حقيقية حدثت لابن عربي، لكنه حذفها لأنها تحمل تكرارا، ولا تضيف للعمل.
والجدير بالذكر ان محمد حسن علوان نشر سابقا أربع روايات هي «سقف الكفاية» و«صوفيا» و«طوق الطهارة» و«القندس»، ووصلت الأخيرة إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2013.