بيروت ـ بولين فاضل
لا ينتمي الممثل اللبناني نيكولا معوض إلى فئة الفنانين الذين يسوقون لأعمالهم ونجاحاتهم إن تحققت، بل لطالما كانت قناعته ان المطلوب اتقان عمله فحسب فيما الإضاءة عليه من واجب الصحافة وأهلها.
من هذا المنطلق ربما لم تعرف سوى قلة قليلة ان نيكولا اخترق الدراما المصرية واستطاع ان يحجز مكانا فيها ويكسب قلوب المصريين وثقة العاملين في المجال بدليل ان تجاربه المصرية تتوالى لتكرس أكثر فأكثر حضوره واسمه في بلاد النيل، فبعد مشاركته في «ونوس» و«حجر جهنم» و«هبة رجل الغراب» و«سابع جار»، يصور نيكولا حاليا مسلسل «طلعت روحي» وهو عمل رومانسي كوميدي من كتابة شيرين بدر الدين ووائل حموي وإخراج رامي رزق الله ويلعب فيه البطولة الذكورية فيما البطولة النسائية للنجمة المصرية دلال عبدالعزيز.
ويصف نيكولا «طلعت روحي» بالتجربة الجميلة التي أسعدته، لاسيما لمتانة النص وجماله وحرفية التنفيذ وهو ينتظر ردود الفعل عليه بعد انطلاق عرضه الشهر الجاري على شاشة قناة «OSN»، ومن ثم على شاشة «CBC»، كما يترقب انطلاق عرض الموسم الثاني من مسلسل «سابع جار» على «CBC» بعد إقفال الموسم الأول بنجاح. وإذا كان معوض كسب في «طلعت روحي» فرصة الوقوف أمام النجمة المصرية القديرة دلال عبدالعزيز، فإنه خسر في المقابل ولضيق وقته وكثرة انشغالاته فرصة تكرار التجربة مع النجم الكبير يحيى الفخراني الذي كان يفترض ان يجسد دور والده في المسلسل الجديد.
يؤكد معوض، الذي لم يكن يتصور اليوم الذي يقف فيه أمام عمالقة الدراما المصرية، أنه يشعر بالاعتزاز والامتنان لكون الجمهور المصري يقدر اداءه ويرحب بفكرة أنه أصبح جزءا من الأعمال المصرية، وقال انه يتقن جدا اليوم اللهجة المصرية، حيث تدرب عليها على يد استاذ متخصص هو مصطفى سامي، إلا أنه لم يكن ليجيدها لولا إقامته في مصر والاحتكاك اليومي مع المصريين والتواصل معهم بلغتهم الأم، ولفت إلى أنه سعيد لكون لهجته المصرية قد أقنعت المصريين في وقت هم انتقائيون ويميلون إلى انتقاد من يدخل الدراما المصرية من دون اتقان أدواتها.
ويوزع نيكولا اقامته هذه الفترة بين بيروت والقاهرة لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «الحب الحقيقي» الذي حصد في جزئه الأول نجاحا جماهيريا ونسبة مشاهدة عالية، وكشف أن شخصية «رامي» التي يجسدها ستشهد انقلابا جذريا في الجزء الثاني، والبداية ستكون مع المواجهة الشرسة التي ستقع بينه وبين ركان الذي يجسد دوره جوليان فرحات. وعن مأخذ البعض عليه بلعب دور أقل صعوبة من أدواره السابقة، رد بالقول ان موافقته على الدور تعود إلى علمه بالتبدلات التي ستطرأ على الشخصية في الجزء الثاني.
وحول القبلات التي تخللت المسلسل وهو ما لم تألفه المسلسلات اللبنانية والعربية، لفت إلى أن نقل الواقع بصدق هو ما يبررها وآن الأوان لحضور هذه المشاهد على الشاشة، وتابع نيكولا يقول: «البعض تحدث عن مبالغة في هذه المشاهد، وقد يكون هؤلاء على حق، لكن ربما التمرد على فكرة أن القبلة هي من المحرمات على الشاشة هو ما يفسر هذه المبالغة».